بالإضافة إلى ذلك، تتمثل البارقة العربية في تواجد المخرجة اللبنانية نادين لبكي كعضو في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، والمخرجة المغربية أسما لمديرة في لجنة تحكيم مسابقة “نظرة ما”.
الثورة والحرية من السيطرة
تتناول الأفلام العربية الـ8 قضايا انسانية حساسة، حيث يسعى الأبطال في هذه الأفلام للحصول على الحرية والخلاص من القيود الاجتماعية.
في فيلمه الوثائقي المصري “رفعت عيني للسما” المشارك في مسابقة أسبوع النقاد، يروي ندى رياض وأيمن الأميرالي قصة مجموعة من الفتيات القبطيات في إحدى القرى ببرشا بمدينة المنيا. تقرر هؤلاء الفتيات مواجهة الضغوط المجتمعية وتأسيس فرقة مسرحية نسائية لعرض معاناتهن، وهذه العروض تصبح بوابة للحرية التي يسعين لتحقيقها.
التناقض بين السيطرة والرغبة في الحرية، والعلاقة المعقدة بين الفن والقوى الحاكمة ورغبة الشباب في حياة أفضل خارج الأنظمة التستبدادية، يعبر عنه فيلم “شرق 12” المصري والمشارك في برنامج “نصف شهر المخرجين”.
البطل في الفيلم يسعى لنيل حريته والعيش في عالم متسع، حيث يقوم بدور الموسيقار الشاب عمر زريق الذي يتمرد ضد شوقي البهلون (أحمد كمال)، ويسعى للحرية من خلال فنونه. يجسد الفيلم عالمًا من “الفانتازيا” الساخرة حيث الحرية والمثالية.
الفيلم من إخراج الفنانة والمخرجة البصرية هالة القوصي، وبطولة منحة البطراوي وفايزة شامة بجانب أحمد كمال وعمر زريق.
<إطار loading="lazy" مقاس-صورة 770 صورة-ووردبريس-1444690" src="https://www.aljazeeramubasher.net/wp-content/uploads/2024/05/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D9%82-12-1715807954.jpg?w=770&resize=770%2C472" alt='الفيلم المصري "شرق 12" المشارك في مهرجان كان ' data-recalc-dims="1">
بفيلم “نورة” السعودي، يتداخل الإحتياجات البشرية والمسائل العربية، عندما تجري الأحداث في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان ممنوعًا ممارسة الفنون في المملكة العربية السعودية بما في ذلك الرسم.
هنا، يفشل بطل الفيلم الذي يلعب دوره الفنان يعقوب الفرحان في تحقيق حُلمه، فينتقل إلى مجتمع صغير آخر بحثًا عن حُريته البشرية وهناك يبدأ العمل كمعلم، حتى يلتقي بشابة تُدعى نورة تقوم بدورها ماريا بحراوي، وتحمل الشابة آمالًا تتعدى حدود قريتها، ويساعدها المعلم على تحقيق قدراتها الفنية على الرغم من بيئتها المنغلقة.
الفيلم من إخراج توفيق الزايدي ويشارك في مسابقة “نظرة ما”، وهو عرض ثاني للفيلم بعد مشاركته في النسخة الأخيرة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم سعودي.
<إطار id="attachment_1444694" aria-describedby="caption-attachment-1444694" مقاس-صورة-770 الوسط wp-caption aligncenter"><إطار loading="lazy" مقاس-صورة 770 wp-image-1444694" src="https://www.aljazeeramubasher.net/wp-content/uploads/2024/05/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9-2-1715808026.jpeg?w=770&resize=770%2C550" alt='الفيلم السعودي "نورة" المشارك في مهرجان كان (منصات التواصل)' data-recalc-dims="1">
في فيلم “الكل يحب تودا” للمخرج المغربي نبيل عيوش والمشارك ضمن عروض “كان” الأولى، تتعرض البطلة التي تقوم بدورها الممثلة المغربية نسرين الراضي لسوء المعاملة بسبب غنائها دون رقابة على النصوص التي تطالب بالمقاومة والتحرر، فتقرر ترك كل شيء والابتعاد عن المجتمع الذي تعيش فيه والذي ينظر بشكل سلبي إلى دور المرأة في الغناء.
