الحكام المصريون.. بريق أفريقي وفشل محلي وهذه الأسباب؟

وشارك 3 حكام ميدان في كأس أمم أفريقيا لهذا العام في ساحل العاج وهم: محمد معروف وأمين عمر ومحمد عادل (رقم قياسي)، وقدموا أداء مميز في تحكيم المباريات، بما في ذلك مباراة افتتاح البطولة التي أديرت بواسطة أمين عمر بشكل
رائع.

ومع ذلك، يُعاني التحكيم في مصر من تحديات، حيث تردد الأندية العديدة في طلب اللجنة التحكيم باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة مع حكام كرة القدم وحكام تقنية الفيديو لتجنب تكرار الأخطاء.
ومن بين أولئك الذين احتجوا كان نادي الزمالك الذي أصدر بياناً ينتقد “الأخطاء التحكيمية الفادحة”.

“قانون الاحتواء”
وليست هذه هي المرة الوحيدة التي يُعبر فيها ولا تُكون الأخيرة، إذ منذ سنوات لا تمر جولة من الدوري دون جدل تحكيمي، وصلت في بعض الأحيان إلى الشك في نزاهة الحكام بسبب ارتكابهم الأخطاء عمدًا لصالح فريق معين.
اقرأ أيضا
list of 4 items
شاهد.. هل ظلم الحكم بايرن ميونخ أمام ريال مدريد؟شاهد.. هل ظلم الحكم بايرن …
قراءة تحليلية لمباراتي الريال ضد البايرن وسان جيرمان ودورتموندقراءة تحليلية لمباراتي الريال …
من “قانون فينغر” للطرد المؤقت.. ثورة تعديلات مرتقبة ستغير كرة القدم في 2024من “قانون فينغر” للطرد …
تعرف على تعديلات قانون كرة القدم لموسم 2023-2024تعرف على تعديلات قانون كرة …
end of list
وقد أدت سلسلة من الأخطاء الفادحة إلى استقالة لجنة التحكيم التي كان يترأسها عصام عبد الفتاح، الذي اتُهم بتوجيه الحكام لتطبيق “قانون الاحتواء” على الأندية الكبيرة، كما اعترف شخصيا بذلك في تصريحات تلفزيونية، وهو الذي كان يعني تجاهل بعض الأخطاء لتجنب الأزمات خلال المباريات، خاصة في مواجهات قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك.
وبناءً على تراجع التحكيم المصري، اضطر الاتحاد للاستعانة بحكم أجنبي متمرس لأول مرة في تاريخه، بعدما تم إبعاد عبد الفتاح بسبب الانتقادات المستمرة من الجماهير والأندية وبعض الحكام الذين تم استبعادهم على الرغم من كفاءتهم.
وفي بداية موسم 2022-2023، تم توقيع عقد مع الحكم الإنجليزي السابق مارك كلاتنبرغ لتخصيصه لتحكيم المباريات، لكنه تعرض لهجوم آخر، حيث شن بعض الحكام والمعنيين حملة ضده تحت الطاولة، استغلوا بعض الأخطاء التي ارتكبها لتأجيج التوتر ضده.
لم يتحمل كلاتنبرغ الضغوط والانتقادات المتزايدة وقرر الرحيل في نهاية شهر يناير عام 2023 وسط اهتمام دولي بتقديم استقالته.
.تناولت العديد من الصحف الإنجليزية والعالمية، كصن وميرور وديلي ميل، تقارير حول الخلاف بين كلاتنبرغ والاتحاد المصري، وأسباب رحيله الغير متوقع
.أفادت صحيفة ذي صن بأن كلاتنبرغ لم يستلم راتبه لمدة شهرين، وكانت رحيله عن لجنة الحكام بهدف الحفاظ على سلامته، بسبب تلقيه تهديدات من بعض المشجعين، بالإضافة إلى هجوم رئيس نادي الزمالك آنذاك عليه، الذي انتقد أدائه في لجنة الحكام ووجه اتهامات بـ”المثلية الجنسية”.
.لم يُثن الاتحاد المصري رحيل الحكم البريطاني، الذي كان سبق له تحكيم في السعودية، عن تعيين خبير أجنبي بهدف تجنب تكرار الأخطاء الجسيمة التي خلفها الإدارات المحلية السابقة، حيث تم تعيين البرتغالي فيتور بيريرا لتولي إدارة لجنة الحكام، والإشراف على عملية التطوير، حتى نهاية موسم 2023-2024 مقابل راتب قدره 20 ألف دولار على حد ذكر الصحافة المحلية.
.واجه بيريرا تحديات مُقابلة من تلك التي واجهها سابقًا، إذ يتعرض لهجمات من بعض المرشحين للمناصب الإدارية في اللجنة الجديدة وبعض الحكام العاملين الذين لم يحصلوا على ما يرونه مناسبًا من بيريرا وإدارته، حتى قام أحد الحكام المُعروفين بضعف أدائه الفني والبدني بالهجوم علنًا على بيريرا عبر شاشات التلفزيون على الرغم من منع الحكام من إصدار تصريحات صحفية، مما دفع بيريرا إلى توضيح الأمور في برنامج رياضي مصري.
