تصعيد لافت بجنوب لبنان ومساع دبلوماسية لمنع الحرب

Photo of author

By العربية الآن


أعلن حزب الله عن مهاجمته 5 مواقع إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية للبنان وفي تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة، وردت إسرائيل بعدد من الغارات على بلدات في جنوب لبنان، وفي حين قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي إن المنطقة أمام ما وصفها بفرص قلقة للدبلوماسية لمنع الحرب، اعتبر الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أن الحل الدبلوماسي بات مُلحا.

وقال حزب الله إن مقاتليه استهدفوا بالصواريخ تجمعا للجنود في حرش شتولا، وقصفوا موقعي البغدادي والرمثا والتجهيزات ‏التجسسية في موقع المطلة، كما استهدفوا ثكنة زبدين مؤكدا تحقيق إصابات في هجماته.

وقبل ذلك أعلن حزب الله اللبناني عبر تليغرام أنه استهدف التجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام، مشيرا إلى إصابتها بشكل مباشر. وذكر الحزب أنه هاجم تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من ثكنة ميتات، واستهدف أيضا انتشارا للجنود في محيط موقع السماقة في تلال كفرشوبا، وكذلك موقع رويسات العلم في نفس المنطقة. وأضاف حزب الله أنه استهدف قاعدة جبل نيريا، التي تشغلها قوات من لواء غولاني الإسرائيلي، باستخدام صواريخ الكاتيوشا.

ويأتي هذا بعد أن أطلق حزب الله أكثر من 40 صاروخا نحو شمال إسرائيل، حيث أكد الحزب استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية عدة، بما في ذلك “جبل الدير” وقاعدة “جبل نيريا” بصواريخ كاتيوشا.

ورصدت هيئة البث الإسرائيلية إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على بلدة المطلة، بدون تسجيل إصابات أو أضرار.

من جهة أخرى، أشارت هيئة البث إلى أنه تم رصد نحو 25 قذيفة في جبل ميرون ومحيطه في الجليل الأعلى في مناطق مفتوحة بدون وقوع إصابات خلال ساعات الليلة الماضية.

وفي وقت سابق من مساء أمس الثلاثاء، نقلت الهيئة سقوط حوالي 15 قذيفة في منطقة الجليل الأعلى، بعد سماع صفارات الإنذار في ديشون ومالكيا، بدون تسجيل أي خسائر بشرية.

غارات إسرائيلية

من جهته أفاد مراسل الجزيرة بوقوع غارة من مسيّرة إسرائيلية على محيط بلدة العباسية بقضاء صور جنوبي لبنان.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 10 أشخاص أصيبوا بينهم 3 بجراح خطيرة في قصف الاحتلال على بلدة العباسية جنوب لبنان.

كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على بلدة كفركلا، مستخدمة 3 قنابل ارتجاجية من طراز”إم كيه 84″ أو ما تسمى بـ”المطرقة” بسبب الضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها.

وشنت مقاتلة إسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب، وقصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدتي راشيا الفخار وحولا. كما استهدف القصف الإسرائيلي الليلة الماضية المثلث الحرجي بين رشاف والطيري وحداثا.

وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن الطائرات الإسرائيلية اخترقت على علو منخفض أجواء مدينة صيدا، وألقت بالونات حرارية وقنابل مضيئة فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل. كما انفجر صاروخ اعتراضي فوق البحر قبالة مدينة صيدا.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية الإسرائيلية حالة من القلق المتزايد من احتمال اتساع النزاع، في ظل استعدادات تل أبيب لردود فعل محتملة من إيران وحزب الله بعد اغتيال قيادات بارزة في حماس وحزب الله.

اللقاء الخاص مع ميقاتي
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (الجزيرة)

تصريحات ميقاتي

من جهته أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الأربعاء أن المنطقة أمام ما وصفها بفرص قلقة للدبلوماسية، واعتبر أن “التعنت الإسرائيلي يهدد مساعي وقف الحرب”.

وأشار ميقاتي خلال كلمة ألقاها في جلسة مجلس الوزراء إلى أن الحرب الإسرائيلية المستمرة في لبنان وقطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر أدت إلى “ثمن باهظ من أرواح شبابنا وأهلنا”، مؤكدا على حق لبنان في تحرير أرضه وحفظ سيادته.

وأدان ميقاتي بشدة مجزرة مدرسة التابعين التي ارتكبتها إسرائيل، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف هذه “الإبادة الجرمية المنظمة”.

كما شدد على أن لبنان ملتزم بمضامين القرار 1701 لمجلس الأمن الدولي، وتنفيذ كامل بنوده ومندرجاته من الجميع كمدخل لأي حل.

ومن جهته، أكد الموفد الرئاسي الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين اليوم الأربعاء أن الصراع بين حزب الله وإسرائيل قد طال أمده، مشددا على أهمية التوصل إلى حلول دبلوماسية سريعة.

جاء ذلك خلال تصريح له بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث أعرب هوكشتاين عن قلقه من استمرار التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مؤكدا على ضرورة تهدئة الوضع.

وأشار هوكشتاين إلى أن التوصل إلى حل دبلوماسي أصبح أمرا ملحا، موضحا أن الوضع الحالي يتطلب تدخلا دبلوماسيا للحيلولة دون تفاقم الصراع. وكان الموفد الأميركي قد وصل إلى بيروت في وقت سابق اليوم، في إطار زيارة تهدف إلى لقاء المسؤولين اللبنانيين ومناقشة سبل التهدئة على الحدود.

عدد القتلى المدنيين

في غضون ذلك أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن “قلقه العميق إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين والنزوح المتزايد نتيجة تصاعد الأعمال العدائية” على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وفي بيان رسمي، أفاد المكتب أن عدد القتلى المدنيين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفع بنسبة 20% ليصل إلى 120 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال. كما تم استهداف البنية التحتية المدنية بشكل متكرر، حيث تضرر أكثر من 12 محطة مياه، وهذا أثر على توفر مياه الشرب الآمنة لأكثر من 200 ألف شخص.

وأكد المكتب أنه وشركاءه مستمرون في تكثيف جهود الإغاثة، بما في ذلك تسليم 32 طنا من معدات الجراحة الطارئة والأدوية من منظمة الصحة العالمية.

كما أشار إلى أن النزوح مستمر على جانبي الخط الأزرق، مع زيادة النزوح في لبنان بنسبة 4% منذ 23 يوليو/تموز الماضي، حيث وصل إجمالي النازحين منذ أكتوبر/تشرين الأول إلى 102 ألف شخص.

ودعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، مشددا على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني.

ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة اللبنانية عن تسجيل 547 حالة وفاة و2312 إصابة جراء الحرب الإسرائيلية. وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.