تدفع العوائل لأخراج أبنائهم من المدارس.. تهديد تغير المناخ لتعليم ملايين الأولاد في آسيا

Photo of author

By العربية الآن



تدفع العوائل لأخراج أبنائهم من المدارس.. تهديد تغير المناخ لتعليم ملايين الأولاد في آسيا

سيدة تحمل طفلها في الطريق إلى المنزل من المدرسة وسط رياح قوية وأمطار غزيرة نتيجة نظام منخفض الضغط الجوي يتحرك نحو البلاد، في كيب تاون، جنوب أفريقيا، 8 أبريل 2024. رويترز / نيك بوثما
جنوب أفريقية تعود بطفلها من المدرسة وسط رياح عاصفة وأمطار غزيرة في كيب تاون يوم 8 أبريل/نيسان الجاري (رويترز)
يشكل تغير المناخ تهديداً لتعليم الملايين من الأولاد، وقد اتضح ذلك بوضوح في مارس/آذار الماضي عندما ضربت آسيا موجة حر، مما اضطر إلى إغلاق المدارس.

وبينما ساهمت الأمطار الموسمية في تخفيف هذه المشكلة في بعض المناطق، يخشى الخبراء من تفاقم هذه الصعوبات مع عواقب خطيرة في نهاية المطاف على التعليم.

اقرأ بالإضافة

قائمة من 2 عناصر

قائمة 1 من 2

الناجية التونسية هدى بوشهدة تنقذ 400 قط و22 كلبا من الشارعالتونسية هدى بوشهدة تنقذ 400 …

قائمة 2 من 2

الصخور البلاستيكية.. إشارة خطر جديدة للتلوث البيئيالصخور البلاستيكية.. إشارة …

نهاية القائمة

وتعرف آسيا ارتفاعاً سريعًا في درجات الحرارة يفوق المعدل العالمي، مع ازدياد للموجات الحارة في الزمن وزيادة تكرارها وشدتها، إلا أن الزيادة في درجات الحرارة ليس التحدي الوحيد.

الأضرار بالمدارس

مع زيادة الرطوبة بفعل الجو الدافئ، تتزايد احتماليات هطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات يمكن أن تتسبب في إلحاق الضرر بالمدارس أو غلقها لاستخدامها كمأوى.

بالإضافة، يمكن أن تؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى اندلاع حرائق الغابات وارتفاع مستويات التلوث، مما يدفع المدارس أيضًا إلى إغلاق أبوابها، كما حدث في الهند وأستراليا بالفعل.

this photograph taken on june 14, 2023 shows peeraphab butrthong, one of the four pupils attending a school in ban khun samut chin, a coastal village less than 10km from the edge of bangkok. each morning, four children stand barefoot in a line and proudly sing the national anthem as the thai flag is raised outside their school, perched on a finger of land surrounded by the sea. they are the last pupils left at the school in ban khun samut chin, a coastal village that is slowly being devoured by the waves. (photo by manan vatsyayana / afp) / to go with thailand-climate-environment-oceans, focus by lisa martin and pitcha dangprasith - to go with thailand-climate-environment-oceans, focus by lisa martin and pitcha dangprasith
الطريق إلى المدرسة في قرية ساحلية تبعد 10 كيلومترات عن بانكوك وسط درجات حرارة قياسية (الفرنسية)

زيادة درجات الحرارة على مستوى العالم

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) العام الماضي من أن “أزمة البيئة أصبحت حقيقة مُلحة للأطفال في شرق آسيا والمحيط الهادئ”.

وتوّجه موهوا أكتر نور (13 عامًا) بنموذج حي لذلك. بمجرد إغلاق مدرستها، تجد نفسها تعانق الاختناق في الغرفة الوحيدة بمنزلها في داكا عاصمة بنجلاديش.

مع تواتر انقطاع التيار الكهربائي، تجد الفتاة صعوبة في الاستفادة من المروحة لتبريد منزلها الضيق. وترد “لا يُمكن تحمل الحرارة” مُضيفة “مدرستنا مُغلقة، ولكنني لا أستطيع التعلم في المنزل”.

