وول ستريت: واشنطن عرضت العفو على مادورو مقابل التنازل عن السلطة
وأوضحت الصحيفة في تقرير بقلم خوان فوررو وباتريشيا غاريب وكيغال فياس أن 3 أشخاص مطلعين على مداولات الإدارة الأميركية قالوا إن واشنطن ناقشت العفو عن مادورو وكبار مساعديه، وأكد أحدهم أن أميركا وضعت “كل شيء على الطاولة” لإقناع مادورو بالرحيل.
اقرأ أيضا
list of 2 items
أكاديمي أميركي: وصف ترامب لهاريس بأنها شيوعية يظهر قلقه الواضح
هل يستمر التوغل الأوكراني في روسيا؟
end of list
وقال شخص آخر إن الولايات المتحدة منفتحة على تقديم ضمانات بعدم ملاحقة شخصيات النظام وطلب تسليمها، بعد أن كانت وضعت مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو بتهمة التآمر مع حلفائه لإغراق الولايات المتحدة بالكوكايين.
وتمثل المحادثات وميض أمل للمعارضة السياسية الفنزويلية التي جمعت بدقة نتائج الناخبين التي أظهرت أن مرشحها الدبلوماسي السابق غير المعروف إدموندو غونزاليس هزم مادورو بأغلبية ساحقة في انتخابات 28 يوليو/تموز الماضي.
ورأت الصحيفة أن العمل الدولي قد يكون السبيل الوحيد لإجبار مادورو على التنحي بعد 11 عاما من الحكم الاستبدادي أدت إلى انهيار اقتصادي وعزلة دبلوماسية ونزوح ما يقارب 8 ملايين فنزويلي.
الجزرة بدل العصا
وقال مادورو للولايات المتحدة “لا تتدخلوا في الشؤون الداخلية لفنزويلا، هذا كل ما أطلبه”، في حين دعت واشنطن كلا من البرازيل والمكسيك وكولومبيا -التي يديرها زعماء يساريون متعاطفون مع مادورو- إلى أن تتخذ موقفا أكثر صرامة للضغط عليه.
وأشارت الصحيفة إلى أن مادورو لا يزال فاقد الثقة في واشنطن بغض النظر عمن يحكمها، علما أن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب قد يؤدي إلى إحباط المحادثات إذا ما أحيا سياساته العدوانية تجاه مادورو عندما فرضت إدارته عقوبات نفطية ودعمت حكومة فنزويلية في الظل للإطاحة بالنظام.
ورفضت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي التعليق على المفاوضات، لكنها قالت إن الولايات المتحدة تدعم الجهود الدولية للمطالبة بالشفافية بشأن فرز الأصوات، وستحدد الخطوات التالية على أساس المصالح الأميركية.
وقالت “نحن ندرس مجموعة من الخيارات لتحفيز مادورو والضغط عليه للاعتراف بنتائج الانتخابات”.
وقال جيف رمزي الخبير في شؤون فنزويلا بالمجلس الأطلسي إن إدارة الرئيس جو بايدن “تركز على جزرة عرض رفع الاتهامات مقابل محادثات انتقالية بدلا من عصا العقوبات”.
عد الأصوات أقنع واشنطن بالتحرك
تتفق محاولة الولايات المتحدة تقديم خيار لإنقاذ ماء الوجه لمادورو مع إستراتيجية المعارضة حسب الصحيفة، إذ تفضل المعارضة المفاوضات التي من شأنها أن تشمل ضمانات لقادة النظام والانتقال إلى حكومة غونزاليس.
وكانت المعارضة الفنزويلية قد استعدت شهورا لتوثيق ونشر حصيلة الأصوات، وقد قررت أن أفضل فرصة لديهم لتوثيق النصر هي الحصول على فرز ورقي لبطاقات الاقتراع التي تصدرها كل آلة تصويت فنزويلية، وهي متاحة قانونيا للجمهور.
ومع انتهاء التصويت لاحظ العاملون في مراكز الاقتراع فوز غونزاليس في كل محطة تلو الأخرى، حتى في حي كراكاس المسمى “23 يناير”، وهو معقل الحركة اليسارية الراديكالية التي حكمت لمدة ربع قرن، وقال أحد العاملين في مراكز الاقتراع “لم نصدق ذلك”.
طوفان من الأدلة
أرسل مراقبو الاقتراع النتائج إلكترونيا إلى المعارضة، واحتفظوا بنسخ مادية ونشروا العديد منها على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالفعل تمكن حلفاء النظام والجيش من طرد بعض مراقبي الاقتراع المعارضين والاستيلاء على أوراق الاقتراع في بعض المراكز، لكن ذلك لم يكن كافيا لوقف طوفان الأدلة.
وبعد فترة طويلة نسبيا من انتهاء التصويت التزم النظام الصمت على الرغم من أن نظام التصويت الإلكتروني الحديث في البلاد مصمم لإخراج النتائج بعد دقائق من إغلاق صناديق الاقتراع، ولم يعلن إلفيس أموروسو رئيس مجلس الانتخابات المقرب من مادورو فوز الرئيس إلا بعد منتصف الليل، دون أن يذكر أي دليل.
وأظهرت نتائج المعارضة أن غونزاليس فاز بعدد أكبر بكثير من الأصوات في كل ولاية فنزويلية وبنحو 300 من 330 مقاطعة.
وقالت جيني لينكولن -التي أشرفت على جهود مركز كارتر لمراقبة الانتخابات- إن أموروسو لم يقدم نتائج كل محطة على حدة كما يقتضي القانون الانتخابي.
وقامت المعارضة برقمنة هذه البيانات ونشرها على موقع إلكتروني يمكن لأي فنزويلي الوصول إليه، وقالت زعيمة المعارضة ماريا ماتشادو للصحيفة “لقد تمكنا من إظهار الحقيقة للعالم وما حدث في فنزويلا”.
رد النظام
ووصف مادورو (61 عاما) إستراتيجية المعارضة بالانقلاب وشن حملة قمع، مع تعهد نظامه بالتحقيق مع ماتشادو وغونزاليس، وقال إن أكثر من 2400 منشق ومحتج تم اعتقالهم، وحذر من أنه “لن يكون هناك تسامح”.
وهاجمت قوات الحرس الوطني وعصابات النظام شبه العسكرية المحتجين حسب الصحيفة، وفر الناشطون المناهضون للحكومة إلى كولومبيا، وقالت منظمة حقوق الإنسان (بروفيا) إن 24 شخصا لقوا حتفهم.
وقالت ماتشادو إن التغيير يمكن أن يأتي إذا تمكنت المعارضة من إبقاء أنصارها في الشوارع، ولكن عمدة كراكاس السابق -والذي كان مقربا من النظام- قال إن هناك عواقب لأولئك الذين يعارضون مادورو.
وأضاف “هذه لحظة يجب أن نحافظ فيها على هدوئنا، وأن نتحلى بالأعصاب الفولاذية”.