جدعون ليفي: ما القول عن الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل؟
وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب جدعون ليفي أن آخر من رأوا عدنان البرش كانوا أطباء ومعتقلين تم إطلاق سراحهم، وأخبروا الصحفيين جاك خوري وبار بيليغ بصعوبة التعرف عليه، حيث قالوا: “كان من الواضح أنه عانى من جحيم التعذيب والإذلال وحرمان النوم. لم يكن هو الشخص الذي نعرفه، بل كان مجرد وهم له”.
اطّلع أيضًا
قائمة تضم 2 عناوين
عالم تاريخ فرنسي: تبدلت مصالح أمريكا ولم تعد تتطابق مع مصالح إسرائيلعالم تاريخ فرنسي: تبدلت مصالح أمريكا …
حارس: حالة مواطني السودان لم تعد تتحمل هدر الوقت
نهاية القائمة
وأفادت الصحيفة بأن الطبيب الذي عمل في المملكة المتحدة وكان لديه زوجة و6 أولاد، تعرض لضرب وتعذيب حتى الموت في أحد السجون الإسرائيلية، ولم يثير ذلك استياء في إسرائيل، فلا زملاؤه الأطباء ولا قادة المؤسسات الطبية ولا أولئك الذين شاركوا في عمليات التعذيب الفظيعة التي جرت في قاعدة سدي تيمان والسجون الإسرائيلية، تعبيرا عن أي تعاطف تجاه تعرض مدير القسم للضرب حتى الموت.
وما الذي في ذلك؟ – يسأل الكاتب – ففي النهاية، فقد قتل ما يقرب من 500 طبيب وعامل طبي في الحرب دون أن يعبأ بهم أحد، فلماذا يثير موت البرش أي اهتمام؟ إذ لم تثير أي جريمة حرب ارتكبتها إسرائيل في غزة أي تأثير هنا في إسرائيل، باستثناء البهجة التي يشعر بها اليمين الدموي.
فعل بشع
وإلى جانب وفاة البرش حدث فعل بشع آخر، وهو رفض السلطات. الشاباك، الجهاز الأمني الإسرائيلي، لا يفصح أبدًا عن هويات الذين استجوبهم وأذلوهم، ويتهرب الجيش الإسرائيلي من المسؤولية، ولم تُعالَج “الطبيب” إلا في سجن يتبع للجيش، وتم نقله على الفور إلى مركز الاستجواب التابع للشاباك في كيشون، ثم إلى سجن عوفر تحت إدارة مصلحة سجون إسرائيل، وجاء رد مصلحة السجون الإسرائيلية جريئًا جدًا “المصلحة لا تبحث في ظروف وفاة معتقلين غير إسرائيليين”.
يموت رجل في السجن، ولكن مصلحة السجون الإسرائيلية لا تروج لإعلان ظروف وفاته للجمهور لأنه لم يكن مواطنا… على ما يبدو، لا قيمة لحياة من خارج الجنسية في السجون الإسرائيلية، وعليه يجب أن نتذكر هذا عند الاعتقال بتهمة الاغتصاب في قبرص أو بتهمة المخدرات في البيرو، ونحن غاضبون من سوء معاملتهم، ويجب علينا أن نتذكر ذلك بشكل أكثر مشاعر عندما نطالب بالتحقيق في مصير محتجزينا الإسرائيليين أمام العالم.
وسأل الكاتب بغضب كيف يمكن للناس مشاعر تجاه مصير محتجزيهم، وعندما يكتشفوا أن هؤلاء الإسرائيليين أنفسهم قاسيون القلوب ولا يبالون بمصير الأسرى لديهم؟.
وختم بالسؤال الصعب، لماذا لا توجد لافتة واحدة في “ساحة الرهائن” في تل أبيب تطالب بالتحقيق في قتل طبيب من غزة؟ هل دمه أقل أحمرية من دماء المحتجزين الإسرائيليين الذين توفوا؟ لماذا يجب على العالم العمل من أجل محتجزينا فقط وليس من أجل السجناء الفلسطينيين الذين يجب علينا نبرأ من ظروف اعتقالهم ووفاتهم في السجون الإسرائيلية؟.