واجبات الإجازة الصيفية.. هل هي ضرورية أم تحمل إضافي للطلاب؟

Photo of author

By العربية الآن



واجبات الإجازة الصيفية.. هل هي ضرورية أم تحمل إضافي للطلاب؟

4172986 1690166128
فكرة واجبات الإجازة الصيفية غائبة عن جل مدارس مصر، بحسب أمهات (بيكسلز)

القاهرة- منذ حوالي 15 عاماً، كانت طفلة تُدعى مروة محمود تمضي الأسابيع الأخيرة من العطلة الصيفية بجوار صديقاتها لإنجاز الواجبات المدرسية أو ما كان يُعرف بـ “واجب الإجازة”، بهدف تنشيط ذاكرتهن والاستعداد للعودة إلى مقاعد الدراسة.

وفي الوقت الحاضر وبعد مرور تلك السنوات وتغيّر الأجيال ووسائل التعليم والترفيه، انتقدت مروة، الآن وهي أم لطفل في مرحلة التعليم الابتدائي، إلغاء مدرسته الدولية نظام الواجبات المنزلية خلال العطلة الصيفية، حيث لم يعُد الاهتمام بإلزام الطلاب بمراجعة أية دروس أو معلومات خلال فترة الإجازة تحضيراً للعام الدراسي الجديد.

ووفقًا لبعض الأمهات اللاتي تحدثن لـ الجزيرة.نت، لم يعد مبدأ الواجبات الإجازية جزءًا من نظام غالبية المدارس في مصر، حتى تلك التي كانت تمارسه في السابق، بما في ذلك عدد من المدارس الخاصة (التي تتخذ منها الحكومة المسؤولية لكنها تُمول من القطاع الخاص).

الاختيار بين الأجيال والحاجات

أكدت إسلام إبراهيم -وهي أم لابنة (8 سنوات) وتعمل كأستاذة للغات في إحدى مدارس القاهرة، على أن شريعة العطلة الصيفية كانت منهجا يعتمده المرفق التعليمي الذي تعمل به لفترة طويلة، قبل أن يُلغى تلك السياسة نظراً لرغبة الآباء.

وأوضحت إسلام لشبكة الجزيرة “سأتحدث بوصفي وليدة، فَرض على الطفل خلال الإجازة الصيفية مهمات يتطلب تفكيراً في حل بعض التساؤلات والتدريبات الرياضية، أمرٌ متعب للغاية ويزيد من عبء الأمهات بشكل خاص اللاتي يستثمرن الكثير من وقتهن في استجابة احتياجات أطفالهن، بما في ذلك متابعة التمارين البدنية وتحديد أنشطة ترفيهية وأساليب مناسبة لهم”.

ولكنها في الوقت نفسه، شددت إسلام كونها مُدرسة تُسهم بجهود كبيرة مع الطلاب بعد عودتهم إلى الصفوف الدراسية، مُشيرة إلى أنه “ضروري لكل طالب استعادة المعارف التي اكتسبها في العام الدراسي السابق لتسهيل على نفسه وعائلته ومعلميه تحسين قدراته التعليمية، خاصة خلال الشهر الأول من الفصل الدراسي الجديد”.

وأوضحت إسلام أنها كطالبة كانت تُخصص أياما لأداء “واجبات الإجازة”، ولكن في ذاك الزمان كانت الخيارات للترفيه قليلة، وكان أحد أوقات سعيدة لها هو لقاء صديقاتها لحل تلك الواجبات.

من جانب آخر، اقترحت إسلام حلاً لهذه الأزمة بعد إلغاء العديد من المدارس لأنظمة واجبات العطلة الصيفية، مشترطةً أن “تُعاد المدارس نظام الواجبات الصيفية، ولكن بشرط عدم اجبارية الأمر، وأن تُكون وسيلة لدعم الآباء ببعض الموارد والأدوات التي يمكنهم الاعتماد عليها في تنشيط ذاكرة فتيانهم التعليمية”.

وأضافت أيضاً أنها، بفضل طبيعة عملها والموارد المتاحة لديها، تُنظم بعض الأنشطة التربوية لابنتها على شكل أسئلة وتحديات تُرافقها بمكافآت في حال نجاحها في الإجابة عليها.

وأكملت: “عندما نُقدم للأطفال معلومة ضمن سياق لعبة أو مهمة تطلب تفاعلهم، يُظهرون استجابة جيدة، لكن عندما يتعلق الأمر بإكراههم على أداء هذه الواجبات الإلزامية، يتجاهلون مثل هذه الطلبات، وذلك بسبب أن البيئة التي ينمون فيها خلال العطلة لا تحفزهم على الالتزام بأي نشاط تعليمي”.

