بعد استقالة جيم رايان.. إلى أي مكان تتجه الألعاب البلاي ستيشن؟

Photo of author

By العربية الآن



بعد استقالة جيم رايان.. إلى أين تتجه الألعاب البلاي ستيشن؟

شعار سوني بلاي ستيشن معروض في معرض طوكيو للألعاب 2019 في تشيبا، شرق طوكيو، اليابان، 12 سبتمبر 2019. رويترز/إيسي كاتو
بعد انصراف رايان وتغيير سياسة بلاي ستيشن المتعلقة بالألعاب الجماعية، قد نشهد اهتماما متزايدا من المنصة بالألعاب الفردية (رويترز)
نادرا ما تجد قائدًا تنفيذيًا عاصر جميع مراحل تطور شركته بدءًا من تأسيسها وانتهاءً بتقدمها للقمة، ولكن جيم رايان، القائد التنفيذي السابق لقسم “بلاي ستيشن” في شركة “سوني التفاعلية للترفيه”، هو حالة استثنائية، إذ بدأت رحلته في الشركة تزامنًا مع طرح جيل الأول من أجهزة “بلاي ستيشن” في عام 1995.

منذ ذلك الوقت، شغل رايان عدة مناصب إدارية هامة في الشركة، ورغم أنه بدأ مسيرته في فرعها الأوروبي، إلا أن نهاية مسيرته كانت في منصب الرئيس التنفيذي للشركة في عام 2019، قبل أن يقدم استقالته بشكل مفاجئ في نهاية العام الماضي.

استقالة رايان المفاجئة أثارت جدلا واسعًا بين عشاق البلاي ستيشن ومالكيها، إذ احتفل البعض برحيل جيم رايان، بينما يرونيعتقد بعض الأفراد أن الشركة تقف عند مفترق طرق في عهد جديد من الارتباك بدون استراتيجية واضحة، مما يدفعنا للسؤال، إلى أين تسير “بلاي ستيشن” بعد رحيل ريان؟

أثر ريان في نجاح “بلاي ستيشن 5”

سارت رحلة ريان كرئيس تنفيذي للشركة بداية من عام 2019 مع التحضير لكشف الجيل الخامس من أجهزة “بلاي ستيشن”، وبالرغم من أن جيم ريان كان عضوا في فريق الإدارة لقسم “بلاي ستيشن” خلال إطلاق الكثير من المنصات، فإن دوره الأكثر بريقا كان مع “بلاي ستيشن 5”.

تحت رؤيته، تخطت منصة “بلاي ستيشن 5” حاجز 40 مليون وحدة مباعة خلال 4 سنوات، كما نجحت الشركة في استحواذها على أستوديو بنجي المطور للعبة “ديستني” بالإضافة إلى زيادة حصتها في فروم سوفتوير إلى 14% مما منحها وصولاً خاصاً إلى ألعاب الشركة مثل “بلود بورن” و”دارك سولز”.

كما ساهم جيم ريان في إطلاق العديد من الألعاب الناجحة والمعروفة للغاية ابتداء من “غود أوف وار راغ ناراروك” وصولاً إلى “هورايزن فوربدن ويست” و”سبايدر مان 2″، كما وضع التوجيهات الجديدة لمنصة “بلاي ستيشن” التي تتبعها حالياً لزيادة جدوى المنصة.

تضمنت سياسة جيم ريان الجديدة في “بلاي ستيشن” إطلاق ألعاب المنصة على الحاسوب الشخصي، عكس ما كانت تقوم به في الأجيال السابقة، حيث كانت تلك الألعاب حصرية لأجهزتها فحسب، كما تم التركيز على الألعاب الجماعية والخدمية وألعاب الهواتف النقالة، لأن هذه الأنواع تقدم مزيد من الأرباح للشركة بدون تكاليف مستمرة.

%d8%a8 2 1714450787
سياسة جيم ريان الجديدة في “بلاي ستيشن” تتضمن إطلاق ألعاب المنصة على الحاسوب الشخصي (الفرنسية)

سبب الاحتفاء برحيل ريان

يعتبر نادراً أن يكون اللاعبون مهتمين بالمناصب الإدارية في الشركات، على الرغم من وجود شخصيات معروفة مثل فيل سبنسر رئيس قسم “إكس بوكس” في “مايكروسوفت”، ولكن هذا لا يتعلق بالمنصب نفسه بقدر ما يتعلق بالشخص كمحب للألعاب ومؤثر فيها، وعلى الرغم من ذلك، احتفى كثيرون من اللاعبين حول العالم برحيل جيم ريان عن إدارة “بلاي ستيشن” واعتبروا ذلك خطوة صحيحة للحفاظ على المنصة والحفاظ على خصوصيتها.

تصريحات جيم ريان المثيرة للجدل كانت واحدة من أهم الأسباب التي جعلته عدواً لبعض اللاعبين، حيث اشتهر ريان بتصريحاته غير المتمحورة، على الرغم من عمله السابق كمدير لقسم التسويق العالمي في “بلاي ستيشن”، وربما يكون تصريحه حول الشرق الأوسط هو الأكثر جدلاً منذ توليه المسؤولية.

