العوامل الأربعة التي ساهمت في انهيار الجيش السوري ووصول فصائل المعارضة إلى حمص
تجدر الإشارة إلى أن المواجهات العنيفة ركزت بشكل رئيسي على محافظة حماة، وخاصة في المنطقة المحيطة ببوابة المدينة والتي تحتضن ثكنات جبل زين العابدين ومطار حماة العسكري وقيادة الفرقة 25 بقيادة العميد سهيل الحسن. ورغم شدة القتال، استغرقت سيطرة فصائل المعارضة على مدينة حماة حوالي 72 ساعة فقط.
ارتباك الجيش بسبب الموقف الروسي
أكد دبلوماسيون سوريون على اتصال مع وزارة الخارجية الروسية أن الحكومة السورية أجرت اتصالات مباشرة مع روسيا للتعرف على موقفها بعد الهجمات، لكنها تلقت رداً غامضاً يشير إلى أن الهجوم لن يتجاوز المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة حتى مايو/أيار 2019، وهو ما أحدث ارتباكاً في صفوف القوات العسكرية التابعة للنظام بسبب غياب الدعم الكافي من الطيران الروسي.
أكدت مصادر في إدارة العمليات العسكرية أن ضباطاً في الجيش السوري كانوا يتحدثون عن أن روسيا توافق على خسارة الأراضي، وأن قصف قاعدة حميميم لم يكن يغطي كافة الأهداف التي تم إبلاغهم بها، مما دفع إلى استخدام الطيران السوري القديم.
فوارق تكتيكية وبشرية
أفاد مراسلون يغطون معارك فصائل المعارضة بوجود فوارق واضحة في التكتيك والقوة البشرية، حيث تمكنت فصائل المعارضة من تحقيق تفوق ميداني. تحدثت المصادر أيضاً عن تسريب معلومات وقد تم رشوة وحدات من الجيش لتحفيز عملياتها قبل بدء المعارك، مما سمح للخلايا النائمة باستهداف غرفة العمليات التابعة للحرس الثوري الإيراني في القنصلية الإيرانية في حلب، مما أسفر عن مقتل الجنرال الإيراني كيومرث بور هامشي.
بالإضافة إلى ذلك، تمكنت فصائل المعارضة من تجنيد الآلاف من الشباب، حيث تدربوا على تكتيكات القتال الخاصة، في حين أن عناصر الجيش السوري معظمهم يتجاوز عمرهم الأربعين، وكانت معرفتهم بتقنيات الحرب أقل.
# مجريات الأحداث: هزائم الجيش السوري
شهدت الساحة السورية تطورات كبيرة خلال الأيام الماضية، حيث تمكنت قوات المعارضة من إحداث تغيير نوعي في مجريات الحرب، مما أدى إلى استسلام المئات من قوات الجيش السوري.
استخدام الطائرات المسيرة
نجحت القوات المهاجمة في تحقيق انتصارات ملحوظة، مستفيدة بشكل كبير من الطائرات المسيرة المحلية الصنع من طراز “شاهين”. أسهمت هذه الطائرات في استهداف خطوط إمداد الجيش السوري، بالإضافة إلى قصف المدرعات من ارتفاعات عالية، مما أثر سلبًا على معنويات الجيش الحكومي.
استغرق تطوير هذه الطائرات ثلاث سنوات، وشارك في ذلك مهندسون يعملون ضمن هيئة تحرير الشام، التي استفادت من خبراتهم في التصنيع.
تكتيكات الفصائل العسكرية
أفاد مراسلون حربيون بأن فصائل المعارضة استخدمت استراتيجيات متقدمة في الرصد والعمليات الهجومية، مما مكنها من تنفيذ هجمات منسقة ومفاجئة. وقد ساعد هذا النهج في اختراق الخطوط الدفاعية الأولى للجيش، الذي لم يتمكن من تأسيس دفاعات قوية خلف الخطوط الأمامية.
غياب الفصائل المدعومة إيرانيًا
تجلى غياب الفصائل المدعومة من إيران بشكل واضح في هذه المعركة. حيث غاب حزب الله اللبناني عن المواجهة نتيجة الصدمات التي تعرض لها في نزاعاته مع إسرائيل وفقدانه لقياداته الرئيسية. كما أفادت مصادر أمنية عراقية أن فصائل الحشد الشعبي اكتفت بإرسال عدد محدود من المقاتلين لدعم الجيش السوري، بسبب تردد الحكومة العراقية في التدخل بكثافة في سوريا.
لاحظ المراقبون أن غياب هذه الفصائل أفقد الجيش السوري الاستفادة من قوات مدربة على حرب الشوارع والقدرة على استخدام الطيران المسيّر في العمليات الهجومية.
نهج “التحييد” في العمليات العسكرية
تظهر المعلومات أن القوات المهاجمة اعتمدت نهج “التحييد”، حيث قامت بالتفاوض مع مجموعات عسكرية في غربي حلب لإقناعها بعدم المشاركة في النزاع. كما شمل ذلك توجيه تطمينات بأن الهجمات تستهدف فقط القوات الحكومية.
أدى هذا المنحى إلى السيطرة على مناطق كثيرة بسرعة ودون قتال، مما زاد من زعزعة استقرار صفوف الجيش السوري وزيادة شعورهم بالإحباط.
المصدر: الجزيرة