قبل دقائق من افتتاحه.. مهرجان “كان” يمنع الرموز الفلسطينية ويمنع التظاهر

Photo of author

By العربية الآن



قبل دقائق من افتتاحه.. مهرجان “كان” يمنع الرموز الفلسطينية ويمنع التظاهر

00 2 1715697747
القرار الذي اتخذته إدارة مهرجان كان السينمائي بحظر الرموز الفلسطينية التي تحملها الفنانين في شكل دبابيس وأعلام تعبر عن التضامن مع المدنيين (رويترز)

تم منع مدينة “كان” الفرنسية من التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية على طول شاطئ كروازيت، حيث يُقام مهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك قبل دقائق من افتتاح الدورة رقم 77، والتي تأتي في ظل احتدام غضب الرأي العام العالمي ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.

وصرح رئيس المهرجان، تييري فريمو، في مؤتمر صحفي قبل الاحتفالات بليلة الافتتاح قائلاً “قررنا في هذا العام الابتعاد عن الجدل، والتأكيد على أن انتباهنا جميعًا يجب أن يكون على السينما فقط، فإذا كان هناك جدليات أخرى، فهذا لا يهمنا”.

ولمنع تصريح فريمو الفنانين المشاركين في مهرجان كان من النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب عضو لجنة تحكيم المهرجان، الفنان عمر سي، على حسابه في “إنستغرام” قائلاً “لا يوجد مبرر لقتل الأطفال في غزة أو في أي مكان آخر”.

اتخذت إدارة المهرجان قرارًا مختلفًا عن السياسة التي اتبعت في النسخة السابقة، خلال نشوب الصراع الروسي الأوكراني، حيث ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو في حفل الافتتاح ووعد بانتصار بلاده وسط تصفيق الحضور.

في عام 2018، تم السماح بتنظيم مظاهرة شارك فيها أكثر من 80 امرأة

الأديبات كيث بلانشيت وكريستين ستيوارت وسلمى حايك، وغيرهن ممن طالبن بالتكافؤ بين الجنسين في مجال السينما.

لكن إدارة المهرجان اتخذت العام السابق قرارًا بإلغاء جزء كان مُخصصًا لظهور زيلينسكي عبر تسجيل فيديو مسبق قبل عرض فيلم “قتلة زهرة القمر” (Killers Of The Flower Moon) -بحسب مجلة “فارايتي” المتخصصة في الفنون- كما تم طرد إحدى الناشطات الأوكرانيات من المهرجان بسبب تنظيمها لاحتجاج يتضمن استعراض بالدماء المزيفة احتجاجًا على الحرب الروسية على أوكرانيا.

الشخصيات البارزة من فلسطين

ولم تقم إدارة مهرجان “كان” فقط بحظر التظاهر، بل اتخذت أيضًا قرارًا بمنع حمل أي رموز فلسطينية من قبل الفنانين، سواء كانت في شكل دبابيس أو أعلام تعبر عن التضامن مع المدنيين، وقد استعانت بفريق أمن خاص لمرافقة أعضاء لجنة تحكيم المسابقة، على الرغم من موافقتها في البداية على ارتداء الفنانين العرب لدبابيس تعبيراً عن دعمهم للفلسطينيين في غزة.

وقال الأمين العام للمهرجان، فرانسوا ديسرو “هذا العام، كان لدينا 15 جدارًا أمنيًا مقارنة بـ4 أو 5 فقط العام الماضي، لذا يمكنني أن أقول إن الوضع خطير للغاية (..) لدينا كاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعي لأول مرة، وبدأنا أيضًا في استخدام بوابات أمان جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي تساعد الزوار في المرور بسرعة أكبر دون الحاجة إلى تفريغ جيوبهم أو عرض حقائبهم”.

الافتتاح والأعمال السينمائية

وتأتي دورة “كان” هذا العام وسط تحديات فنية وتشغيلية لا تقل صعوبة عن الجوانب السياسية، حيث أكدت الجماعة الاحتجاجية المعروفة بـ “جمعية العمال غير المستقرين في المهرجانات السينمائية” على نيتهم بالإضراب خلال فترة الحدث.

يضم الفريق ما يقارب من مئتي عامل سينمائي فرنسي يحتجون على مستوى الأجور الضعيف الذين يتلقونه، بما في ذلك العاملين في مهرجان “كان” والعاملين في الاختيارات الرسمية، وإدارة المهرجان السينمائي، والأقسام الموازية لأسبوع المخرجين وأسبوع النقاد.

