خبراء العلم قلقون.. ظاهرة “النينو” ساهمت في ظهور سلاسل جديدة لمرض الكوليرا

Photo of author

By العربية الآن



خبراء العلم قلقون.. ظاهرة “النينو” ساهمت في ظهور سلاسل جديدة لمرض الكوليرا

يرجح أن ظاهرة إل نينيو ساعدت في نشوء وانتشار سلالة جديدة من الكوليرا خلال جائحة في أوائل القرن العشرين (بيكساباي)
يرجح أن ظاهرة إل نينيو ساعدت في نشوء وانتشار سلالة جديدة من الكوليرا خلال جائحة في أوائل القرن العشرين (بيكساباي)
دراسة حديثة تشير إلى أن ظاهرة “النينو” قد ساهمت في ظهور وانتشار سلاسل جديدة لعدوى الكوليرا خلال جائحة في بدايات القرن العشرين، وهذا يدعم فكرة أن التغيرات المناخية قد تفتح الباب أمام ظهور سلاسل جديدة من الكوليرا.

منذ عام 1961، توفي أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم بسبب الجائحة السابعة لمرض الكوليرا التي حدثت منذ عام 1817.

تشمل أعراض مرض الكوليرا الإصابة بإسهال حاد يمكن أن يكون قاتلا في غضون ساعات إذا لم يتلقى المريض العلاج.

وبحسب نتائج الدراسة التي نُشرت في الأول من شهر أغسطس/آب في مجلة “بلوس نجلكتد تروبيكال ديزيزس”، فإن الدوافع والعوامل المحفزة لانتشار الأوبئة السابقة لم تكن واضحة، لكن إحدى الفروضيات تقول إن الظروف المناخية الشاذة قد تسهم بشكل مشترك مع التغيرات الجينية لبكتيريا الكوليرا في تيسير انتشار وتفوق سلاسل جديدة.

سيلهات، بنغلاديش - 15 مارس 2016: المزارعون يروون حقول الأرز.
دوافع ومحفزات نشر الأوبئة الكوليرية السابقة لم تكن واضحة، ولكن إحدى الفرضيات تقول إن الظروف المناخية الشاذة قد تعمل بشكل تآزري مع التغيرات الجينية لـ”ضمة الكوليرا” (صورة فوتوغرافية)

بيئة ملائمة للكوليرا

المؤلف الرئيسي للدراسة “خافيير رودو” -الباحث الأول في معهد الصحة العالمي في برشلونة بإسبانيا- يوضح أن الفريق قام بتحليل سلالات منتشرة خلال جائحة أوائل القرن العشرين في الهند، ووصلوا إلى استنتاج يشير إلى أنه من المرجح أن ظاهرة إل نينيو ساهمت في خلق بيئة ملائمة لانتشار الكوليرا من خلال تحفيز الظواهر المناخية المتطرفة مثل درجات الحرارة غير المعتادة وهطول الأمطار.

إل نينيو هي ظاهرة مناخية تحدث بين فترات تتراوح بين 4 و12 عامًا في المحيط الهادئ وتسبب في تسخين مياهه، مما يُمكن أن يؤدي إلى موجات جفاف وحرارة شديدة في آسيا وشرق أفريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أميركا الجنوبية.

ويضيف “رودو” في تصريحه لـ”الجزيرة نت” أن “البيئة ربما ساهمت في نشر سلالة جديدة من بكتيريا ضمة الكوليرا، التي اكتشفها لأول مرة عالم الأحياء الدقيقة الألماني روبرت كوخ عام 1884، والتي تسببت في مرض ينتقل عن طريق المياه. وكشفت النتائج أن أنماط الوفيات بالكوليرا تزامنت مع درجات حرارة المواسم غير المعتادة وهطول الأمطار الناتجة عن ظاهرة إل نينيو في الفترة من 1904 إلى 1907”.

جائحة الكوليرا بين عامي 1899 و1923 وصفت بأنها السادسة منذ البداية في عام 1817، وقد وُصفت هذه الفترة بأنها كانت مميتة بشكل خاص في الهند والجزيرة العربية وشمال أفريقيا. وفي عام 1900، تم الإبلاغ عن 700 ألف حالة وفاة غير مسبوقة في مناطق مختلفة في جميع أنحاء الهند، التي كانت تقع تحت الحكم البريطاني.

البكتيريا المسببة للكوليرا تحت الميكروسكوب الإلكتروني (ويكيبيديا)
البكتيريا المسببة للكوليرا تحت الميكروسكوب الإلكتروني (ويكيبيديا)

تحليل النماذج المناخية

ربط الباحثون وقت هذه الأحداث المناخية غير العادية بنشوء سلالة غازية جديدة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في حالات الوفاة بين سكان الموانئ في كلكتا بالهند. بالإضافة إلى ذلك، قام الفريق بتحليل الظروف المناخية السابقة وبيانات الكوليرا المرتبطة بالجائحة المستمرة “إل تور”، التي بدأت في عام 1961.

وجد الكتاب أن الظروف المناخية في الماضي تشابهت في بعض الجوانب مع أحداث إل نينيو القوية التي تسببت في تغيرات في سلالات الكوليرا (سلالات جديدة تحل محل السلالات المهيمنة) خلال الوباء السابع المستمر. وفقًا لهيئة الصحة العالمية، يُسجل كل عام ما بين 1.3 إلى 4.0 مليون حالة من الكوليرا، وبين 21 ألفا و 143 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب الكوليرا.

استخدم الباحثون مجموعة واسعة من الأدوات الإحصائية والحسابية على السجلات التاريخية للظروف المناخية ووفيات الكوليرا في أنحاء مختلفة من الهند البريطانية خلال الجائحة السادسة للكوليرا، ثم استكشفوا الاحتماليات المستقبلية لظهور سلالات جديدة من الكوليرا نتيجة للتغيرات المناخية باستخدام نماذج التنبؤ بالمناخ، وفقًا للبيان الصحفي الذي نُشر على منصة “بلس” تقديمًا للدراسة “يوريك آلارت“. ووجدوا أن الزيادات التي تنجم عن تغير المناخ في التقلبات الجوية والظواهر القسرية قد تعزز فرص ظهور سلالات جديدة حتى نهاية القرن الحالي.

المأخوذ : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.