الحكام المصريون.. بريق أفريقي وفشل محلي وهذه الأسباب؟
ناصر صادق
9/5/2024–|آخر تحديث: 10/5/202401:01 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
على الرغم من بريق معظم الحكام المصريين في البطولات القارية وآخرها كأس أمم أفريقيا لكرة القدم في ساحل العاج، إلا أن الانتقادات تتوالى عليهم من مختلف الجهات في المنافسات المحلية، حيث تقدم العديد من الأندية، بداية من الناديين الأهلي والزمالك، بشكاوى تتعلق بسوء أداء الحكام.
وشارك 3 حكام ميدان في كأس أمم أفريقيا لهذا العام في ساحل العاج وهم: محمد معروف وأمين عمر ومحمد عادل (رقم قياسي)، وقدموا أداء مميز في تحكيم المباريات، بما في ذلك مباراة افتتاح البطولة التي أديرت بواسطة أمين عمر بشكل
رائع.
ومع ذلك، يُعاني التحكيم في مصر من تحديات، حيث تردد الأندية العديدة في طلب اللجنة التحكيم باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة مع حكام كرة القدم وحكام تقنية الفيديو لتجنب تكرار الأخطاء.
ومن بين أولئك الذين احتجوا كان نادي الزمالك الذي أصدر بياناً ينتقد “الأخطاء التحكيمية الفادحة”.
“قانون الاحتواء”
وليست هذه هي المرة الوحيدة التي يُعبر فيها ولا تُكون الأخيرة، إذ منذ سنوات لا تمر جولة من الدوري دون جدل تحكيمي، وصلت في بعض الأحيان إلى الشك في نزاهة الحكام بسبب ارتكابهم الأخطاء عمدًا لصالح فريق معين.
اقرأ أيضا
list of 4 items
list 1 of 4
شاهد.. هل ظلم الحكم بايرن ميونخ أمام ريال مدريد؟شاهد.. هل ظلم الحكم بايرن …
list 2 of 4
قراءة تحليلية لمباراتي الريال ضد البايرن وسان جيرمان ودورتموندقراءة تحليلية لمباراتي الريال …
list 3 of 4
من “قانون فينغر” للطرد المؤقت.. ثورة تعديلات مرتقبة ستغير كرة القدم في 2024من “قانون فينغر” للطرد …
list 4 of 4
تعرف على تعديلات قانون كرة القدم لموسم 2023-2024تعرف على تعديلات قانون كرة …
end of list
وقد أدت سلسلة من الأخطاء الفادحة إلى استقالة لجنة التحكيم التي كان يترأسها عصام عبد الفتاح، الذي اتُهم بتوجيه الحكام لتطبيق “قانون الاحتواء” على الأندية الكبيرة، كما اعترف شخصيا بذلك في تصريحات تلفزيونية، وهو الذي كان يعني تجاهل بعض الأخطاء لتجنب الأزمات خلال المباريات، خاصة في مواجهات قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك.
وبناءً على تراجع التحكيم المصري، اضطر الاتحاد للاستعانة بحكم أجنبي متمرس لأول مرة في تاريخه، بعدما تم إبعاد عبد الفتاح بسبب الانتقادات المستمرة من الجماهير والأندية وبعض الحكام الذين تم استبعادهم على الرغم من كفاءتهم.
وفي بداية موسم 2022-2023، تم توقيع عقد مع الحكم الإنجليزي السابق مارك كلاتنبرغ لتخصيصه لتحكيم المباريات، لكنه تعرض لهجوم آخر، حيث شن بعض الحكام والمعنيين حملة ضده تحت الطاولة، استغلوا بعض الأخطاء التي ارتكبها لتأجيج التوتر ضده.
لم يتحمل كلاتنبرغ الضغوط والانتقادات المتزايدة وقرر الرحيل في نهاية شهر يناير عام 2023 وسط اهتمام دولي بتقديم استقالته.
يواجه الحكام ضغوطًا قبل وبعد المباريات..
تُعَدُّ الحكام الحلقة الأضعف في كرة القَدَم المصرية، وذلك نتيجة لعدة عوامل بارزة منها تقديم لجان الحِكَم المتعاقبة مصالحها الشخصية على المصلحة الجماعية للحكَّام. حتى استمرَّ عصام عبد الفتاح كعضو في مجلس إدارة الاتّحاد المصري دون أن يحصل الحُكَّام على أي امتيازات، بل كانت مستحقَّاتهم المالية تُترَاكَم على مدى السنوات. على الجانب الآخر، كان أعضاء ورئيس لجنة التحكيم يستلمون رواتبهم في الوقت المحدد، كما تسلَّط رئيس اللجنة على عدد من المناصب الريادية في العالم العربي والإفريقي.
يعاني الحُكَّام من عدم وجود أي دعم مالي أو معنوي بشكل عام، ومن الفارق الكبير بين بدلاتهم المالية البالية وبين بدلات باقي مُكوِّنات اللعبة. مع التجاوز المستمر في صرف مستحقَّات الحكام منذ بداية حصولها على بدلاتها على حساب الأندية قبل نحو 15 سنة باعتبارها تساهم في رعاية الأندية.
بالإضافة إلى ذلك، يُواجه بعض الحكام تحديات مالية بحتة، حيث يضطر البعض منهم إلى التنقل إلى إدارة مباريات كبيرة باستخدام وسائل النقل العام في مسافات طويلة قد تصل إلى ألف كيلومتر في بعض الأحيان، وهذا يؤثر سلبًا على حالتهم الجسدية والنفسية ويُقلِّل من قيمتهم وسط بقية مُكوّنات اللعبة التي تتمتّع بمزايا كثيرة.