واضطرت إدارة المهرجان للتفاوض مع الفريق والامتثال لمطالبه بعد إصدار بيان رسمي رداً على خطط الإضراب، حيث أعرب فيه عن وعيه بـ “التحديات التي تواجه بعض الموظفين الذين يعملون بنظام العقود في الفعاليات السينمائية”.

وأوضح البيان “نحن جاهزون لتهيئة بيئة حوار دائمة لدعمهم. وبالنظر إلى أهمية أصوات مهرجان كان، نفهم توقيت هذه المطالب. ولكن من أجل إيجاد حلول بناءة لهذه الوضعية، يحتاج كل المهتمين والمؤسسات والنقابات إلى التجمع حول طاولة المفاوضات. هذا هو العمل الذي يجب تنفيذه الآن جماعياً”.

الافتتاح بأجواء كوميدية

ودعا المهرجان إلى افتتاحه من خلال كوميديا في ظل الأوضاع المتوترة غير المعتادة، حيث يتم عرض فيلم “الاختيار الثاني” للمخرج كوينتن دوبيو خارج المنافسة، والذي يتناول قصة فتاة تُدعى فلورنسا تسعى لكشف حقيقة الرجل الذي تحبه لوالدها، لكنها تواجه حقيقة مؤلمة.

الفيلم من بطولة ليا سيدو، التي تجسد دور فلورنسا، ولويس غاريل (ديفيد)، وفينسنت ليندون، ورافاييل كوينارد، وتأليف كوينتن دوبيو.

وقد منح المهرجان السعفة الذهبية الشرفية لعدد من العاملين في صناعة السينما حول العالم، بما فيهم النجمة العالميةالنجمة الفائزة بثلاث جوائز أوسكار، ميريل ستريب، والمخرج الأمريكي الشهير لسلسلة أفلام “حروب النجوم”، جورج لوكاس. وتمنح هذه المرة الأولى جائزة النخيل الذهبي التكريمية لأحد استوديوهات الأنمي “غيبلي”، التي أسسها اليابانيان هاياو ميازاكي وإيساو تاكاهاتا وقدمت العديد من الأفلام على مدار السنوات.

وتضم لجنة تحكيم المهرجان الكبيرة المخرجة اللبنانية نادين لبكي، الفائزة بجائزة تحكيم عن فيلمها “كفر ناحوم”، بالإضافة إلى الممثلة ليلي غلادستون المرشحة لجائزة الأوسكار عن فيلم “قتلة زهرة القمر”، والممثلة إيفا غرين، والفنان الفرنسي عمر سي، بالإضافة إلى الكاتب إبرو سيلان الذي شارك في كتابة فيلم “نعاس الشتاء” للمخرج التركي نوري بيلغي جيلان، الفائز بالنخلة الذهبية عام 2014.

ويشمل أعضاء لجنة التحكيم المخرج خوان أنطونيو بايونا الذي رُشِح فيلمه “مجتمع الثلج” لجائزة الأوسكار، والممثل الإيطالي بييرفرانشيسكو فافينو المشترك مع أجلينا جولي في فيلم “ماريا”، والمخرج الياباني كوري إيدا هيروكاز.

ويعود المخرج الأمريكي الكبير فرانسيس فورد كوبولا في دورته الـ77 بفيلمه “ميغابوليس”، الذي بدأ تطويره في الثمانينيات وتم تمويله بمبلغ يتجاوز 120 مليون دولار، وقد أنتجه بعد ما يزيد على 40 عامًا من التحضير وعاد به بعد غياب دام 13 عامًا عن السينما.

حاز كوبولا على النخلة الذهبية مرتين، الأولى في 1975 عن فيلم “الحوار” والثانية في 1979 عن فيلم “نهاية العالم”.

تتضمن القائمة أيضًا فيلم المخرج اليوناني يورغوس لاثيموس “أنواع من اللطف”، حيث يتتبع قصصًا مختلفة تحاول الهروب من مصائرها، بمشاركة النجمة إيما ستون الحائزة على جائزة الأوسكار، والذي فاز بجوائز عديدة مثل جائزة أفضل سيناريو عن أفلامه “جراد البحر” و”مقتل غزال مقدس”.

المصدر: الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.