بداية ذي الحجة ومناسبة عيد الأضحى في هذا العام.. تباين أم توافق؟
وبالنسبة للظهور الأول لهلال شهر ذي الحجة الذي يحدد موعد عيد الأضحى في هذا العام، فإن الأمر يعتمد على موقع القمر في السماء بعد غروب الشمس في يوم الرؤية. لفهم هذا، يجب علينا المرور بفهم دوران القمر حول الأرض، وهي عملية مهمة لفهمظاهر الفلكية.
بإمكانك بكل سهولة مشاهدته من منزلك، كل ما عليك هو أن تصعد لسطح المنزل في نفس الوقت يومياً وتنظر إلى موقع القمر في السماء، ستلاحظ كيف يتغير موقعه وينبثق في السماء كل يوم بعد آخر، بعيداً عن الشمس مع غروبها.
لنفترض الآن نظريًا أننا قادرون على تراجع الزمن يوماً بيوم، هذا يعني أن القمر سيعود ليقف بجوار الشمس تماماً، هذه اللحظة هي التي يسمى بالاقتران المركزي في علم الفلك، وهي لحظة لا يمكننا رؤيتها مباشرة، ولكن يمكن حسابها بدقة فلكية. بعد الاقتران، يبدأ القمر في التباعد تدريجياً عن الشمس في السماء، حتى يكون بإمكاننا – في وقت لاحق – رؤيته بالعين المجردة أو التلسكوب.
في الفقه الإسلامي، يقوم الخبراء في الهيئات الشرعية بالبحث عن هلال شهر ذو الحجة بعد غروب شمس الرؤية، والذي يكون في اليوم الثامن والعشرين من شهر ذو القعدة، فإذا تم رؤيته فإن اليوم اللاحق يكون بداية الشهر الجديد، أما إذا لم يتم رؤيته فإن اليوم هو المكمل.
تختلف طرق الرؤية من بلد إلى آخر، حيث يعتبر البعض رؤية بالعين المجردة كافية، بينما يشمل البعض الآخر استخدام التلسكوبات وتقنياتها المختلفة، وهناك فريق يعتقد أن الحسابات الفلكية وحدها كافية، فكل هذه التفسيرات لمفهوم الرؤية وكل واحد منها يستند إلى النصوص الدينية لديننا الحنيف.
رؤية شهر ذو الحجة
فيما يتعلق بشهر ذو الحجة لهذا العام، فإن لحظة الاقتران المركزي ستكون يوم الخميس 6 يونيو/حزيران 2024 الساعة 15:38 بالتوقيت القطري، مما يترك للهلال وقتاً قصيراً قبل الغروب.
ووفقًا لـ المركز الدولي للفلك، يعتبر رؤية الهلال غير ممكنة بالعين المجردة أو التلسكوبات البصرية حتى بعد غروب القمر وبعد حدوث الاقتران السطحي قبل غروب الشمس، وذلك بسبب ضآلة إضاءة الهلال و/أو قربه من الأفق.
تتفق مع هذه النتائج قياسات الرياضياتي “روبرت هاري فان جينت” من جامعة أوترخت الهولندية، حيث تشير حساباته التي تستند إلى خوارزمية “يالوب” إلى أن رؤية الهلال عندما يكون قريباً من الشمس بذلك الشكل ليست ممكنة.
نظرًا لأن تحديد بداية الأشهر الهجرية أمر شرعي في الأساس، ودور علم الفلك هو توفير البيانات الدقيقة لخبراء الشريعة لاتخاذ قرار بتحديد مواعيد الأشهر، لا يؤكد ما تقدمه موعد بداية ذو الحجة هذا العام، ولكنه يفتح الباب أمام احتمال تعارض بين الدول العربية بشأن ذلك. إن الدول التي تعتبر السادس من يونيو/حزيران آخر أيام شهر ذو القعدة، ستكون السابع من يونيو/حزيران هو بداية ذو الحجة، وستبدأ عيد الأضحى فيها يوم الأحد 16 يونيو/حزيران، وبالنسبة للدول التي لا تجد رؤية الهلال ممكنة، ستبدأ عيد الأضحى فيها يوم 17 يونيو/حزيران.
بالنسبة للدول التي تأخرت في بداية شهر ذو القعدة مثل المغرب، ستكون الأمور أسهل، حيث سيكون لديهم في السابع من يونيو/حزيران يوم الرؤية، مما يترك للقمر فرصة كبيرة للحركة، وسيكون بإمكان الخبراء في الهيئات الشرعية رؤيته بكل سهولة، ويبدو أن الثامن من يونيو/حزيران سيكون بداية شهر ذو الحجة، وسيبدأ عيد الأضحى بشكل شبه مؤكد في 17 يونيو/حزيران.