“إحدى الأشياء التي أفتخر بها هي وصولنا لأسواق لم تكن تعرف شيئًا عن عالم الألعاب وثقافته مثل الشرق الأوسط، حيث لم يكن أحد في الشرق الأوسط يلعب ألعاباً قبل وصول أجهزة بلاي ستيشن لديهم”، تصريح جيم رايان في مقابلة مع الموقع “غيمز إندستري”.

تسبب تصريح ريان السابق في انتقاد واسع من قبل محبي الألعاب والمطورين في صناعة الألعاب في الشرق الأوسط وحول العالم، وكان الرد الأول من قبل رامي إسماعيل وهو أحد مطوري الألعاب المستقلين، حيث أكد أن ساحة الألعاب في الشرق الأوسط كانت متقاربة مع نظرائها خارج المنطقة، وأن السبب الوحيد في تأخر وصول أجهزة “بلاي ستيشن” إلى الشرق الأوسط هو غياب الدعم ونقاط البيع الرسمية.

7 أكتوبر، 2021

وكانت تصريحات ريان ليست مقتصرة على هذا النطاق فقط، بل امتدت إلى مجموعة مختلفة من اللاعبين المهتمين بالألعاب التقليدية والألعاب “الكلاسيكية”، حيث أعرب عن رأيه بأن ألعاب “بلاي ستيشن 1” تبدو غير جيدة، وأنه من الصعب تصور سبب رغبة أي شخص في لعبها.

كان هجومه وتصريحاته المعادية أيضًا واضحة خلال الضجة التي أثارتها صفقة استحواذ “مايكروسوفت” على “أكتيفيجن/بليزارد”، حيث أبدى عدم رغبته في أن تصل ألعاب الشركة إلى “بلاي ستيشن”، لكنه أراد إيقاف الصفقة بالكامل، معتبرًا أنها تلحق الضرر بشركته وصناعة الألعاب بشكل عام.

سياسات ريان أدت في نهاية المطاف إلى إغلاق أحد استوديوهات “بلاي ستيشن” التي كانت تعمل على تطوير الألعاب، وهو استوديو “بلاي ستيشن اليابان” الذي ساهم في تقديم العديد من الألعاب مثل “كناك” و”أبي-إسكيب”، بالإضافة إلى دوره في سلسلة من تخفيضات الوظائف داخل الشركة.

علاوةً على ذلك، كانت سياسة جيم ريان السبب الرئيسي في تحول “بلاي ستيشن” إلى ألعاب خدمية وجماعية وخفض تطوير الألعاب الفردية التي كانت تعتبر رمزًا للمنصة، مما أثار موجة من العداء من قبل اللاعبين المفضلين للألعاب الفردية، والذين يشكلون الأغلبية المطلقة من مستخدمي أجهزة بلاي ستيشن.

تراكمت هذه الأسباب جميعًا لتجعل من جيم ريان شخصًا غير محبوب في عالم الألعاب، مما أدى في النهاية إلى ترحيب العديد برحيله عن منصب القيادة في “بلاي ستيشن”.

a man plays farpoint on a sony playstation vr at the paris games week, a trade fair for video games in paris, france, october 26, 2015. reuters/benoit tessier
تحت قيادة رايان، تمكنت منصة “بلاي ستيشن 5” من كسر حاجز 40 مليون وحدة مبيعة خلال 4 أعوام (رويترز)

أين تتجه “بلاي ستيشن” بعد رحيل جيم ريان؟

أعلن ريان استقالته في يوليو 2023، وتم تنفيذ هذه الاستقالة مع بداية مارس 2024، ولضمان استمرارية الإدارة، قرر هيروكي توتوكي المدير التنفيذي للعمليات تسلم المنصب مؤقتًا حتى تعيين رئيس تنفيذي جديد للشركة.

من المتوقع ألا يحمل توتوكي الصلاحيات الكاملة في اتخاذ قرارات مهمة تؤثر على استراتيجية المنصة بشكل كبير، نظرًا لطبيعة موقفه كمدير تنفيذي مؤقت الذي قد لا يستمر لفترة كافية لتحقيق رؤيته الشاملة، لكن تدخل إدارة “سوني” العليا وخاصة كينشيرو يوشيدا، المدير التنفيذي للشركة وعضو مجلس الإدارة، يظهر اهتمام الشركة بمسار المنصة.

من المرجح أن يستمر هذا الوضع المؤقت حتى نهاية الجيل الحالي للمنصة وتوجه لإطلاق الجيل القادم، وهو خلال ثلاث سنوات من الآن إذا كانت التوقعات صحيحة، وقد يستمر توتوكي في منصبه كمدير تنفيذي دائم للمنصة، حيث لم تصرح الشركة بالجدول الزمني المتوقع لتعيين رئيس تنفيذي جديد.

بغياب ريان وتغيير اهتمامات المنصة نحو الألعاب الفردية، قد نشهد اهتمامًا متجددًا بألعاب ذات طابع فردي، مما يعني دعمًا للاستوديوهات من أجل إطلاق أجزاء جديدة من هذه الألعاب، ويمكن أن يعني ذلك عودة ألعاب مثل “أنشارتد” و”جود أو وار” و”ذا لاست أوف أس” إلى جانب سلاسل الألعاب التي غابت لفترة طويلة مثل “رينيسانس” و”انفامس” المنتظرة بفارغ الصبر من قبل المستخدمين، وإلى الآن، يتبقى لنا سوى الانتظار لنرى كيف ستسير أمور “بلاي ستيشن” في المستقبل.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.