في مهرجان الجم.. جند مصري ظهروا من جديد في شوارع تونس

تضمنت مدینة الجم التونسية التاریخیة على مدی يومین مھرجانا یحاكي الفعالیات والأنشطة المصریة القدیمة، في فعالیة أعادت الجماهیر التونسیة إلى أمجاد العصور السابقة.
ظهر جند المصريین في شوارع مدینة الجم بمنطقة المهدية شرق تونس ضمن التجدید السابع للأیام المصریة یومی السبت والأحد الماضیین.
جاب العسكر المشاركون في المناسبة بأزیائهم التاریخیة المصریة شوارع المدینة التي كانت تعرف سابقًا باسم “تسادور” وقد فعلوا ذلك في القرن الثالث الميلادي وقبل ذلك حیث وصلوا إلى المسرح المصري حیث عُرضت المعارك بالأسلوب القدیم.

انطلقت فعاليات مهرجان الأيام البيزنطية، الذي يُنظمه جمعية “نحن عشاق التراث” الغير تابعة، السبت الماضي وسط حضور وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين.
امتلأ المسرح البيزنطي في المدينة بصيحات الجماهير المحفزة لمشاهدة قتال المصارعين المميت.

“المحاربون الزمنيون”.. معركة حتى الرحيل
داخل ساحة القتال في المسرح البيزنطي بالمدينة، شاهد الحضور المعارك القديمة، حيث ارتدى المحاربون خوذات تخفي وجوههم واستعدوا بأسلحتهم ودروعهم الثقيلة لمواجهة لحظة الوداع الأخيرة.
المعروفين بـ “المحاربون” في التقاليد البيزنطية القديمة، يشتهرون بشراستهم في خوض لعبة الوداع مع أشرس الوحوش وأقوى المقاتلين لإسعاد الحضور، فهم مقاتلون محترفون ليس لديهم خسارة، فيكافحون داخل الساحة حتى الرحيل.

جيش بيزنطي في المدينة
وفي هذا السياق، أكد حفيظ أن فعاليات الأمس شهدت “مظاهرة لجيش (فيلق) بيزنطي في المدينة وهو يتجول نحو المسرح وسط أنغام عسكرية ومسيرة متناسقة، وشهدنا خلال ذلك اليوم تجسيدًا لمسيرة دخول حاكم المدينة وأداءات رقصية وموسيقية وتوزيع رغيف الخبز والعملات على الجمهور، بالإضافة لعروض “المحاربين البيزنطيين”.
هدفت هذه الفعاليات إلى عرض ما كان يحدث في القرن الثالث بالمدينة للحضور الحالي في المكان، ويبدو حاكم المدينة المشارك في الفعالية البيزنطية القديمة بشكل أشقر بثياب بيزنطية بيضاء، وكانت ترافقه زوجته وهما يركبان عربة بيزنطية مقودة بواسطة حصان يصلان به إلى المسرح التاريخي لتحية الجمهور.
وأوضح حفيظ أن صانعي المهرجان “عملوا بجهد على الزخرفة والملابس، واستعملوا في تنظيمها النحاس والجلود لكي يظهروا كالتلك المستخدمة في القرون الماضية”.
وأضاف “صنعت الخوذات من النحاس الفعلي، وكانت الملابس من الجلود، حيث إننا لم نقم بتقليد الأزياء الرومانية بمواد بلاستيكية”.
<صورة id="attachment_6493481" aria-describedby="caption-attachment-6493481" style="width:770px" class="wp-caption aligncenter"><تسمية id="caption-attachment-6493481" class="wp-caption-text">حاكم البلدة وزوجته يركبان عربة رومانية يسحبها حصان يأخذهما إلى المسرح التاريخي ليسلما على الجمهور (الأناضول)تسمية>
تواجد جماهيري متباين
وتحدث حفيظ عن تأثير المهرجان في نقاط التونسيين ورغبة العديد منهم في استكشاف الحياة الرومانية القديمة للبلدة بقوله “مع النسخ السابقة للمهرجان شاهدنا ترويجًا إعلاميًا كبيرًا، وأصبح محلاً لاهتمام التونسيين والغرباء”.
وأشار إلى أنه تمت إقامة عرض المقاتلين في اليوم الثاني من الأيام المهرجانية لكي يتسنى لجميع الزوار الاستمتاع به، وبما أن المسرح لا يتسع إلا لحوالي 1500 متفرج.
<صورة id="attachment_6493452" aria-describedby="caption-attachment-6493452" style="width:770px" class="wp-caption aligncenter"><تسمية id="caption-attachment-6493452" class="wp-caption-text">إعادة محاكاة مشاهد من الحياة الرومانية القديمة لبلدة الجم التونسية (الأناضول)تسمية>
ولم يكن المهرجان محدودًا فقط بإعادة تقليد مشاهد من حياة الرومانية القديمة للبلدة، بل كانت هناك فرصة لتنظيم ورش عمل ومعارض لصناعات تقليدية قديمة.
وأضاف حفيظ “شمل المهرجان أيضًا تنظيم ورش لتعليم صنع الفسيفساء وتقنياتها، وصناعة مصابيح الطين، وصناعة أطواق الزهور، بالإضافة إلى الخوذة الرومانية ونقش العملة والفخار”.
<صورة id="attachment_6493454" aria-describedby="caption-attachment-6493454" style="width:770px" class="wp-caption aligncenter"><تسمية id="caption-attachment-6493454" class="wp-caption-text">المسرح الروماني حيث أقيمت المعارك بالطراز القديم (الأناضول)تسمية>
ولاحظ أن النسخة الحالية من مهرجان الأيام الرومانية كانت “فرصة للحرفيين لعرض منتجاتهم التقليدية وترويجها لفائدة زوار المهرجان”.
وختم قائلاً “تمكن زوار المهرجان من شراء أثر يعيدهم إلى عظمة الماضي، كما قام الأطفال بتدريبهم على الحرف القديمة يدويًا”.
<صورة id="attachment_6493512" aria-describedby="caption-attachment-6493512" style="width:770px" class="wp-caption aligncenter"><تسمية id="caption-attachment-6493512" class="wp-caption-text">انتشرت الهماج في المسرح الروماني بالبلدة بصيحات الجمهور المشجعة لمعارك المصارعين القاتلة (الأناضول)تسمية>
“الجم” ومسرحها
القديم الروماني
الجم تمتاز بمسرحها القديم، المعروف بقصر الجم، الذي بني خلال فترة الحكم الروماني. أنشأه الأثرياء من سكان تيسدروس (الجم الحالية) في عام 238 ميلادي أيام الإمبراطور غورديان الأول (159-238 ميلادي).
يُعتبر قصر الجم الروماني ثالث أكبر مسرح روماني على مستوى العالم بعد مسرح الكولوسيوم في روما الذي يُصنَّف ضمن عجائب الدنيا السبع، ومسرح “كولوسيوم كابو” الواقع في مدينة الجم الساحلية في تونس أيضًا.

يُطلق مصطلح “كولوسيوم” على المدرجات الهائلة في الحضارة الرومانية حيث كانت تُعرض فيها مباريات المصارعة، والمسابقات الشعبية، وصيد الحيوانات، والقتال بين السجناء والحيوانات، وإعدام السجناء، والحروب البحرية الاستعراضية، وإعادة تمثيل المعارك الشهيرة والأعمال المسرحية.