وقبل مغادرته العاصمة الأردنية عمان مساء الثلاثاء الماضي، دعا بلينكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى قبول اقتراح وقف إطلاق النار دون تأجيل، مشددا على أنه لا يجب على الحركة تفويت هذه الفرصة. وأكد بلينكن خلال تصريحاته عند مغادرته الأردن متجهاً إلى إسرائيل أن التركيز الحالي للولايات المتحدة هو على وقف إطلاق النار في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية.
وأثناء لقائه ببلينكن، أكد الملك الأردني عبدالله الثاني على أهمية وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة واتخاذ إجراءات لوقف الأزمة الإنسانية. وحذر الملك عبد الله الثاني في بيان من الديوان الملكي من خطورة أي عملية عسكرية في رفح، مشيرا إلى أن تداعيات الحرب على غزة قد تتسع لتشمل مناطق في الضفة الغربية والقدس.
على الجانب الآخر، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن بلينكن ناقش مع الملك الأردني الجهود الدبلوماسية لتحقيق سلام دائم في المنطقة بما في ذلك تحقيق دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل.
وناقش الجانبان أيضا الجهود المشتركة لتسريع تدفق مساعدات إنسانية إضافية إلى غزة عبر الأردن.
وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق أن الاقتراح الأخير لصفقة تبادل بين حماس وإسرائيل يتضمن وقف النزاع لمدة 6 أسابيع. وأوضح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن المقترح الحالي لصفقة التبادل مع حماس تم التوصل إليه بروحية حسنة خلال المفاوضات مع إسرائيل. ودافع كيربي عن إسرائيل قائلا “يجب أن يكون هناك تفهم لجدية الإسرائيليين في المساعي للتوصل إلى اتفاق جديد لتبادل السجناء”، مشيرا إلى أن رد حماس على الاقتراح يجب أن يكون إيجابيا.
جهود بايدن
وفي إطار الجهود الأميركية، قال الرئيس جو بايدن إن واشنطن ستتعاون مع مصر وقطر لضمان تنفيذ كامل لشروط الصفقة المقترحة ولبذل كافة الجهود لتحقيق إطلاق سراح المحتجزين.
وأوضح بايدن أنه قام بمكالمة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمناقشة تحقيق اتفاقية لإطلاق المحتجزين بالتزامن مع وقف إطلاق النار.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن “حركة حماس هي العقبة الرئيسية الآن لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار ومساعدة المدنيين في غزة”، وفق تعبيره.
وتتزايد التوقعات منذ الأيام الأخيرة بالوصول إلى اتفاق بعد عودة جهود الوساطة لاستئناف المحادثات المتوقفة بين إسرائيل وحماس، لكن لم تظهر حتى الآن علامات على اتفاق بشأن النقطة الرئيسية للخلاف بين الطرفين، وهي مطلب من حماس بإخراج القوات الإسرائيلية من غزة ووقف دائم للعدوان.
عائلات المحتجزين
وفي سياق مختلف، طالبت عائلات السجناء الإسرائيليين بعقد إجتماع عاجل مع نتنياهو لمعرفة آخر مستجدات صفقة الإفراج.
وشهدت تظاهرات لعشرات الإسرائيليين من أهالي السجناء المحتجزين في غزة مساء الثلاثاء أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة لإطلاق جميع السجناء. وحمل المشاركون في التظاهرة صور السجناء ولافتات تطالب بعودتهم إلى منازلهم على الفور.
وفي القدس المحتلة، نظم عشرات الإسرائيليين تظاهرة احتجاجية على تصريحات نتنياهو بشأن التمسك بعملية برية في رفح وللمطالبة بالموافقة على صفقة تبادل للسجناء مع حماس.ورفع المحتجون شعارات تدعو إلى استرجاع الأسرى واستنكروا إلغاء جلسة مجلس الحرب المقررة لمناقشة مسار المحادثات.
من ناحيتها، نشرت كتائب عز الدين القسام صورة تتهم فيها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعرقلة مفاوضات صفقة تبادل الأسرى. ووجهت القسام رسالة إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين في الصورة قائلة “بسبب مصالح نتنياهو السياسية، لا زال أبناؤكم في الأسر”.
عملية رفح
وأعلن نتنياهو في وقت سابق يوم الثلاثاء الماضي أن إسرائيل لن توافق على تسوية بشأن رفح، وستدخل القوات الإسرائيلية المنطقة بغض النظر عما إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أم لا. ونوه نتنياهو خلال لقاء مع أسر جنود إسرائيليين قتلوا في غارات غزة بأن إسرائيل لن توافق على انسحاب كامل من قطاع غزة.
وفي وقت آخر من يوم الثلاثاء الماضي، صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه لا تغيير في أهداف الحرب على قطاع غزة، ولن توافق إسرائيل على تسوية بشأن رفح، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية ستدخل المنطقة بغض النظر عن وجود وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أم لا.
وأكد نتنياهو -خلال لقائه مع ممثلين عن عائلات المسجونين في غزة حسب بيان صحفي- أن “فكرة التوقف عن الحرب قبل تحقيق جميع الأهداف غير محتملة. سنقوم بالدخول إلى رفح وبالقضاء على كتائب حماس هناك بغض النظر عما إذا تم التوصل إلى اتفاق أم لا، من أجل تحقيق النصر الكامل”.
وأوضح بالإضافة إلى ذلك أن فرص تحقيق صفقة تبادل ضئيلة، لأن حركة حماس لا تزال متمسكة بمواقفها، مؤكدا على أن إسرائيل لن توافق على انسحاب كامل من قطاع غزة.
وتم نقل عن نتنياهو تأكيده بأن العملية الفعلية لإخلاء الفلسطينيين من منطقة رفح جنوب قطاع غزة قد بدأت في استعداد لعملية قادمة هناك، بالإضافة إلى أن هذه العملية حظيت بموافقة أعضاء مجلس الحرب.
ويذكر أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أنهى اجتماعا مع نتنياهو بناءً على طلبه في إطار المفاوضات الحالية لإنجاز صفقة تبادل الأسرى. وأشار بن غفير بعد الاجتماع إلى أنه تلقى تأكيدًا من نتنياهو بشأن دخول رفح وعدم الانصياع لنهاية الحرب أو القيام بصفقة غير شرعية حسب تعبيره.
وعلى الجانب المقابل، صرح وزير في مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت بأن هناك وزراء في الحكومة يمارسون الابتزاز من خلال تهديدات سياسية وهو أمر خطير ويمس بأمن إسرائيل.
وأضاف آيزنكوت أنه سيكون شريكًا في حكومة تتخذ قرارات بناء على مصالح إسرائيل الوطنية وليس على أساس مصالح سياسية بحسب تعبيره.