كان شهر أبريل/نيسان الماضي على التوالي الحادي عشر الذي شهد زيادة درجات الحرارة على مستوى العالم.

في بنجلاديش تتباين هذه الحالة بوضوح، كما يشير شومون سينغوبتا، المدير الوطني لمنظمة الأطفال الأمناء غير الحكومية. ويرد “ليست الحرارة العالية فحسب، بل تتزايد لفترة أطول بكثير”.

file photo: an empty classroom of a school named udayan uchcha madhyamik bidyalaya, is pictured as all schools are closed due to on going heatwave in dhaka, bangladesh, april 25, 2024. reuters/mohammad ponir hossain/file photo
جميع المدارس أغلقت بسبب موجة الحر المستمرة بالعاصمة داكا يوم 25 أبريل/نيسان 2024 (رويترز)

تعليم غير مجهز

“نشدد على أن مناطق كانت قليلة تتأثر بتلك الموجات الحارة في السابق، ولكن اليوم أصبح ذلك جزءًا أساسيًا من البلاد”، هذا ما صرح به سينغوبتا.

في قارة آسيا، تعاني غالبية المؤسسات التعليمية من نقص التجهيزات لمواجهة تداعيات تغير المناخ المتزايدة. ويشير سينغوبتا إلى أن المدارس في المناطق الحضرية ببنغلاديش غالبًا ما تكون مكتظة وتشتكي من نقص التهوية.

وفي الأماكن الريفية، يمكن للسقف المموج من الحديد أن يحول قاعات الدراسة إلى فرن حقيقي، وأحيانًا قد تنفد الكهرباء اللازمة لتشغيل المراوح.

في بنغلاديش وغيرها من البلدان، غالبًا ما يضطر الطلاب لمشوار طويل للوصول إلى المدرسة، ما يعرضهم لخطر ضربة شمس.

ألم أطفال المجتمعات الفقيرة

تحذر سلوى الإرياني، الخبيرة في مجال الصحة بمنظمة اليونيسيف للدول الشرق آسيا والمحيط الهادي، من تداعيات إغلاق المدارس على “الأطفال الفقراء والمحرومين الذين يعانون من عدم القدرة على الوصول إلى موارد مثل الحواسيب والإنترنت والكتب” أو الحماية الكافية من الحرارة.

ويشير سينغوبتا إلى أن ترك الأطفال بمفردهم بدون اشراف والديهم، اللذين لا يمكنهم تحمل تكاليف إبقاءهم معهم، يجعلهم عرضة لأن يكونوا ضحايا للتسول أو الزواج المبكر.

file - a woman walks through spay water for cooling down from hot temperatures in bangkok, thailand, on april 9, 2024. southeast asia is coping with a weekslong heat wave as record-high temperatures have led to school closings in several countries and urgent health warnings throughout the region. (ap photo/sakchai lalit, file)
اغلاق المدارس في بانكوك بسبب درجات الحرارة العالية (أسوشيتد برس)

خطوات هامة ورغم ذلك..

يُهدد تغير المناخ التعليم بطريقة غير مباشرة. أظهرت الأبحاث التي أجرتها منظمة اليونيسيف في بورما أن ندرة الغلات نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وعدم التنبؤ بالأمطار تجبر الأسر على سحب أولادها من المدارس ليساعدوا في العمل أو بسبب صعوبة تحمل تكاليف التعليم.

تُبذل بعض الدول الغنية في المنطقة جهودًا لضمان عدم تأثر النظام التعليمي بتغير المناخ، ففي اليابان، كان أقل من نصف مدارس الحكومية مجهزة بتكييف الهواء عام 2018، لكن ارتفعت هذه النسبة إلى أكثر من 95% بحلول 2022.

يُؤكد سينغوبتا على أن الدول النامية في حاجة إلى دعم للاستثمار في تحديث البنية التحتية، ولكن الحل الوحيد الفعلي لهذه الأزمة يكمن في التعامل مع جذورها: تغير المناخ.

المصدر : الفرنسية


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.