استشهاد المقاومين أحمد أبو عرة ورأفت دواسي في جنين
في مساء يوم السبت الماضي، تمكنت القوات الإسرائيلية من اغتيال أحمد وليد أبو عرة ورأفت محمود دواسي، وهما قائدان في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعد عدة محاولات سابقة لفشلهما في اعتقالهما أو تصفيتهما.
في البداية، لم يتعرف أحد على جثتي الشهيدين، وظهرت تداولات بأسماء مختلفة، لكن الاحتلال أكد لاحقاً أنه استهدف مقاومين بارزين في حماس مسؤولين عن التخطيط والتنفيذ لعمليات ضد الاحتلال.
مجاهدان حتى آخر رمق
كتائب القسام أكدت في بيان نعت فيه الشهيدين أنهما كانا “مجاهدين قساميين لهما دور كبير” في العمليات، حيث كانا مسؤولين عن التخطيط وتنفيذ عدة عمليات نوعية، من ضمنها تفجير عربة نمر خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين في 27 يونيو/حزيران، مما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين.
كما نفذا عملية كمين في 23 يوليو/تموز 2024 من خلال تفجير ثلاث عبوات ناسفة قرب الجدار الحدودي مع الداخل المحتل، تسببت في إصابة ضابط إسرائيلي وجنديين. كما نفذا عملية قتل الجندي الإسرائيلي يهوناتان دويتش قرب قرية عين البيضاء في 11 أغسطس/آب.
وأكدت الكتائب أن “دماء قادتها الشهداء ستؤدي إلى شلال دم جديد للمحتل من خلال المزيد من العمليات النوعية التي سينفذها مجاهدو القسام بإذن الله”.
من جهة أخرى، وصف جيش الاحتلال في بيان له عملية الاغتيال بأنها تمت من خلال تعاون بين الجيش وجهاز الأمن العام، مشيرًا إلى أن أحمد أبو عرة كان متورطًا في عمليات مقاومة أخرى، بينما رأفت دواسي كان مسؤولاً عن البنية التحتية العسكرية لحماس في جنين.
في صباح اليوم التالي، انطلقت مسيرة تشييع الشهدين من أمام المستشفى الحكومي في جنين، وجابت شوارع المدينة التي أعلنت الحداد، حيث حمل المشاركون الجثامين على الأكتاف مرددين هتافات تمجد الشهداء، وحثوه على الانتقام.
مقاوم يحظى بالإجماع
أحمد وليد أبو عرة، الذي يبلغ من العمر 28 عامًا، وُلد في بلدة عقابا القريبة من مدينة طوباس لعائلة متدينة تتكون من عشرة أبناء. كان معروفاً بتدينه وعلاقته الوثيقة بالمسجد، حيث تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في البلد، ثم انتقل للعمل في مجال طلاء المنازل.
ابن عمه زيد أبو عرة وصفه بأنه محبوب بين الناس ولديه علاقات طيبة مع جميع سكان بلدته، وقد أظهر مقاومة لفكرة الفصائلية خلال كفاحه.
برز أحمد في أول عملية ضد الاحتلال في يوليو/تموز 2023، مما أدى إلى إصابة مستوطن إسرائيلي. تعرض بعد ذلك للملاحقة والضغط من قبل الاحتلال، حيث اعتقل والده ووالدته وشقيقه للاستفادة من ذلك للضغط عليه لتسليم نفسه.
أما الشهيد رأفت محمود دواسي، البالغ من العمر 28 عاماً، فقد وُلد في قرية سيلة الحارثية لعائلة ملتزمة، وكان معروفاً بحبه للتجارة واهتمامه بالمجتمع المحلي، حيث ارتبط بمسجد قريته وحصل على تكريم لحفظه القرآن الكريم.
رابط المصدر