رغبات اقتصادية!

Photo of author

By العربية الآن



رغبات اقتصادية!

صندوق النقد الدولي يصنف الإقتصاد الجزائري الثالث أفريقيا في 2024 (الجزيرة)
العوائق المالية الكبيرة التي تحوزها بعض صناديق الغنى السيادي العربية تجعل هذه الدول من أكبر الحاكمين الأرضيين دوليا (الجزيرة)
تحول التخلص من الاعتماد الاقتصادي على الغرب وضرورة وجود نموذج تنموي فريد ومتميز للمنطقة العربية إلى أمر حيوي بعد كشف الكثير بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، فقد أظهر التاريخ كيفية استخدام الغرب أدواته عسكريا وتكنولوجيا وعلميا ومعرفيًا لخدمة الهيمنة الغربية واستغلال النفوذ وترسيخ التبعية.

أثبتت عملية طوفان الأقصى على الرغم من الإمكانيات الضعيفة، أن الأمور ليست كما تبدو

الأمور المالية والحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة المحاصر يبين أن العزيمة والرغبة الجادة في تحرير النفس من الاستعمار تمثل أساسًا لأي مشروع تنموي يستند إلى خصوصية وتميز المجتمع. لدى العديد من الدول النموذجية (مثل بوتسوانا، سنغافورة، ماليزيا، فيتنام، البرازيل، وتركيا) تجارب ملهمة.

تجربة “طوفان الأقصى” هي مسيرة تحررية ملهمة في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية، مع التفكير خارج الإطارات التقليدية. لو تم التركيز الحقيقي على صناعة الطيران والدفاع الجوي، لكانت لدينا قوة ردع حقيقية في عالم يعتمد على لغة القوة وفرض الكلمة بالعلم والسلاح والتقدم التكنولوجي.

الدول العربية تمتلك ثروة بشرية هائلة، حيث يشكل الأفراد في سن العمل نحو نصف السكان مع معدلات إنجاب مرتفعة تمنح مجتمعاتنا تميزًا نسبيًا مقارنة بالأمريكتين وأوروبا.

تمتلك بعض صناديق الثروة السيادية العربية فائضًا ماليًا كبيرًا، مما يجعل هذه الدول من أكبر المستثمرين الحكوميين عالميًا، على غرار صندوق الثروة النرويجي وصندوق سنغافورة السيادي. وهناك عدد كبير من الطلاب العرب المبتعثين في دول تقنيا ومعلوماتيًا متقدمة، مما يسهم في النهوض بالتنمية والعمل على الاكتفاء الذاتي وتشجيع الصناعات التحويلية التي تزيد من فعالية استغلال هذه الثروات.

تجربة “طوفان الأقصى” هي مسيرة تحررية ملهمة في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية، مع التفكير خارج الإطارات التقليدية. لو تم التركيز الحقيقي على صناعة الطيران والدفاع الجوي، لكانت لدينا قوة ردع حقيقية في عالم يعتمد على لغة القوة وفرض الكلمة بالعلم والسلاح والتقدم التكنولوجي.

الولايات المتحدة تثير الجدل وتتصدى للصين بسبب تطبيق تيك توك، حيث تدعي الحفاظ على خصوصية المستخدمين ولكن الحقيقة تكمن في خوفها من تحول صناعة التطبيقات ووسائل التواصل إلى دول غير غربية.

تطبيقات مثل تيك توك الصيني وتيليجرام الروسي، وربما في المستقبل تطبيقات عربية، تسعى لنقل الأخبار بصدق ومهنية وموضوعية على عكس منصات التواصل الغربية التي تروج للأكاذيب. هذا يبرز أهمية التنمية الاقتصادية الحقيقية والتحرر من الاستعمار والهيمنة الثقافية.

التكتلات الاقتصادية، مثل بريكس، تسعى لكسر الهيمنة الغربية التي بدأت تتمدد. الاختلافات بين العوالم تتزايد، والفجوة تتسع يومًا بعد يوم.

هناك نماذج مستقلة ملهمة يمكن تطبيقها، مثل تطوير روسيا لتيليجرام والصين لتيك توك، إذا كان هناك العزيمة والرغبة الحقيقية. ما دامت دولنا تلتزم بالتبعية، فلن تتمكن من التقدم.

يجب استكشاف وتعلم الدروس من النماذج الجديرة في الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وسنغافورة حتى نتمكن من التحرر من الهيمنة والاستعمار.

فيتنام، تركيا وماليزيا، تبدي اهتماماً متزايداً بقطاع البرمجيات والروبوتات والذكاء الاصطناعي. وتسعى أيضاً لزيادة الاستثمارات في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، وصناعات الأدوية والكيميائية والأسمدة، مع التعاون مع الدول الرائدة في هذه الصناعات.

ويُركز أيضاً على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، استلهمت على سبيل المثال تجربة محمد يونس وبنك الفقراء في بنجلاديش. ويجري جذب الكفاءات الهاجرة من الدول الغربية، تماماً كما فعلت الصين، لإدارة التجربة التنموية على أسس علمية محلية بنفس الطموح والإرادة.

لدينا الإمكانات المادية والبشرية والثروات الطبيعية التي تمكننا من التقدم والازدهار. فهل يوجد من يستجيب لهذا التحدي؟

آراء الكاتب هي التي وردت في هذا المقال ولا تعبر بالضرورة عن موقف قناة الجزيرة التحريري.



awtadspace 728x90

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.