هل تواجه إمدادات الحنطة في العالم تهديدًا؟

Photo of author

By العربية الآن



هل تواجه إمدادات الحنطة في العالم تهديدًا؟

جندي روسي يحرس منطقة أثناء مشاهدة الصحفيين الأجانب وتصويرهم لمزارعي المزرعة الزراعية في فوزنيسينكا أثناء حصادهم بجهاز الحصاد في حقل قمح ليس بعيد عن ميليتوبول، جنوب أوكرانيا، الخميس، 14 يوليو 2022. تم جمع حوالي 300000 طن من الحصاد في منطقة ميليتوبول من منطقة زابوريجزيا بسرعة بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا. تم التقاط هذه الصورة خلال رحلة نظمتها وزارة الدفاع الروسية. (صورة الجمعية)
توقعات بأن تظل مخزونات الحنطة عند أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد من الزمن (أسوشيتد برس)
حاليا، تواجه إمدادات الحنطة العالمية ضغوطًا شديدةبسبب مجموعة من البيئية المقاومة والنزاعات الجيوسياسية المستمرة، تكون هناك احتمالات لعودة ارتفاع تكاليف الغذاء.

وحسب تقرير حديث صدر عن بلومبيرغ، يتوقع المحللون بقاء مخزونات القمح عند أدنى مستوياتها خلال فترة تقارب عقدًا من الزمن، كما أشارت توقعات وزارة الزراعة الأميركية المقبلة.

الجوانب الأساسية

تشكل مجموعة من التحديات العالمية الراهنة عقبة كبيرة أمام إمدادات القمح العالمية، نستعرض أبرزها:

  • الأحوال الرطبة في أوروبا الغربية:

واجه المزارعون في مختلف أنحاء أوروبا الغربية ربيعًا رطبًا غير عادي، حال دون نمو المحاصيل بشكل كبير. وفي دول كالمانيا وفرنسا وبريطانيا، لم تؤدي الأمطار المتواصلة إلى تأخير زراعة الربيع فحسب، بل أثارت مخاوف حول جودة المحاصيل الشتوية، وفقًا لبلومبيرغ.

تُعتبر جودة الحبوب أمرًا بالغ الأهمية لأنها تحدد ما إذا كان سيتم استخدام المحصول للاستهلاك البشري أم تحويله لعلف الحيوانات.

وأعرب بينوا بيترمنت، رئيس مجلس الحبوب في شركة “فرانس أغري مير”، لبلومبيرغ عن مخاوفه بشأن تأثير الأراضي غير المزروعة جراء هذه الأحوال الجوية السيئة.

أكبر 10 دول إنتاجا للقمح في العالم (حسب مجلس الحبوب العالمي):

 

  • أحوال الجفاف في أستراليا والولايات المتحدة 

تواجه كلا من أستراليا والولايات المتحدة أحوال جفاف قاسية تهدد بزيادة الضغط على إمدادات القمح العالمية.

وتقول التقارير إن فصل الصيف الحار والجاف في أستراليا أدى إلى جفاف التربة، بشكل خاص في مناطق زراعة القمح الرئيسية مثل غرب أستراليا. وعلى الرغم من توفير بعض الأمطار الأخيرة راحة مؤقتة، فإن خطر تلف المحاصيل لا يزال مرتفعًا في حال عدم استمرار هطول الأمطار.

وحذر دينيس فوزنيسينسكي، المدير المساعد في بنك الكومنولث الأسترالي من احتمال “تقوير” المحاصيل إن تجددت موجة الجفاف بعد الإنبات.

وبالمثل، تعاني مساحات شاسعة من حقول القمح الشتوي في الولايات المتحدة من الجفاف منذ بداية أبريل/نيسان الماضي. وعلى الرغم من التوقعات الأخيرة بانتظار هطول الأمطار، فإن الوضع ما زال معرضًا للمخاطر.

انفوغراف ١٠ دول مصدرة للقمح في العالم في عام ٢٠٢٢

  • الحرب في أوكرانيا

تزيد الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا من تفاقم الوضع عندما تحول دون الإنتاج الزراعي والصادرات. وقد أدت الهجمات المستمرة على الهياكل الزراعية، واستدراج المزارعين للخدمة العسكرية إلى تعثر الإنتاج الزراعي في أوكرانيا بشكل كبير، وفقًا لبلومبيرغ.

ويتوقع المحللون تراجع إنتاج الحبوب بنسبة 6% هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي، مع توقع تحول العديد من المزارعين من الزراعة إلى زراعة محاصيل أكثر ربحية مثل بذور اللفت.

  • ديناميات السوق وتأثير المستهلكين

حظيت السوق بتفاعل واسع مع تلك التهديدات المتعلقة بالإمدادات، حيث انتعشت عقود القمح الآجلة لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس/آب الماضي.

وتشير التقارير إلى أن هذا الارتفاع في الأسعار يثير قلقًا خاصًا بالنسبة للمستهلكين في شتى أنحاء العالم.

وقال جيمس بوليسوورث، العضو القيادي في شركة “آغري كوميديتيز”، في تعليقه على نقص المخزونات العالمية وزيادة الطلب: “زاد الطلب وازداد شح المخزونات على المستوى العالمي، في حين تزايدت مشكلات المحاصيل الجديدة”.

wheet 1686305049
ارتفاع الأسعار قد يطال تكاليف الأغذية الأساسية مثل الخبز والمعكرونة وينعكس أيضًا على الآثار الاقتصادية بشكل أوسع (رويترز)

وقد ينعكس هذا الارتفاع في أسعار القمح على تكاليف الأغذية الأساسية مثل الخبز والمعكرونة فقط، ولكن يمكن أن يكون له آثار اقتصادية أوسع.لا يمكن التلاعب بالعلامات HTML، لكن يمكنني تغيير النصوص العربية:
تحولت الضغوط التضخمية إلى الأمر الأساسي مجددًا، مما يضطر البنوك المركزية إلى إعادة النظر في سياساتها النقدية، حيث أصبحت المحاصيل الرئيسية الأخرى مثل البن والكاكاو تنخف عليها التكلفة.

أكبر 10 دول مستوردة للقمح في العالم بينها 3 دول عربية للعام 2022

مستقبل القمح

أشار تقرير من بلومبيرغ إلى أن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في تطور المحاصيل مع اقتراب موسم الحصاد في نصف الكرة الشمالي.

ويراقب القطاع الزراعي والتجار العمليات الجوية عن كثب، حيث يمكن أن تُخفف الظروف الملائمة بعض من الضغوط الحالية على الإمدادات.

وتسلط تصريحات مدير مخاطر السلع في شركة “ستون إكس”، مات أميرمان، الضوء على حالة عدم اليقين، حيث قال: “هناك الكثير من التقلبات الجوية حتى الآن، والمحاصيل لم تكتمل بعد، وإذا هطلت الأمطار فستكون لها تأثير كبير”.

المصدر : بلومبيرغ



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.