<إطار id="attachment_1444700" aria-describedby="caption-attachment-1444700" مقاس-صورة-770 الوسط wp-caption aligncenter"><إطار loading="lazy" مقاس-صورة 770 wp-image-1444700" src="https://www.aljazeeramubasher.net/wp-content/uploads/2024/05/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84-%D9%8A%D8%AD%D8%A8-%D8%AA%D9%88%D8%AF%D8%A7-2-1715808074.jpg?w=770&resize=770%2C433" alt='الفيلم المغربي "الكل يحب تودا" المشارك في مهرجان كان (منصات التواصل)' data-recalc-dims="1">
الحنين إلى الوطن
في فيلم “البحر البعيد” المغربي المشارك في أسبوع النقاد، يتفرغ المخرج سعيد حميش لاستكشاف تجربة الهجرة، وكيف طرأ تغيير على صورة المهاجرين في العالم الغربي بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ من خلال الشخصية نور الذي يهاجر بطريقة غير شرعية إلى فرنسا ويتعرف على ضابط فرنسي غريب الأطوار.
وفي “نصف شهر المخرجين”، يُعرض الفيلم الجزائري القصير “بعد الشمس” للمخرج ريان مكيردي، الذي تجري أحداثه في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وتمتزج فيه الواقعية بالخيال من خلال رحلة تقوم بها امرأة جزائرية بالسيارة في ضواحي باريس تحمل الحنين إلى الوطن وتغمرها الذكريات، وتقرر العودة لاكتشاف نفسها من جديد.
في مسابقة “نظرة ما”، يُعرض الفيلم الصومالي “القرية جوار الجنة” للمخرج الصومالي مو هراوي، حيث نعيش مع عائلة صومالية تضطر للنزوح وتغيير محل إقامتها بسبب الأوضاع المضطربة في البلاد.
<إطار id="attachment_1444718" aria-describedby="caption-attachment-1444718" مقاس-صورة-770 الوسط wp-caption aligncenter"><صورة loading="lazy" class="size-arc-image-770 wp-image-1444718" src="https://www.aljazeeramubasher.net/wp-content/uploads/2024/05/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9-1715808506.webp?w=770&resize=770%2C429" alt='الفيلم الصومالي "القرية جوار الجنة" المشارك في مهرجان كان (منصات التواصل)' data-recalc-dims="1"><تسمية التوضيح="caption-attachment-1444718" class="wp-caption-text">الفيلم الصومالي “القرية جوار الجنة” المشارك في مهرجان “كان” (منصات التواصل)
حضور فلسطيني
في زمن قامت فيه إدارة المهرجان بمنع تنظيم أي مسيرات احتجاجية أو استخدام أي رموز تعبيرية تتعلق بالقضية الفلسطينية للتركيز فقط على الأفلام والفعاليات السينمائية، يظل القضية الفلسطينية متجسدة في الأفلام المشاركة في المهرجان.
ففي فقرة “نصف شهر المخرجين” يعرض فيلم المخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل “نحو أرض غير معروفة” (To a Land Unknown).
يقدم فليفل في فيلمه الوثائقي الحقيقة التي يعيشها الفلسطينيون بدون تجميل أو تصنيع خلال رحلة صديقين من مخيم عين الحلوة يقرران الهرب نحو اليونان، وفي مسار الرحلة يفقدان الأموال المُخصصة للهجرة مما يضعهما في مأزق.
<صورة id="attachment_1444732" aria-describedby="caption-attachment-1444732" style="width:770px" class="wp-caption aligncenter"><تسمية التوضيح="caption-attachment-1444732" class="wp-caption-text">فيلم “نحو أرض غير معروفة” المشارك في مهرجان “كان” (منصات التواصل)
وبعيدًا عن العروض الرسمية التي تشارك فيها الأفلام العربية الـ8، يُشارك الفيلم الفلسطيني “سن الغزال” للمخرج سيف هماش في مسابقة الطلبة، ويستعرض الفيلم الصراع الداخلي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وبشكل خاص لمن يعيش داخل مخيمات اللجوء.
من خلال قصة شاب من مخيم اللاجئين يتهور في رحلة مثيرة مُلبيًا رغبة شقيقه الأصغر، ويلقي إحدى أسنانه اللبنية في البحر.
اعتراف مميز
وفي افتتاح المهرجان مساء الرابع عشر من مايو/أيار، حصلت الممثلة العالمية ميريل ستريب على السعفة الذهبية الفخرية، وقامت بتقديمها الممثلة الفرنسية جولييت بينوش التي وصفت ستريب بأنها كنز عالمي غيرت الطريقة التي تمتلكها للنظر إلى السينما.
بينما قالت ستريب خلال استلامها الجائزة إنها اعتقدت أن مسيرتها الفنية قد وصلت إلى نهايتها عندما وصلت إلى سن الأربعين.