“إبراهيم حامد في خطر”.. فلسطيني يروي بحروحه قصص تعذيب المعتقلين

Photo of author

By العربية الآن



“إبراهيم حامد في خطر”.. فلسطيني يروي بحروحه قصص تعذيب المعتقلين

فاطمة-محمود-جنين-فلسطين-الجزيرة-نت-_-الأسير-المحرر-أديب-السمودي-تعرض-لضرب-وتعذيب-في-سجن-نفحة-قبل-الافراج-عنه-
طبيب يكشف عن أثار التعذيب الإسرائيلي على جسد أديب السمودي بعد الإفراج عنه (الجزيرة)
جنين- جالسًا بين عائلته للمرة الأولى منذ عامين ونصف، أديب السمودي (37 عامًا)، المعتقل الذي تم إطلاق سراحه، من قرية اليامون شمال غرب مدينة جنين، يستقبل المهنئين بإطلاق سراحه من سجن جلبوع الإسرائيلي. وعلى الرغم من آلامه ووضعه الصحي الصعب، كان يُحدث الحاضرين عن الوضع الذي تركه المعتقلون عليه.

في تمام مساء يوم الخميس، تم نقل السجين السمودي من “حاجز سالم” العسكري الموجود غربياً من جنين إلى المستشفى بسبب شكواه من آلام حادة في الصدر والظهر. وتبيّن عندما فحصوه أنه قد تعرض لكسور في الأضلاع مما تسبب في تجمع السوائل في رئتيه.

في منزله بين يامون، التقت “الجزيرة نت” بالسمودي، حيث تحدث عن وضع أكثر من 8 آلاف فلسطيني في السجون الإسرائيلية عموماً، وفي سجن جلبوع بشكل خاص.

صرّح السمودي بأن الأسرى يتعرضون للضرب بدون سبب وحسب مزاج الحراس، مشيراً إلى أنهم يمكن أن يدخلوا لضربهم في أي وقت من اليوم ويستخدمون الهراوات والعصي لضربهم في كافة أنحاء جسمهم.

من جانبه أضاف “منذ بداية الحرب على غزة تحول سجن جلبوع إلى مكان تعذيب للأسرى، حيث الضرب بدأ في الصباح الباكر وفي بعض الأحيان قبل النوم، كما تم منعهم من العلاج بعد التعذيب مهما كانت جروحهم أو كسورهم”.

-الأسير-المحرر-أديب-السمودي-في-المستشفى-بعد-الافراج-عنه-من-سجن-نفحة-بسبب-تعضه-للضرب-
الأسير أديب السمودي نقل إلى المستشفى فور الإفراج عنه بسبب تعرضه للتعذيب (الجزيرة)

“نظفت الدم عن رأسه”

قرر السمودي تجاوز الحديث عن معاناته الشخصية مع التعذيب ليروي شهادته حول تعرض الشيخ إبراهيم حامد (57 عاما)، أحد قادة حماس والذي يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2006، للتعذيب.

التقى السمودي بالشيخ حامد بعد نقله من سجن نفحة الصحراوي إلى سجن جلبوع في الثامن من مايو/أيار. وصف السمودي وضعية الشيخ الصحية بالصعبة، بعد تعرضه للتعذيب والتنكيل وإصابته بجروح عميقة في رأسه.

ذكر السمودي “عندما دخل الشيخ إبراهيم حامد إلى الغرفة التي كنت فيها في سجن جلبوع، كانت آثار الضرب واضحة عليه بغطاء دموي على ملابسه، وكان غير قادر على الوقوف أو حتى التحدث”.

أكد السمودي أن الشيخ حامد فقد الوعي أربع مرات منذ وصوله وحتى اليوم التالي، وأن زملاءه في الغرفة حاولوا مساعدته على الجلوس بشكل صحيح عدة مرات بسبب عدم قدرته على ذلك، ويعاني من نقص حاد في وزنه مع آثار الضرب والتعذيب تغطي جسده بالكامل، داعياً لمساعدته في الحصول على العلاج.

وبحالة من الاضطراب الشديد، ذكر السمودي “قمت بتنظيف الدم من رأسه ويديه، وتبين أنه كان بحوزته ثلاث جروح عميقة في رأسه، إحداها بعمق ثلاث سنتيمترات، كانت ملابسه ملطخة بالدماء، ويبدو واضحاً تعرضه للضرب بشدة لفترة طويلة خلال نقله إلى سجن جلبوع.. نحاول إطعامه إلا أنه كان عاجزاً عن ذلك ولا عن التحدث أيضاً”.

أمضى ليلة كاملة معه في غرفة السجن ولم يستطع الشيخ حامد الحديث بسبب الإرهاق والألم وفقا للسمودي.

مع بزوغ النهار، قامت إدارة السجن بالتعذيب مرة أخرى، حيث دخلت وحدة العد الصباحي إلى الغرفة في السادسة صباحاً وبدأت في ضرب الأسرى بينهم السمودي بالهراوات الحديدية مستهدفة الظهر والرأس والأقدام.

شهادات موثقة

أكد السمودي أن وضع الشيخ إبراهيم حامد الصحي يُعتبر خطيراً للغاية وهناك مخاوف على حياته حسب ما شاهده بنفسه.

حمل نادي الأسير الفلسطيني إدارة السجون الإسرائيلية المسؤولية عن حياة الشيخ حامد. صرحت هيئة شؤون الأسرى في بيان أنها وثقت شهادة السمودي حول تعرض الشيخ حامد للتعذيب والتنكيل، ضمن عدد من الشهادات حول تعذيب الأسرى، وخاصة قادة الحركة الأسيرة.

في اتصال هاتفي مع “الجزيرة نت”، تحدث علي حامد، نجل الشيخ إبراهيم حامد، المبعد مع والدته وأخته إلى الأردن منذ عام 2004، عن قلق العائلة بسبب التقارير عن التنكيل بوالده في سجون الاحتلال.

أوضح “طلبنا زيارة محام لوالدي على وجه السرعة للوقوف على وضعه الصحي، في حال تم رفض الزيارة سنحاول إجراء زيارة قانونية”.قدم طلبًا إلى المحكمة العليا في الكيان الاحتلالي” (من أجل منحه إذنًا قانونيًا بزيارته).

ويضيف “الإشارة التي حدثت مع والدي تعني لنا أنه حان الوقت للتنبه إلى أوضاع الأسرى وما يتعرضون له من جحود ومعاناة داخل السجون، خاصةً أن أساليب التعذيب هذه تحولت إلى شيء يشبه الروتين اليومي منذ أشهر”.

صورة القيادي في حماس الأسير إبراهيم حامد _ نادي الأسير الفلسطيني
إسرائيل تتهم الشيخ إبراهيم حامد بالتخطيط لأخطر العمليات الفدائية في الإنتفاضة الثانية (نادي الأسير الفلسطيني)

سوء معاملة القيادات

ويشير علي حامد إلى أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى) بدأ الاحتلال وإدارة السجون في التنكيل بقادة الحركات الوطنية والإسلامية، كما حدث مع مروان البرغوثي الذي تم تعذيبه 3 مرات حتى الآن، وفقًا للتقارير الواردة من داخل السجون.

تمر عائلة الشيخ إبراهيم حامد “بحالة توتر بشأن مستقبله، خاصةً بعد عدم تلقيه أي نوع من العلاج بعد كل هذا التعنيف”، كما يقول نجله علي حامد.

المصدر : الجزيرة


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.