هل سيتنافس مودي ذاته في انتخابات الهند بعد أن حاصرته المعارضة؟
الجزيرة نت-خاص، الجزيرة نت- خاص
16/5/2024
تتّهم الأحزاب المعارضة في الهند رئيس الوزراء ناريندرا مودي بعزمه تنفيذ خطة مُحكمة مع وزير داخليته أميت شاه لمحاصرة الخصوم السياسيين، بهدف إدخال حزب بهاراتيا جاناتا، الحاكم، في الانتخابات الحالية. ويُعتقل قادة المعارضة أو يُخيفون كل ليلة من احتمال دهمهم من قبل الجهات الأمنية لتفتيش منازلهم ومكاتبهم، ثم يُستدعون للاستجواب في مكاتبها، لينتهي بهم الأمر في السجن.
تأسست تلك الجهات أساسًا لمكافحة التهرب الضريبي وغسيل الأموال والفساد والإرهاب، إلا أن الأحزاب المعارضة تقول إنها أصبحت أداة بيد مودي يستخدمها لتعزيز نفوذه وترويع الخصوم السياسيين.
ومن الممكن أن تُؤكَد هذه الاتهامات، إذ في مارس/آذار 2023 تم إصدار قرار قضائي بسرعة ضد قادة الأحزاب المعارضة، بما في ذلك راهول غاندي، زعيم حزب المؤتمر العريق.
وقضت المحكمة بسجن راهول غاندي لمدة سنتين بسبب تصريح انتقادي لرئيس الوزراء مودي، وهو ما كان كافيًا لسحب عضويته البرلمانية، حيث كان من الممكن لرئيس البرلمان أن يوبخه أو يُعلِّق عضويته لفترةٍ من الأيام
قبل ٢ أو ٣ اسابيع فقط، استفادت حكومة مودي من الفرصة لتصدر هذا القرار من المحكمة العليا في كوجرات.
راهول كان لديه الفرصة للطعن ضد هذا القرار، إلا أن رئيس البرلمان قام بسرعة باقصاءه من البرلمان، فاضطر راهول للجوء إلى المحكمة العليا في دلهي التي ألغت قرار المحكمة في كوجرات وأعادته للبرلمان.
زاد الصحفي والخبير السياسي ظفر الإسلام خان في تصريحاته للجزيرة نت على أن راهول غاندي يسلط الضوء داخل البرلمان وخارجه على قضايا تتعلق بالفساد والفظاعة التي تنطوي عليها حكومة مودي.
تجاهل الخصوم
يتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان والمعارضة حكومة مودي بتسخير القضاء لتحقيق غايات سياسية. وبحسب منظمة “فريدوم هاوس” الأميركية غير الحكومية، فإن حزب بهاراتيا جاناتا “يستغل المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لمهاجمة المعارضين السياسيين”.
يشير ظفر الإسلام خان إلى حالة أخرى تعكس تقويض الحكومة للمعارضة، حيث تتعلق بتوجيه اتهامات للنائبة ماهوا مويترا التي كانت تكشف عن أخطاء الحكومة بشجاعة وبدليل كبير، ولكن تم إقصاؤها من البرلمان في بداية ديسمبر ٢٠٣٢.
تقدمت ماهوا مويترا بدعوى إلى المحكمة العليا ضد هذا القرار ولم يتخذ الحكم بعد. وحتى لو كان لصالحها، لن تستفيد منه لأن البرلمان الحالي قد انتهى وسيعقد البرلمان الجديد بأعضاء جدد بعد الرابع من يونيو/حزيران المقبل.
زعم خصوم مودي أنهم لم يقتصروا عن هذه الإجراءات، بل قاموا بتجاهل المعارضة من البرلمان. في ديسمبر ٢٠٢٣، قام رئيس البرلمان الذي ينتمي إلى حزبه بإلغاء عضوية ١٤١ نائبا، جميعهم من أحزاب المعارضة وخصوصاً من حزب المؤتمر، وستظل إلغاء العضويات سارية حتى نهاية الدورة الحالية للبرلمان، مما منح مودي الفرصة لتمرير قوانينه في غياب المعارضة.
وحسب المعارضين، زاد مودي الأمور بشراء ولاء أكثر من ٤٤٤ عضوا في البرلمان والمجالس التشريعية المحلية. “يقوم بالضغط على بعض النواب للانضمام إلى معسكره من خلال توجيه تهم لهم وسحبها في مقابل الالتحاق بصفوفه، لذلك أطلق عليه حزب مودي اسم “الغسالة” التي تنظف سجلات أي شخص ينضم إليه”.
على الجانب الآخر، ينفي الحزب الحاكم تلك الاتهامات، بل يتهم مودي المعارضة بتلقي تمويل غير قانوني من رجلي الأعمال موكيش أمباني وجوتام أداني لتمويل حملتها الانتخابية.
قالت هيئة الدفاع عن أحزاب المعارضة إن ٩٥٪ من عمليات مداهمة الوكالات الأمنية في عهد مودي كانت ضد زعماء المعارضة، حيث انضم بعضهم إلى حزبه لسحب التهم، بينما يلاحق البعض الآخر في المعتقلات أو يواجهون دعاوى قضائية رفعت ضدهم من قبل الوكالات الأمنية.