تلمح: عندما يتحوّل أسد البحر إلى عدسة تصوير

Photo of author

By العربية الآن



تلمح: عندما يتحوّل أسد البحر إلى عدسة تصوير

يمكن لأسد البحر الغوص إلى أعماق سحيقة تتراوح بين 135 و272 مترا 
أسد البحر يمكنه الغوص إلى أعماق سحيقة تتراوح بين 135 و272 مترا (جامعة أديليد)

الذي يفهمه العلماء عن الكون تفوق معارفهم بما موجود في المحيطات والبحار، رغم أن هذه البيئات المائية موجودة بالقرب مباشرة منا، ويرجع ذلك إلى أسباب هامة تتعلق بصعوبة الظروف البيئية التي تحكم الأماكن البحرية العميقة حيث يكون الضغط مرتفعًا للغاية.

ويعرف العلماء أن هناك العديد من المناطق الحيوية وبيئات الكائنات التي لم تكتشف بعد، وهذا ما دفع مجموعة من العلماء الأستراليين إلى استخدام استراتيجية باستخدام مجموعة من أسود البحر، الحيوانات البحرية المائية المشابهة للفقمات، لأداء دور المصورين في أعماق المحيطات ولقد كانت النتائج مدهشة في الدراسة التي نُشرت في مجلة “فرونتيرز إن مارين ساينس”.

نتائج رائعة وتوثيقات مذهلة من العالم العميق

بعد دراسة بيانات التسجيلات المصورة التي جمعها أسود البحر، تمكن الباحثون من تحديد 6 موائل حيوية تُغطي مساحة تبلغ 5 آلاف كيلومتر مربع من قاع البحر الواقع جنوب أستراليا مباشرة. توفر هذه البيانات إمكانية الوصول إلى الحيوانات المُهددة بالانقراض واكتشاف كائنات حية جديدة.

واستعان الباحثون بـ 8 أفراد من أسود البحر الإناث، حيث زودوا بكاميرات صغيرة وخفيفة وأجهزة تتبع، كل هذا تم تركيبه بشكل آمن وبحيث لا يتجاوز وزن الإضافات 1% من وزن جسم الحيوان. هذا الإجراء سمح لهن بالحركة بحرية، وتم تسجيل البيانات قبل الجمع لمدة 3 أيام.

وبشكل طبيعي، تم اختيار الإناث فقط لإجبارهن على العودة لموقع البداية لرضاعة صغارهن في مراكز مخصصة.

قام الباحثون باستخدام نماذج حاسوبية لتوقع موائل الحيوية الستة التي رُصدت من خلال 89 ساعة من تسجيلات الفيديو، وهذه الدراسة تسهم بشكل كبير في تحديد المناطق الحيوية في قعر البحار وأماكن تواجد الحيوانات المهددة بالانقراض، ومنها أسود البحر التي شهد انخفاضاً بنسبة 60% في جنوب وغرب أستراليا خلال الثلاثة عقود الماضية.

يُعَدّ استخدام الحيوانات في عمليات الاستكشاف والتنقيب من الطرق الآمنة والفعّالة نظراً لقدرتها على التنقل في البيئات الصعبة التي تعيش فيها وبدون الحاجة إلى تكلفة كبيرة كما يحدث مع الإنسان والأجهزة التكنولوجية.

المصدر : مواقع إلكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.