الأفضلية للتمارين البدنية والفنون والقراءة

من ناحية أخرى، عبرت هديل محمد والدة طفلة (7 سنوات) عن رفضها القاطع لإلزام الأطفال بأداء أي واجبات تعليمية خلال العطلة الصيفية،مبتغى أهمية تفريغ هذه الفترة من العام لتعزيز مهارات الأطفال من خلال الإبداع وممارسة الرياضة والقراءة، بمنظور ليس إكراها وإنما استمتاعًا بالوقت.

ذكرت المعلمة لشبكة الجزيرة “خلال السنة الدراسية، نحن كآباء نبذل جهدًا كبيرًا لتشجيع الأطفال على إكمال أعبائهم المدرسية اليومية، ومن الغير منطقي أن نفرض عليهم مهام مشابهة خلال العطلة التي تُعتبر مهانة للوالدين قبل الأطفال لتخفيف الضغوط التي يتعرضون لها خلال أشهر الدراسة”.

%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%85%d9%8a%d9%86 %d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8%d8%a7%d8%aa %d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b7%d9%84%d8%a9 1723047332
ياسمين محمد أم لطفل (7 سنوات) عبّرت عن رفضها للواجبات المنزلية خلال العطلة الصيفية (الجزيرة)

استدلت بأن أي توجيه مساند للمهام المدرسية خلال العطلة بشكل مراجعة هو “تهدير لصبر الأهالي والأبناء”، مشيرة إلى أن فوائد الأنشطة في مختلف ميادينها تسهم بشكل كبير في علاج القصور الدراسي التي قد تظهر على الأطفال خلال العطلات الطويلة.

أكدت أن “العطلة فرصة لإثراء الأطفال بمجموعة من التجارب المختلفة، وممارسة الأنشطة التي يستمتعون بها سواء في الفن أو الرياضة أو حتى القراءة، وهذا يكفي خلال فترة العطلة، وليس من المخجل وجود بعض الوقت الخالي”.

رأت أن شحن القدرات العقلية والنفسية للأطفال خلال العطلة “لا ينحصر في المعرفة المدرسية، فالطفل يكتسب معلومات جديدة ويعزز ذاكرته البصرية عبر قراءة كتاب يلهب اهتمامه، أو مشاهدة فيلم يفضله، أو البحث في موضوع يثير اهتمامه، أو حتى السفر مع العائلة من أجل تجربة مغامرات جديدة واستكشاف العالم”.

أساسي في زمن التعليم المتطور

من ناحيتها، انتقدت المدربة المعتمدة في طرق تعليم الأبناء هدى الله مشالي قرار حذف العديد من المدارس نظام الواجبات خلال العطلة الصيفية، واعتبرته خطوة تصب في مصلحة مؤسسات التعليم لـ”إرضاء أولياء الأمور”.

شددت -في مقابلتها مع الجزيرة نت- على أن “في زمن التوجه السائد بأنه يجب أن يكون الطفل منقادًا وموافقًا على كل خطوة واقتراح يطرأ من الوالدين، تعتبر هذه الواجبات ضرورة لتنظيم جدول أنشطة العطلة الصيفية وعادات الطفل”.

وأوضحت: “نحتاج بشدة لعودة المهام التي تطلب من الأطفال التفكير واستخدام قدراتهم العقلية واليدوية خلال العطلات، خصوصًا في ظل انتشار بعض المصطلحات مثل التعليم الحديث الذي هزّ ثقة البعض من الأهالي في أساليب التعليم التي يتبعونها مع أطفالهم”.

وتابعت: “أن يكون الطفل دائمًا مقتنعًا وراضيًا عن المهام التي يكلف بها من قبل الوالدين لا يكون ذلك بحسب التعليم الحديث، وإشارة إلى ذلك هو أن بعض هذه التدابير أسفرت عن أطفال معتمدين على الشاشات التي توفر لهم كل شيء بلمسة واحدة”.

مشالي: أن يكون الصبي دائمًا راضيًا ومؤمنًا بالمهام التي تكلفه إليها من قِبل الآباء لا يرتبط بالتعليم الحديث (الجزيرة)

أشارت إلى وجود “وسيط” يظل هذا النشاط التعليمي التكميلي خلال العطلة ويناسب أيضًا مع ميل الأهل، وهو الابتعاد عن كونه “إلزاميًا”، بل التعامل معه “كوسيلة يُقدمها المعلم” للمساعدة في تنشيط أدمغة الأطفال للحفاظ على الخلايا العصبية (نيورون) نشيطة وقوية، مثل الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على قوة العضلات.

وأوضحت للجزيرة نت أن “ضياع الأطفال الإحساس بالزمن جعلهم يكونون أكثر سرعة حتى في الشعور بالملل، لذلك فإن المهارات اليدوية ضرورية للحفاظ على يقظة نظامهم العصبي”.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.