ما هو القمر الأزرق العملاق الذي سيضيء سماء العالم العربي الليلة؟
يعتبر القمر الأزرق ظاهرة حسابية تعتمد على الفرق بين طول الشهور القمرية والميلادية، وليس له علاقة بلون القمر، حيث لا يتغير لون القمر إلى الأزرق في تلك الليلة.
للأسف، فإن بعض هواة الفلك اعتادوا على إضافة اللون الأزرق إلى صور القمر التي تُلتقط في ليالٍ مثل هذه، مما دفع البعض للاعتقاد بأن القمر يصبح أزرقاً، وهو أمر غير صحيح.
ماذا يعني القمر الأزرق؟
هناك نوعان من الأقمار الزرقاء. يشير “القمر الأزرق الموسمي” إلى البدر الثالث في فصل معين (وفي هذه الحالة هو فصل الصيف) عندما يمر خلاله 4 بدور مكتملة، وفقاً لوكالة ناسا. الصيف الحالي بدأ في 20 يونيو، وتوالت البدور في 22 يونيو، و21 يوليو، بينما سيكون البدر الثالث في 19 أغسطس، والبدور التالية قبل نهاية الصيف في 18 سبتمبر.
أما “القمر الأزرق الشهري”، فهو البدر الذي يحدث مرتين في شهر ميلادي واحد. تستغرق دورة القمر حوالي 29.5 يوماً، مما يعني أن معظم الأشهر بها بدر واحد فقط. ومع ذلك، يحدث تقريباً مرة كل 2.5 إلى 3 سنوات أن يدخل زمان البدرين في نفس الشهر، حيث يُسمى الثاني بـ”القمر الأزرق”.
حسب وكالة ناسا، يظهر القمر الأزرق كل عامين إلى 3 أعوام تقريباً، وكانت آخر ظاهرة في أغسطس 2021، بينما ستكون التالية في مايو 2027.
ما أصل تسمية القمر الأزرق؟
تعود تسمية “القمر الأزرق” لعدة قرون، حيث استخدم المصطلح لأول مرة في الأدب الإنجليزي في القرن السادس عشر للإشارة إلى شيء نادر أو غير عادي.
انتقلت هذه التسمية إلى ثقافة المزارعين في ولاية ماين بأمريكا، حيث استخدموها للإشارة إلى تلك الظاهرة النادرة للبدر.
في ذلك الحين، اعتمد الناس حول العالم على القمر والشمس والنجوم لتحديد مواعيد الزراعة وجني المحاصيل، حيث لم يكن هناك تقويم محدد، لذا أُطلق أسماء مختلفة على الظواهر المتنوعة للقمر.
على سبيل المثال، سمي البدر الذي يظهر في يناير بـ”بدر الذئاب”، وفي فبراير بـ”بدر الثلوج”، وفي يونيو بـ”بدر الفراولة”، وهكذا كانت كل تسمية تشير إلى ظاهرة معينة تمت بالاعتماد على الوقت والموسم.
لِمَ يُسمى قمراً عملاقاً؟
يُعرف القمر الأزرق في 19 أغسطس أيضًا بـ”القمر العملاق”، ويرتبط هذا الاسم بالشكل البيضاوي لمدار القمر حول الأرض، والذي يقترب من الأرض في بعض الأوقات ويبتعد في أوقات أخرى.
القمر العملاق هو ظاهرة تحدث عندما يتزامن بدراً مع قرب القمر من الأرض، مما يجعله يبدو أكثر سطوعًا وكبرًا بشكل واضح. إنها ظاهرة رائعة يمكن مشاهدتها بالعين المجردة.
في 19 أغسطس، سيظهر القمر بدراً في الساعة 21:26 بتوقيت الدوحة، بينما ستكون أقرب نقطة للقمر من الأرض في 21 من الشهر الجاري في الساعة 8:05 بتوقيت الدوحة.
من المهم ملاحظة أن القمر لا يظهر بشكل عملاق كما يظهر في الصور على الإنترنت، إذ تلتقط تلك الصور باستخدام تقنيات خاصة حيث يقف المصور بعيداً عن المباني أو المرتفعات. بالرغم من كون القمر يبدو عملاقًا، إلا أن بإمكانك تغطيته بإصبعك، لأن مساحته في السماء هي 0.5 درجة فقط، ويمكنك تجربة ذلك في أي ليلة.
ستستمر ظاهرة القمر العملاق هذا العام لمدى 4 شهور متتالية، لكن القمر العملاق في سبتمبر سيكون الأكثر تميزًا، حيث يتزامن البدر مع أقرب نقطة من القمر للأرض خلال عام 2024.
رابط المصدر