“النشيد الأوروبي”.. الإحتفال بمرور 200 سنة على إصدار السيمفونية التاسعة لبيتهوفن

Photo of author

By العربية الآن



“النشيد الأوروبي”.. الإحتفال بمرور 200 سنة على إصدار السيمفونية التاسعة لبيتهوفن

رسم زيتي للمؤلف/العازف؛ رقم المؤشر الشرائي: 301115126؛ أمر الشراء: aja؛ الوظيفة: ؛ العميل: ؛ آخرى:
صورة فنية للفنان والملحن والموسيقار الألماني لودفيج فان بيتهوفن (1770 – 1827) برسم زيتي (شترستوك)
حقق العرض الأول للسيمفونية التاسعة للملحن الفقيد، لودفيج فان بيتهوفن، الذي كان في السابع من مايو/أيار 1824، نجاحا هائلا حينها. وصاغ أحد النقاد بعد الانتهاء من الحفل الذي أُقيم في فيينا، والذي حضره الموسيقي الصم، أن العرض “توقف مرارا بسبب تصفيق الحضور الحماسي”.

وفي تلك الحقبة، لم يدرك الحاضرون أنهم كانوا يستمعونفي النهاية، ستكون “النشيد الأوروبي” ما يُعين على تصنيفها كتحفة من تحف الموسيقى التقليدية في الغرب، عقب علم الدراية بتاريخها السياسي المضطرب.

اقرأ أيضا

list of 3 items

list 1 of 3

عرض لمؤلف وردة الصحراء في قاعة المعارض القطرية

list 2 of 3

تأثير الموسيقى في نزوح القيود.. هل شكلت سيمفونية بيتهوفن التاسعة رمزا للحرية والبهجة أم للمعارضة؟

list 3 of 3

جوهانس برامس.. “الوريث الصالح” لبيتهوفن وموتسارت وخصم المؤيدين

end of list

بروزت جماهيرية أول سيمفونية في تاريخ الموسيقى وتزينت بمشاركة كورالية، مثار تساؤلات من بعض النقاد حول طابع الحركة النهائية بالسيمفونية – المأخوذة من قصيدة “تسلية المشي أو الجو” للشاعر والكاتب الألماني المعروف، فريدريك شيلر – وإن كانت تحمل بعض اللمسات الجديدة.

يعتبر قائد الأوركسترا، مارتن هازلبوك، أن بيتهوفن كان رائدًا. وفيما يتعلق بأعمال الموسيقار الذي أنجب في بلدة بون عام 1770 وأسكن في النمسا وتوفي هناك عام 1827، “كانت مبتكرة بالفعل”.

تتميز أوركسترا “أكاديمية فيينا” التي يترأسها هازلبوك بتقديم المقطوعات الكلاسيكية على آلات تاريخية في مواقعها الأصلية. ورغم ذلك، يعد المسرح الذي استضاف السيمفونية الذي بُدأ فيه العرض لأول مرة، مفقودًا. لذا سيُعاد تقديم هذه القطعة في الذكرى المئوية لإصدارها، في السابع والثامن من مايو الحالي، في قاعة المدينة التاريخية في فوبرتال.

الأجزاء الأربع للسيمفونية

فكرة التضامن بين الأمم والوحدة الأوروبية، التي ترتبط بشكل مؤكد بالسيمفونية الشهيرة، قد شُكلت على مساحة الأرضية لبرنامج تلفزيوني شيق، يعرض على قناة الخدمة العامة الثقافية “آرته”.

من المقرر أن يُقدم في السابع من مايو تفسير للاحتفال الأربع للسيمفونية، عبر أربع فرق مختلفة: أوركسترا “جيوفانداوس” في ليبتزيغ، وأوركسترا “دي باريس”، وأوركسترا “ديل تياترو ألا سكالا” في ميلانو، بالإضافة إلى أوركسترا “فيينا السيمفونية”.

بيتهوفن اعتمد في سيمفونيته التاسعة على قصيدة معروفة آنذاك، تم تلحينها من قبل آخرين سابقًا. وقد كُتبت قصيدة “تسلية المشي أو الجو” من قبل شيلر عام 1785، قبل بضع سنوات من ثورة فرنسا.

