التلفزيون الجزيرة يقوم بزيارة أفول معسكر دارسي موالٍ لفلسطين في إسبانيا

Photo of author

By العربية الآن



التلفزيون الجزيرة يقوم بزيارة أفول معسكر دارسي موالٍ لفلسطين في إسبانيا

الطلبة المعتصمون يستمعون لدرس من قِبل أستاذ القانون الدولي رودولفو ماركوني عن تأثير نشاط جنوب أفريقيا في محكمة العدل العالمية
الطلبة المعتصمون في جامعة فالنسيا ينظمون عدة فعاليات لتعريف بفلسطين والإبادة الجماعية في غزة (التلفزيون الجزيرة)
فالنسيا– أٌثنى أحمد توريس، الطالب بجامعة فالنسيا في إسبانيا، على ما يواجهه سكان قطاع غزة في النزاع الدائم عليهم للشهر الثامن على التوالي وسط مشاهدة جريئة لم يعتاد عليها من قبل. وألقى باللائمة على نفسه لعدم ممارسته الثقافة الواسعة تجاه الجدل الفلسطيني سابقاً، لكنه اليوم يشعر بشدة بالاقتراب من مصداقية الواقع الراهن.

كشف توريس عن التصريحات التالية للتلفزيون الجزيرة، بينما كانت تكبح دموعها، موضحاً أنها لم تكن ترتقب وقوع الحروب المستنزفة وفاجئها القرب الحالي من تلك الأحداث، “لقد كانت الأخبار السابقة بالنسبة لنا شائعات، لكن الغريب هو تجسيدنا لها في هذا الزمان، والضرورة للوقوف بتضامن جريء في الجامعة من أجل التفلت من ذلك، إنني في حيرة من حيث اختيار الوقت الحاضر على الجهة الأمامية قبل ما يأتي بعده”.

يُقاسم توريس مجموعته اليومية حينما تتجاوز فترة المظاهرات الأسبوعين في كلية الفلسفة. وفي ظل انبهاره بتأثير الأمتحانات، يبرهن على الرفق في هلاك البشرية، “إن وزملائي يهتمون بالوجهة الحانية مع حلول امتحانات العلمية، غير أن هذه القضية بالنسبة إليهم لا تصنع فارقًا كبيرًا ” وكذلك…يموتون في قطاع غزة، وهذا ما يعتبر الأهم، كما وصفت.

الطالبة أنجيلا توريس صدمها مستوى التعامل اللاإنساني للجيش الإسرائيلي مع الفلسطينيين
الطالبة أنجيلا توريس عبّرت عن انبهارها من مستوى التعامل “الغير إنساني” للجيش الإسرائيلي مع الفلسطينيين (الجزيرة)

تأثير مستديم

تعلق الطلبة المعتصمون لوحة على بوابة كليتهم تحوي مطالبهم الأربعة التي يسعون لتحقيقها. كما في جامعات أخرى نشط بها النضال المؤيد لفلسطين في أميركا وأوروبا، يدعو الطلبة هنا:

  • قطع علاقاتهم الأكاديمية والمالية مع الجامعات الإسرائيلية.
  • المطلب الأكثر أهمية بالنسبة للطلبة المعتصمين يكمن في مطالبتهم من إدارة الجامعة قطع علاقاتها مع شركات وبنوك ومؤسسات محددة ترتبط بها علاقات وطيدة مع الجانب الإسرائيلي.
  • يطالبون بأن تصدر الجامعة بيانًا واضحًا يدين الإبادة الجماعية المتواصلة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة.
  • ويشددون أيضًا على تطوير علاقات جديدة مع الجانب الفلسطيني، وبشكل خاص مع جامعات غزة التي تعرض للتدمير، وأُحرم طلابها من ممارسة نشاطهم الدراسي.

يرى مارك كابيير، أحد الطلبة الذين يستمرون في الاعتصام منذ الأيام الأولى، أن هذه المطالب لن تتوقف حتى في حال توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ لا يرون ثقة في الوعود المؤقتة أو الشعارات العامة التي لا تتضمن موقفًا واضحًا من قبل الجامعة، قال “ما نريده فعلًا هو تحقيق إنجازات تدوم، لا مؤقتة أو شكلية”.