<شكل class=”embed-figure” مُعرّف-الصفحة=”بيريرا رئيس لجنة الحكام المصرية يوضح رسوب محمود عاشور في اللياقة البدنية مرتين”>
</شكل>
.يلتُمس التحكيم المصري بكونه الأقدم في المنطقة العربية وأفريقيا، حيث كان الحكم المصري يوسف محمد أول حكم عربي يشارك في نهائيات كأس العالم عام 1934 في إيطاليا، وكان من بين أفضل حكام العالم في عقود العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، واستمرت التألقات المصرية في البطولات العالمية من خلال عدد كبير من حكامها، بمن فيهم الراحل علي قنديل وجمال الغندور.
.يطرح السؤال عن واقع التحكيم المصري والسبب في دعوة خبراء أجانب في السنتين الأخيرتين، بالرغم من توفر أسماء كبيرة ومشاكل مالية تُفرض تأجيل رواتب الحكام لعدة أشهر؟
<شكل id=”attachment_6453225″ aria-describedby=”caption-attachment-6453225″ النمط=”770px” class=”wp-caption aligncenter”><الصورة loading=”lazy” الشكل-قوس-صورة-770 wp-image-6453225″ src=”https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2024/04/UP1EK4F1IW37Z-1713284694.jpg?w=770&resize=770%2C537″ alt=”” data-recalc-dims=”1″><تعليق id=”caption-attachment-6453225″ النمط=”wp-caption-text”>جهاز فريق الزمالك ينقل احتجاجه على حكم الميدان في مباراته الأخيرة ضد الأهلي لحكم الرابع أحمد الغندور (اليمين) (رويترز)</تعليق></شكل>
<رأس2 id=”الاجابة-نلخصها-في-الاسباب-التالية”>الجواب سنلخّصه في الأسباب التالية:</رأس2>
<قائمة>
<نقطة>الأخطاء الفادحة التي كانت تخدم مصالح الفرق الكبيرة، والتي فتحت باب الشك في الحكام واتهام بعضهم بتقصّيرهم عمدًا لصالح فرق محددة.</نقطة>
<نقطة>الهجوم العنيف الذي تتعرض له الحكام ولجانهم من قبل وسائل الإعلام وبعض المسؤولين.</نقطة>
<نقطة>ملاحظات الحكام على سياسة التمييز والتحيز التي كانت تنتهجها اللجان المحلية تجاه المقربين منهم وأبناء الحكام.</نقطة>
<نقطة>تفشي ظاهرة تفضيل أبناء وأقارب الحكام السابقين وترقيتهم على حساب الكفاءات الأخرى، مما تسرب كثير من الكفاءات التحكيمية نتيجة التقييد والمعارضة لها.</نقطة>
<نقطة>التأثير الإعلامي والجماهيري للأندية الكبيرة، معاناة الحكام في مباريات تلك الأندية بفعل الضغوط التي يمارسونها، ما يعرض بعضهم لارتكاب الأخطاء، نظرًا لتواجد الأندية الكبيرة لديها وسائل إعلامية تدافع عنها وتنتهج مواقفها، مما يضمن لها التأثير على الرأي </نقطة>
- يواجه الحكام ضغوطًا قبل وبعد المباريات..
- تُعَدُّ الحكام الحلقة الأضعف في كرة القَدَم المصرية، وذلك نتيجة لعدة عوامل بارزة منها تقديم لجان الحِكَم المتعاقبة مصالحها الشخصية على المصلحة الجماعية للحكَّام. حتى استمرَّ عصام عبد الفتاح كعضو في مجلس إدارة الاتّحاد المصري دون أن يحصل الحُكَّام على أي امتيازات، بل كانت مستحقَّاتهم المالية تُترَاكَم على مدى السنوات. على الجانب الآخر، كان أعضاء ورئيس لجنة التحكيم يستلمون رواتبهم في الوقت المحدد، كما تسلَّط رئيس اللجنة على عدد من المناصب الريادية في العالم العربي والإفريقي.
- يعاني الحُكَّام من عدم وجود أي دعم مالي أو معنوي بشكل عام، ومن الفارق الكبير بين بدلاتهم المالية البالية وبين بدلات باقي مُكوِّنات اللعبة. مع التجاوز المستمر في صرف مستحقَّات الحكام منذ بداية حصولها على بدلاتها على حساب الأندية قبل نحو 15 سنة باعتبارها تساهم في رعاية الأندية.
- بالإضافة إلى ذلك، يُواجه بعض الحكام تحديات مالية بحتة، حيث يضطر البعض منهم إلى التنقل إلى إدارة مباريات كبيرة باستخدام وسائل النقل العام في مسافات طويلة قد تصل إلى ألف كيلومتر في بعض الأحيان، وهذا يؤثر سلبًا على حالتهم الجسدية والنفسية ويُقلِّل من قيمتهم وسط بقية مُكوّنات اللعبة التي تتمتّع بمزايا كثيرة.