نجحت الأغنية في الحصول على شهرة واسعة قبل أن يختارها بيتهوفن، بحسب الباحثة كراوس، التي تخصصت في تاريخ بيتهوفن. وقالت كراوس للوكالة الألمانية للأنباء إن طابع القصيدة “نشيد الفرح” والأخوية كان شائعًا بين الطلاب وكانت تُنشد أثناء الاحتفالات.

تتمثل جذور مفهوم “الحرية” في القصيدة التي تنزل سيمفونية بيتهوفن عليها، وفي التعديلات التي أُدخلها الشاعر الألماني فردريك شيلر على النص عام 1803، بنحو عشرين عامًا قبل إتمام بيتهوفن لسمفونياته.

عند نشر شيلر للقصيدة، أبدى استياءه منها، مما حفزه إلى تعديلها بإضافة جمل مثل “جميع الناس يصبحون إخوة” بدلاً من “الفقراء يصبحون إخوة للأمراء”.

قرر تجاهل عبارة “التجاوز عن سلطة الحكام”، مما دل على الحساسية تجاه موضوع الحرية الذي كان محظورًا بشكل صريح، فكيف تمكنت بعض الأبيات الثورية من المحافظة على حيويتها في القصيدة؟

الرقابة التي حظِرت مسرحيات فريدريك شيلر بين 1793 و1808، تمررت على نصوص تحمل هموم تعتبر ثورية في تلك الحقبة، مما أسهم في تحويل قصيدته لرمز للثورة الفرنسية في ذلك الوقت.

كان بيتهوفن يعرف القصيدة الأصلية والتعديلات عليها، مما يثبت التعاون بينهما ويعكس المحاولات التي قام بها بيتهوفن لتضمين جانب بسيط في

من صياغة الأصلية في القصيدة، تفضّل عبارة “استمروا يا إخواني في سبيلكم” بدل العبارة التي عدّلها شيلر إلى “امضوا أيها الإخوة”.

تحت مسمى “ترنيمة السرور” تُعتبر الأبيات التي صاغها شيلر، الأساس للسيمفونية التاسعة لبيتهوفن. منذ عرضها لأول مرة، استحق بيتهوفن بعبقريته وتجانس عناصر السيمفونية، منحها مكانة وتأثيرا عظيما في النفوس.

الفاشية وتجزؤ ألمانيا

استُعَملت القطع الموسيقية الخاصة ببيتهوفن خلال حقبة الفاشية، مثل قطعة السيمفونية التاسعة بشكل خاص، في مناسبة عيد ميلاد هتلر الذي تفضّله كثيرا. في ألمانيا الشرقية الشيوعية، تم استلام القطعة بصفة موسيقى للسلام والتضامن بين الشعوب. وكان من الأحد الملصقات التي أُعِيدَ تقديمها للسيمفونية التاسعة في عام 1952 هو “إنها توحي فقط بإمكانية تنمية تراثنا الوطني في (حقبة) السلام”.

كانت قصيدة “ترنيمة السرور” رفيقة لانقسام ألمانيا وإعادة توحيدها. في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كانت تُعتبر النشيد الوطني لفريق ألمانيا المتحدة في ألعاب الأولمبياد. بعد سقوط جدار برلين، قدّم النجم ليونارد برنشتاين السيمفونية من خلال الكلمات المعدلة، وكانت “الحرية، نيران الإله الجميلة” في شرق برلين وغربها في ديسمبر/كانون الأول 1989.

ويُشير إلى أنّ مُعظم المقطوعات المكتوبة بخط يد بيتهوفن للسيمفونية التاسعة، مُرَوَّنة في “مكتبة حكومية برلين”.

في اليابان، يُعَتبر تقديم السيمفونية التاسعة برفقة الفرق الهاويين، تقليدا شائعا في بداية العام الجديد. يُقام أكبر هذه الحفلات في أوساكا بالتعاون مع 10 آلاف مغني بإشراف الموسيقار الياباني الشهير، يوتاكا سادو.

من جهته، يُقول سادو إنّ المقطوعات الموسيقية لبيتهوفن تلخّص فكرة أنّ الفرح ليس بالأمر السهل، مُضيفا “علينا أن نتضامن مع بعضنا من أجل تحقيق هذا الفرح.”

المصدر : الجزيرة + الألمانية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.