ويصمد كابيير في المخيم ولا يَغَادر إلى منزله الذي يبعد عن الجامعة أقل من كيلومتر إلا للاستحمام أو تغيير ملابسه، وينتقل بين خيام الطلبة المعتصمين لتنسيق أمور المخيم وتوفير احتياجات المعتصمين، وعلى رأسها الخيام التي تجاوز عددها الثلاثين حتى الآن.

الطالب مارك كابييريشارك بورشة شعرية تجمع بين الشعر الثوري الإسباني والفلسطيني
الطالب مارك كابيير يشارك بورشة ثقافية تجمع بين الشعر الثوري الإسباني والفلسطيني (الجزيرة)

جماعة واحدة

يتذكر كابيير شعوره في الأيام الأولى للاعتصام ويقول “شعرت حينها أخيرًا بأنني سأقوم بشيء مؤثر، ولن أكتفي بمراقبة الأحداث من بعيد”. ويقول إنهم اليوم، هو وزملاؤه، يشعرون بأنهم جماعة واحدة لديها مطالب واضحة، وأنهم يمارسون حقهم في التعبير عن رفضهم للإبادة الجماعية التي تحدث في غزة.

ويؤكد كابيير، في حديثه للجزيرة نت، أنه لم يطرأ أي مشاكل أمنية أو مضايقات من قِبَل إدارة الجامعة طوال فترة الاعتصام، فهم يشعرون بالحرية في جامعتهم، ويحرصون على إدارة شؤون المخيم وتنظيمه، ويسعدهم الدعم الذي يحصلون عليه من المتضامنين والمشاركين معهم، سواء من الأساتذة في الجامعة أو من أفراد المجتمع المحلي، أو حتى من الذين يتواصلون معهم عبر الإنترنت في غزة.

ورغم ذلك، يشعرون بالإحباط من قِبَل إدارة الجامعة، إذ وجه الطلبة المعتصمون نداءات متكررة لرئيس الجامعة بالحضور إلى المخيم للاستماع إلى مطالب الحضور دون أي استجابة من العمادة حتى الآن.

ويرد كابيير على ذلك بالقول “ليس لدينا مساحة كافية للانتظار، الإبادة مُتواصلة، والطلبة يستمرون في الاعتصام، لكن لا توجد تغييرات عملية حتى اللحظة”.

وربما يُشبه كابيير بمقولة إنجليزية مشهورة “الأشخاص الصغار يقومون بأمور صغيرة في أماكن صغيرة يمكن أن تغير العالم”.

ويقول إن هذا هو ما يشعرون به داخل خيامهم الضيقة، وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل القريب، إلا أنهم يبقون على اتصال بطلبة الجامعات الأخرى ويتواصلون معهم باستمرار.

الدارسة سارة جربوع من جامعة البولتكنيك تشارك زملائها في جامعة فالنسيا في أنشطة مخيمهم
الدارسة سارة جربوع من جامعة “البوليتكنيك” تشارك في فعاليات مخيم جامعة فالنسيا (الجزيرة)

توسيع

التواجد في المُخيم ليس مقصورًا على الطُلاب وحسب، بل يحضر من حين لآخر دارسون من جامعات أُخرى، أو من أفراد المجتمع المحلي، كما يُشارك أبناء الجالية العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص في بعض الفعاليات، حيث يُحرصون على تعريف الطُلاب والمشاركين بمعلومات حول فلسطين، من خلال الأنشطة التي يُشاركون فيها.

تُشارك سارة جربوع، وهي دارسة من جامعة “البوليتكنيك” المجاورة لجامعة فالنسيا، وصديقاتها في نشاط تجهيز الحناء، وهي إحدى الفعاليات التي ينظمها الدارسون في المخيم، بهدف تعريف الحاضرين بالتراث الفلسطيني أو بمعلومات حول فلسطين، سواء عبر ورش العمل الفنية أو من خلال استضافة شخصيات بارزة أو ناشطين من الجالية الفلسطينية.

وتُرى سارة أن تصرف الطُلاب الجامعيين ينتقل كالعدوى في الجامعات، وتقول إن الاعتصام بدأ في جامعة فالنسيا، لكنه الآن يتوسع في عدد من الجامعات الإسبانية الأُخرى، كما ان جامعتها بادئ ذي بدء بدأت اعتصامًا جديدًا بمبادرة من الطلاب فيها، على غرار بقية الجامعات في أمريكا وأوروبا.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.