هل يتصل التفكير الإيجابي بذكاء أقل؟

Photo of author

By العربية الآن



هل يتصل التفكير الإيجابي بذكاء أقل؟

قاذفتان أثرتا -السنة السابقة- بعض شكوك حول فعالية التفكير الإيجابي وتجنب المشاعر السلبية، إذ قد يكون مرتبطًا بذكاء أقل.

وفي مقال منشور على موقع سايكولوجي تودي ذكر الدكتور نيك مورغان “أنني فوجئت بهذا”، حيث أشار إلى أن عالم الأعمال والاستشارات مجاليستمد من التفاؤل والحديث الإيجابي عن الذات، “بوسعك أن تحقق ذلك!” “أستطيع إتمام ذلك في الوقت المحدد!”.

لمسة من التشاؤم

لذا ما هي المشكلة في التفاؤل؟ وجدت الدراسة الأولى التي نُشرت عام 2023 في مجلة “شخصية وعلم نفس اجتماعي” (Personality and Social Psychology Bulletin) أن لمسة من التشاؤم تعُتبر إشارة لزيادة الذكاء، وأن هذا المفهوم يكون أكثر واقعية عندما يتعلق الأمر بالمال واحتمالات نجاح بدء مشروع تجاري جديد.

وملاحظة الدكتور كريس داوسون، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن “الانخراط العقلي المنخفض يُنتج المزيد من التحيزات الذاتية، حيث يغُشّ الأفراد أنفسهم بشكل جوهري”.

وشدد مورغان على أن “هذه الدراسة كانت بمثابة صفعة لنا كمتفائلين” لأن داوسون تواصل استهداف أولئك المُبتدئين في مشاريع تجارية صغيرة مباشرة، حيث ذُكر في الدراسة “أن احتمالات نجاح بدء مشروع تجاري ضئيلة، إلا أن المتفائلين يُعتقدون دائمًا أن لديهم فرصة وسيبدؤون مشروعًا مُحكومًا بالفشل”.

وأوضح مورغان أن التفاؤل هو ما دعمه في بدء مشروعه منذ 27 عامًا ولا يزال ناجحًا حتى الآن، وأن القلق الزائد هو ما جعله يستمر حتى الآن فالقلق لا يزول أبدًا. وأكّد مورغان أنه من الضروري إدخال القليل من الواقعية أو حتى التشاؤم للبقاء على المسار الصحيح وتحقيق النجاح.

الرد على المشاعر السلبية

أما الدراسة الثانية التي نُشرت عام 2023 في “إيموشن” (Emotion)، فتركزت على كيفية استجابتنا للمشاعر السالبة. ووجدت أنه إذا حكمنا على استجاباتنا العاطفية السلبية بأنها غير صحيحة أو غير مناسبة، فإننا أكثر عُرضة للاصابة بالقلق والاكتئاب. ومن ناحية أخرى، إذا قبلنا المشاعر السلبية كجزء طبيعي من الحياة، فمن المرجح أن نستكشف الجوانب المفيدة لتلك المشاعر.

وركز مورغان على أن “الغضب قد يكون نافعًا حين نتعرض للظلم، والقلق يُنبهنا للتحديات في البيئة التي نحتاج للتعامل معها، والخوف يُمكن أن يجعلنا نعرف أننا بحاجة للحذر من التهديدات من حولنا”.

وفقًا لمورغان، فإن هذه الدراسات المُجتمعة تساعدنا على إدراك أنه على الرغم من أن التفاؤل قد يكون ضروريًا لبداية الأمور، فإن جرعة مناسبة من الواقعية يُمكن أن تكون مُجرد تذكير لمنعنا من المبالغة في التوقعات، واعتماد على الإحباطات الطبيعية التي تأتي مع مدى الحياة وتحديدًا في شكل مشاعرنا السالبة، وهذا سيُساعدنا على التنقل في الحياة العملية بطريقة أكثر انسيابية.

فالمشاعر هي إشارات، وهي دليل على أن هناك شيئًا خاطئًا -أو صحيحًا- في الوقت الحالي، ومن الجيد الانتباه إليها دون إصدار أحكام.

المصدر: مواقع الإنترنت



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.