بالفيديو.. لماذا يرتفع أعداد حالات الإصابة بالورم الخبيث في بيروت؟

Photo of author

By العربية الآن



بالفيديو.. لماذا يرتفع أعداد حالات الإصابة بالورم الخبيث في بيروت؟

بيروت- كشفت دراسة جديدة أعدها خبراء من الجامعة الأميركية في بيروت عن زيادة ملحوظة في نسبة التلوث الجوي في العاصمة اللبنانية. وعزوا ذلك إلى زيادة الاعتماد على مولدات الكهرباء “الديزل” خلال السنوات الخمس الماضية، مما نتج مباشرة عنه زيادة مخاطر الإصابة بالورم الخبيث لدى السكان.

وأظهرتنتائج الفحص زادت خطرها بشكل كبير، إذ ارتفعت الحالات المصابة بالسرطان بنسبة تبلغ 30% في منطقة بيروت فقط. لذا، يُتوجب اتخاذ إجراءات جادة لمواجهة هذا التحدي الصحي الخطير.

بيروت تتنفس التلوث .. تضاعف تحديات السرطان بسبب مولدات الكهرباء
مасينة كهربائية في بيروت تشتغل أكثر من 20 ساعة يومياً (الجزيرة)

زيادة الأمر

وأشارت نجاة صليبا، العالمة المتخصصة في الكيمياء الجوية بالجامعة الأميركية والناشطة في البرلمان اللبناني – التي رأست الدراسة – إلى ازدياد تلوث الهواء الناجم عن توسع استخدام المولدات الكهربائية الخاصة بنسبة تتراوح بين 46% و50% في بيروت خلال الفترة بين عامي 2017 و2023.

وفي حديثها لقناة الجزيرة، أوضحت صليبا أنها بدأت هذه الدراسة في عام 2010، حيث كانت فترات تشغيل المولدات الكهربائية في بيروت تقتصر على 3 ساعات نهارًا. وأجرتوا إعادة الدراسة خلال الفترة الممتدة من 2016 إلى 2017، ومن ثم خلال الفترة الممتدة من 2022 إلى 2023.

ركزت الدراسة على نقطتين رئيسيتين، وفقًا لصليبا:

  • أولًا، الجزيئات التي تترسب في الرئة وتسبب أمراض التنفس.
  • وثانيًا، المواد المسرطنة الموجودة في هذه الجزيئات. وتبيّن وجود مواد مسرطنة بشكل خاص من المولدات الكهربائية، بالإضافة إلى مصادر أخرى مثل المركبات والمحارق.

وأضافت العالمة أن ساعات تشغيل المولدات ازدادت، حيث باتت تعمل لأكثر من 20 ساعة يوميًا، مما دفعهم لإعادة الدراسة لتقييم تأثير هذا التغيير.

لاحظ الباحثون زيادة في نسبة التلوث في الهواء عام 2010 مقارنة بالأعوام السابقة، حيث كانت تعادل تأثير شخص يدخن سجيجس. وأكدوا ارتفاع تركيز المواد المسرطنة في الهواء عند إعادة الدراسة.

بيروت تتنفس التلوث .. تضاعف تحديات السرطان بسبب مولدات الكهرباء
زيادة نسبة ملوثات المولدات في التلوث العام ببيروت إلى نحو 50% (الجزيرة)

خطوات عاجلة

وبحسب العالمة نجاة صليبا، فإن تأثير المولدات في التلوث العام ببيروت زاد بشكل كبير منذ 2010، حيث كانت تمثل حوالي 28% وارتفعت إلى نحو 50%، مما يبرز خطورة تلوث الهواء بالمواد المسرطنة.

وحثت على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحد من هذا التلوث وحماية صحة المواطنين، موضحة أن هذا التحول يُظهر خطورة تلوث الهواء بالمواد المسرطنة.

وأشارت إلى تواصلهم مع وزارة البيئة خلال إعداد الدراسة، حيث طلبوا فرض تعميم يشترط على أصحاب المولدات ذات السعة الكبيرة تركيب فلاتر لتصفية الجزيئات الصغيرة، ووافقت الوزارة على هذا الطلب وأصدرت التعميم.

من جانبه، أكد الدكتور هامبيك كورية، اختصاصي أمراض الدم والأورام لقناة الجزيرة، أن دخان المولدات يُعتبر من الغازات الضارة التي تؤثر بشكل كبير على حالات السرطان عمومًا وخصوصًا سرطان الرئة.

وفيما يتعلق بالعلاقة بين التلوث والسرطانات، أشار كورية إلى أن بيروت تعاني من مستويات عالية من التلوث، حيث تُعد المولدات السبب الرئيسي في إطلاق هذا التلوث، ويأتي ثاني أكسيد الكربون في صدارة الغازات الملوّثة التي تنبعث.

وعلى الرغم من أن سرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى، إلا أنه يجب الإشارة إلى وجود سرطانات أخرى مثل الأنف والأذن والحلق والمثانة التي يمكن أن تكون مرتبطة بالتلوث.

وبالنسبة لكورية، يجب على الحكومة اللبنانية اتخاذ إجراءات فاعلة لحل هذه المشكلة؛ إذ يُعتقد أن الطاقة الشمسية قد تكون جزءًا من الحل، إلا أنها لا تكفي بمفردها، ويعتقد بأن الحل يكمن في توفير الطاقة.المدخنات من شَّكِّل نظيفة، بدلاً من الاعتماد المتواصل على المحركات والمولدات، لتجنب وقوع كوارث صحية وبيئية هائلة.

مواطن الخطر

بدوره، قد أشار أخصائي أمراض الدم والأورام الخبيثة الدكتور أحمد خليل إلى أن مواطن الخطر جراء دخان المولدات والمعامل يؤثر مباشرة على صحة الإنسان، بوجه خاص على النظام التنفسي.

وأوضح لموقع الجزيرة نت أن هذا الدخان يحتوي على مركبات ناجِمَة للسرطان قد يتعرض لها الإنسان مباشرة وتُرتَب ظهور عدة أنواع من السرطانات، وخاصة سرطان الرئة. وأشار إلى أن الدخان يتفاعل مع الهواء والماء، مما يوثر في البيئة عموماً، إذ يمكن أن يُحدث التلوث زيادة في حالات الإصابة بالسرطان.

وهنا، أكد الطبيب “ازدياد ملحوظ في حالات إصابة بسرطان الرئة نتيجة لدخان المولدات في المدن الكبيرة، كالقاهرة والإسكندرية، حيث تتزايد الحالات بمعدل مُلَفَظٌ، وكما يوضح لنا من خلال عملنا”، حسب تصريحه.

مُستحسن أن تُعتبر التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في لبنان باعتبارها مُجموعة متراكبة من المصاعب. لا تقتصر على مجرد مشكلة فنية، بل تُضفي أيضاً جوانب سياسية ومالية مُعقَّدة، حيث تحوّلت هذه التعقيدات إلى تحدّ يصعب حِلّه، وصارت تؤثر أيضاً على صحة الأفراد.

المصدر : الجزيرة



[اعلان_2]

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.