دراسة حديثة تحدد الهوية العصبية للإنسان
أجرى باحثون من جامعتي برمنغهام في بريطانيا ولودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر هيومان بيهيفير" (Nature Human Behaviour) نهاية شهر مايو الحالي وذُكرت على موقع "يوريك ألرت" (EurekAlert).
وعلى الرغم من صعوبة قياس النشاط العصبي أثناء التحرك بسبب تطلب الأساليب الحالية من المشاركين البقاء في وضع سكوني قدر الإمكان؛ نجح الباحثون في هذه الدراسة في التغلب على هذا التحدي باستخدام تقنيات التقاط الحركة وأجهزة محمولة لرصد نشاط العقل.
فنجح العلماء في تسجيل إشارات دقيقة داخل العقل تحدد الاتجاه الذي سيرتاده الرأس، متماشين مع نتائج دراسات سابقة حول الشيفرات العصبية.
ستكون هذه الدراسة لها تأثير كبير في دراسة الأمراض التي تؤثر على التحرك وإدراك الاتجاهات مثل الباركنسون وألزهايمر.
شملت الدراسة 52 فردا بصحة جيدة، خضعوا لسلسلة من التجارب لتتبع الحركة حيث تم رصد نشاط عقولهم باستخدام تقنية تصوير كهربية للعقل من خلال فروة الرأس، مما سمح للعلماء بمراقبة إشارات العقل أثناء حركة رؤوسهم لتوجيه أنفسهم نحو الإشارات المعروضة على شاشات الكمبيوتر المختلفة أمامهم.
وبعد تحليل تسجيلات تصوير العقل للتغلب على التشتت الناتج عن حركة العضلات أو وضعية المشارك، نجح العلماء في عرض إشارة الاتجاه بوضوح ودقة، تم التقاطها قبل الاستجابة البدنية الفعلية لحركة الرأس عند المشاركين.
يقول الدكتور بنيامين غريفيث، المؤلف الأول، "عزل هذه الإشارات يمكننا من التركيز بشكل حقيقي على كيفية معالجة عقل الإنسان للمعلومات الاستشعارية حول الاتجاهات وكيفية تفاعل هذه الإشارات مع الإشارات العصبية الأخرى مثل الإشارات البصرية. لقد فتح نهجنا تلك الفرص الجديدة لاستكشاف هذه السمات في العقل، مما ينبعث عنه العديد من الآثار في دراسة الأمراض العصبية التنكسية، بالإضافة إلى أن هذه النتائج قد تساهم في تطوير تقنيات استشعار الاتجاهات في ميداني الذكاء الاصطناعي والروبوتيات".
أمراض الأعصاب التنكسية
وفق الموقع الطبي بكليفلاند، تُعتبر أمراض الأعصاب التنكسية حالات تتسبب في تدهور وتدمير أطراف من جهاز الأعصاب في جسم الإنسان تدريجيا، وبشكل خاص أجزاء من الدماغ. وعادة ما تتطور هذه الحالات ببطء، وتظهر أعراضها وتأثيراتها بشكل أكبر في سنوات الشيخوخة.
أنواع أمراض الأعصاب التنكسية
تشمل أمراض الدماغ التنكسية عدة حالات عصبية شهيرة منها:
1- الأمراض الخرفية: تحدث تلفاً تدريجياً في أجزاء مختلفة من الدماغ، مما يؤدي إلى موت خلايا عصبية في مناطق عدة. ويمكن أن تبدي مجموعة واسعة من الأعراض حسب المناطق المتضررة في الدماغ مثل الارتباك وفقدان الذاكرة وصعوبة التفكير والتركيز وتقلبات في السلوك. وتشمل هذه الحالات الزهايمر والخرف الجبهي الصدغي وغيرها.
2- أمراض الشلل الرعاشي: تنتج نتيجة تلف الخلايا العصبية التي تساعد في تنسيق حركات العضلات، مثل مرض باركنسون. غالباً تتضمن أعراضها انخفاض سرعة حركة المريض، وارتجاز عند التركيز، ومشاكل في التوازن وتعثر في اتجاهات الحركة.
ما سبب أمراض الأعصاب التنكسية؟
تشير الدراسات إلى أن هناك عوامل مُتعددة قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الأعصاب التنكسية.وقد قد يواجه مقدمو الرعاية الصحية في بعض الأحيان صعوبة في تحديد السبب، مما يمكن أن يسفر عن إحساس المصاب بالإحباط أو أحبائه.
ومع ذلك، تم العثور على عدة أسباب محتملة أو عوامل خطر للإصابة بأمراض الأعصاب التنكسية، ومن بينها:
1- الشيخوخة
تعتبر الشيخوخة العامل الرئيسي في تطور أمراض الأعصاب التنكسية، إذ تتزايد احتمالية تطور هذه الحالات مع تقدم العمر، على الرغم من أن هناك حالات نادرة تحدث في سن مبكر.
2- الوراثة
تلعب الوراثة دورًا هامًا في أمراض الأعصاب التنكسية، حيث تزيد من احتمالية الإصابة بها في حال تواجد أحد أفراد العائلة سابقًا بهذه الحالات.
3- العوامل البيئية
قد تلعب العوامل مثل التعرض للتلوث والمواد الكيميائية والسموم دورًا في الإصابة بأمراض الأعصاب التنكسية.
4- التاريخ الصحي
يمكن أن يسهم التاريخ الطبي في تطور أمراض الأعصاب التنكسية، حيث يمكن أن تزداد تعقيدًا بعض الحالات الطبية وتؤدي إلى تفاقم هذه الحالات مثل أنواع معينة من الالتهابات، أو إصابات الرأس، وما إلى ذلك.
5- العادات
تشمل العادات نوعية النظام الغذائي اليومي ومدى النشاط البدني، وما إذا كان الشخص يتعاطى منتجات التبغ أم لا وغيرها من العوامل الروتينية.