كيف يمكن تحقيق وقف التصعيد الإسرائيلي؟.. محللون يُجيبون
ووفقًا لتصريحات صرح بها مدير العلاقات العامة لحكومة غزة لشبكة الجزيرة، فإن القوات الإسرائيلية شنت 155 غارة على مدارس القطاع منذ بداية حملتها العسكرية، ودمرت 112 مدرسة.
وأعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن إسرائيل قامت خلال الأيام الأخيرة بتهجير أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غزة فقط.
وقد فارق أكثر من 100 نازح فلسطيني الحياة يوم السبت الماضي في مدرسة التابعين بحي الدرج في مدينة غزة، عندما استهدفتهم قوات الاحتلال بثلاث صواريخ أثناء أدائهم صلاة الفجر في المدرسة، ما خلف مشاهد مروعة.
وفي تحليله لعنتصار إسرائيل، أوضح لكس تاكنبرغ، أستاذ القانون الدولي الإنساني والمدير السابق لأعمال وكالة الأونروا، أن إسرائيل التي أنشئت على حساب كارثة الفلسطينيين، قامت عبر العقود ببناء سيناريو يسمح لها بالتصرف كما لو كانت فوق القانون الدولي، وبالتالي ارتكبت انتهاكات صارخة للقانون الدولي من خلال عمليات الاحتلال والتوطين.
وأشار إلى أن الصراع في غزة كشف عن سياسة التفاف النصفي التي تمارسها الدول الغربية، حيث اندفعوا لفرض العقوبات والمقاطعة على روسيا خلال الصراع الروسي الأوكراني، بينما دعموا – خصوصًا النخب السياسية – إسرائيل بكل الوسائل، سياسيًا وماليًا وإعلاميًا.
وفي نفس السياق، أكد الكاتب والباحث في الشؤون الدولية، حسام شاكر، في حديثه لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، أن الحرب الإبادية التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة تحظى بدعم من الحلف الغربي على الصعيدين العسكري والسياسي، مشيرا إلى أن الجيش الاحتلالي لن يستطيع شن الحرب الوحشية على غزة لولا الدعم الدولي الذي ينعم به، الذي يوفر له الذرائع لارتكاب الجرائم التي يرتكبها.
وبتقدير الأستاذ والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، يرى أن هناك سببين لتجاوز إسرائيل، الأول هو أنها تخطت الخطوط الحمراء في حربها على غزة دون محاسبة دولية، والثاني هو أنها تفتقر إلى أي قيم أخلاقية توجِّهها في تعاملها مع الفلسطينيين، على مستوى الدولة والمجتمع، والدليل على ذلك هو أن مشاهد القتل في غزة وقصف المدارس ومخيمات اللاجئين لا تثير أي نقاش داخلي، مشيرا إلى وجود انهيار أخلاقي داخل إسرائيل.
رسالة غضب
وفيما يتعلق بكيفية وقف التمادي الإسرائيلي في غزة، يرى الدكتور مصطفى أن الدول العربية التي تتواطأ مع الاحتلال قد تكون لها تأثير على مسار الحرب، نظرًا لأهمية علاقات إسرائيل مع تلك الدول من الناحية الاستراتيجية، وبالتالي تسعى للحفاظ عليها. وأشار إلى أن مصر تُعتبر كنزًا استراتيجيًا بالنسبة لإسرائيل، فاستغربت من موقفها تجاه احتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
وتعتمد إسرائيل على العلاقات مع الدول المتواطئة في استراتيجية ما بعد الحرب، ويُذكر الأكاديمي أن هناك جهات في إسرائيل تعتقد أن الدول العربية المتواطئة معنية أيضًا بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبتقدير الكاتب والباحث في الشؤون الدولية شاكر، يُعتقد أن الوضع قد يتغير إذا ما أرسل العالم العربي، من النواحي الرسمية والشعبية، رسالة غضب للعالم، تُخبره أنه لن يقبلباستمرار الجريمة في غزة ملوِّحا بالأطراف المساندة للكيان الصهيوني بالمسؤولية عن تلك الجريمة وأنه من الممكن التأثير على مصالحها في المنطقة.
أمّا أستاذ القانون الدولي الإنساني ورئيس العمليات السابق لوكالة الأونروا، فعبّر عن تفاؤله بأن المعادلة قد بدأت تتحوّل في الدول الغربية نفسها، موضحاً ظهور أميركيين ينتقدون دعم بلادهم للكيان الصهيوني، وتحدث عن تغيير بعض الدول الأوروبية مواقفها من الصراع خصوصا بعد المجازر التي يرتكبها الاحتلال، بالإضافة إلى الحركات الجارية على مستوى المجتمع المدني المطالبة بإنهاء الصراع.
وشدد على أهمية دور جنوب أفريقيا في المحكمة الدولية ضد الكيان الصهيوني، وحركات المحكمة الجنائية الدولية، وأكد أن هناك كثيرون من المحامين يعملون على تجميع الأدلة وتصنيفها لتقديمها للعدالة بهدف محاسبة الكيان الصهيوني.