سيناريو الحرب الإقليمية.. هكذا يبدو لو اشتعلت
تعرف الحرب الإقليمية، وفق دراسة لمؤسسة السلام الدولية، بأنها مجموعة من الصراعات بين دول مجاورة تتعاون في تعزيزها مما يطيل مدة هذه الصراعات، وغالباً ما ترتبط بقضايا سياسية وحدودية واقتصادية معقدة.
سيناريو المواجهة العسكرية يمكن رسمه كما يلي:
- الاشتباك الجوي
إذا اندلعت الحرب، فإنه من المتوقع أن تشهد البداية هجوماً جوياً من إيران، يتبعه رد فعل واسع من إسرائيل، مما يؤدي إلى تبادل القصف الجوي الذي يشارك فيه حلفاء كل طرف.
في هذه الأثناء، سيستهدف كل منهما الأصول الإستراتيجية للطرف الآخر، مثل مراكز القيادة ومفاعلات الطاقة والمطارات والقواعد العسكرية والموانئ، بالإضافة إلى شبكات الطاقة والاتصالات. الهدف هو تقويض الجبهة الداخلية للطرف الآخر ودفعه للاستسلام.
في هذا السياق، يسعى كل طرف لتوفير غطاء دفاعي جوي. تمتلك إسرائيل نظام دفاع جوي متعدد الطبقات، بالإضافة إلى دعم القوات الأمريكية والفرنسية في المنطقة، مما يوفر لها حماية نسبية، خاصة بالنظر إلى المسافة التي تحتاجها الصواريخ الإيرانية لقطعها، والتي تبلغ تقريباً ألفين كيلومتر.
لكن الصواريخ والطائرات المسيرة القادمة من جنوب لبنان تشكل تهديداً أكبر بسبب قربها من العديد من الأهداف الحيوية في إسرائيل.
من جهة أخرى، تسعى إيران، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست من 15 أبريل 2024، لامتلاك طائرات سوخوي 35 الروسية ومنظومة الدفاع الجوي إس-400، لتقليل الأضرار التي يمكن أن تلحقها الحرب بأصولها الاستراتيجية.
من المحتمل أن تكون موافقة روسيا على تزويد إيران بهذه الأسلحة نتيجة لتحسن العلاقات العسكرية بينهما خلال الحرب الروسية الأوكرانية، وللأزمة التي تواجهها موسكو من جراء زيادة التسليح الغربي لأوكرانيا، مما قد يتيح لها الفرصة لاستنزاف خصومها في أي مواجهة إقليمية محتملة.
تنتج روسيا أيضاً أنظمة الدفاع الجوي إس-400 وإس-500، التي تشكل تهديداً فعّالاً لطائرات الولايات المتحدة وحلفائها.
سيناريو
في سيناريو تفصيلي أعدته شركة “إس أند بي غلوبال” عام 2021 لصراع محتمل بين الولايات المتحدة وإيران، توقعت الشركة أن تركز الضربات الأولية على المنشآت النووية الحيوية، مثل فوردو ونطنز ومحطة آراك. وتسبق هذه الضربات عمليات تخريب سرية كبيرة لتجهيز الأرض لاعتماد هجمات إلكترونية.
وفي حال توسع الصراع، من المتوقع أن تشن الولايات المتحدة وإسرائيل هجمات صاروخية وسبرانية على قواعد الحرس الثوري الإيراني بهدف تعطيل الأصول البحرية والجوية المنتشرة على طول الخليج.
كما قد تستهدف الضربات البنية التحتية للاتصالات وصناعة الدفاع والفضاء، وكذلك الموانئ التي تصدر النفط والغاز.
ومن المحتمل أيضاً أن ترد إيران باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة وقوات بحرية تستهدف القواعد الأمريكية في الخليج.
فيما يتعلق بالاشتباك البحري، فإن البحر يعد ساحة مهمة للصراع نظراً لأهميته العسكرية والاقتصادية.
وفي حالة انخراط إيران في الحرب، من المحتمل أن تسيطر على مضيقي باب المندب وهرمز وتستهدف السفن التجارية المرتبطة بالولايات المتحدة.
إذا شارك حزب الله اللبناني في النزاع، قد يستهدف السفن العسكرية الإسرائيلية ويستخدم صواريخ موجهة ضدها.
- الاشتباك البري
الاشتباك البري يعد المرحلة المتقدمة من الصراع، وقد تحدث مناوشات مبكرة ضد القوات الأمريكية.
في العراق، يتواجد حوالي 2500 جندي أمريكي، مما يعكس المخاوف على سلامتهم وسط تصاعد التوتر.
من المتوقع أن تشمل المواجهات البرية لاحقًا جنوب لبنان وشمال الأراضي الفلسطينية، وفي حال قرر حزب الله توسيع نطاق الحرب، فسيكون هناك تأثيرات كبيرة على النشاط العسكري الإسرائيلي.
سلوك الحلفاء
تتأثر سير الأحداث بشكل كبير بسلوك الأطراف الدولية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين.
في حالة تعرض إسرائيل لأي هجوم من إيران، فإنه من المتوقع أن تدافع الولايات المتحدة عنها، لكن في حال تصاعد الأمور، قد تتدخل بشكل أكبر في الصراع.
وعلى الرغم من تعاطف روسيا والصين مع إيران في الساحة الدبلوماسية، إلا أنهما لا ترغب في الانخراط المباشر في القتال.
التداعيات المحتملة للحرب
إذا ما توسعت الحرب واستمرت لفترة طويلة، فمن الممكن أن تتسبب في تغييرات جيوسياسية عميقة، مثل انهيار أنظمة في الدول المعنية أو إعادة تشكيل الحدود.
هذا السيناريو قد يؤدي إلى زيادة معدلات النزوح والأزمات الإنسانية الناتجة عن نقص الموارد.
وبحسب تقرير معهد التمويل الدولي في 15 فبراير 2024، من المرجح أن يتسبب التصعيد في زيادة التضخم وتأخير الحلول النقدية في الدول الكبرى، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي.
الطاقة والنفط
يمكن أن يؤثر انقطاع الإمدادات النفطية على أسعار الطاقة بشكل ملحوظ. يفترض التقرير أن أسعار النفط والغاز سترتفع بنسبة 40% في عام 2024، مما يزيد من تكاليف الشحن والتأمين.
أيضاً، قد تتأثر اقتصادات دول الشرق الأوسط نتيجة تفاقم الأزمات الاقتصادية بسبب توسيع نطاق العمليات العسكرية.
ختاماً، فإن النزاع الإقليمي المحتمل قد يغير المشهد الجيوسياسي لدول المنطقة ويؤدي إلى تداعيات عالمية، خاصة إذا استغلت الدول الكبرى الفرصة لتغيير المعادلات في محيطها الخاص.
رابط المصدر