أسباب استهداف الاحتلال للأطفال والنساء في عمليات الإبادة في غزة؟

Photo of author

By العربية الآن



لماذا يستهدف الاحتلال الأطفال والنساء في إبادة غزة؟

SENSITIVE MATERIAL. THIS IMAGE MAY OFFEND OR DISTURB Bodies of Palestinian children killed in an Israeli strike, amid the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Islamist group Hamas, lie wrapped in white shrouds at Abu Yousef al-Najjar hospital in Rafah, in the southern Gaza Strip, January 11, 2024. REUTERS/Mohammed Salem
جثث الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في غارة إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
لا يُعد استهداف جيش الاحتلال للأطفال والنساء الفلسطينيين أمراً جديداً، سواء من خلال القتل أو الاعتقال. هذه الظاهرة ليست غريبة على عقل الاحتلال الذي يرتكب جرائم إبادة وجرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني. فمنذ عام 1948، وتحديداً منذ النكبة، وضعت قوات الاحتلال الأساليب الاستراتيجية لإبادة من تبقى من الشعب الفلسطيني في أرضه.

تشير الوقائع إلى أن السنوات التي يزداد فيها العدوان على قطاع غزة ترتفع فيها أعداد الشهداء من الأطفال والنساء بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الأخرى

هذه السياسة مستمرة حتى اليوم، وتعكس تصورًا قائمًا على الإبادة والتطهير العرقي. العدوان الحالي على قطاع غزة يشهد استمرارية في قتل الأطفال والنساء والشيوخ بشكل وحشي دون أي التزام بقيم إنسانية أو أخلاقية. وفقاً لسجل الاحتلال الإجرامي، يظهر أن التصرفات التي يقوم بها لا تعكس الإنسانية، بل تستند إلى فتاوى بعض الحاخامات اليهود المتطرفين الأكثر تطرفاً، الذين يروجون لقتل الأطفال والنساء على أساس الخوف من مقاومتهم اللاحقة.

استهداف الأطفال والنساء

لطالما كان الأطفال والنساء في فلسطين وقطاع غزة هدفاً رئيسياً لقوات الاحتلال، والبيانات تشير إلى أن السنوات التي ازدادت فيها عمليات العدوان على غزة شهدت ارتفاعاً كبيراً في أعداد الضحايا من بينهم. العدوان على المنازل الآمنة بما يسبب قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين – النساء والأطفال – يدل على مدى إجرام آلة الحرب الإسرائيلية، وأيضاً على انشغالات الاحتلال بالتعداد الديمغرافي حيث يسعى أن تكون لديه كثافة سكانية أكبر من الفلسطينيين.

يستهدف الاحتلال المنازل بالصواريخ والقنابل، ويريد بذلك تحقيق أكبر قدر من الخسائر بين المدنيين لإرهاب الشعب الفلسطيني، ومحاولة منع ولادة جيل جديد من المقاومين. العدوان الوحشي على قطاع غزة بالإضافة إلى القصف العشوائي يهدف بشكل واضح إلى إحداث حالة من الخوف والرعب بين السكان.

ذكر الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق يوم الثلاثاء 13 أغسطس/ آب 2024، مقتل الرضيعين، آسر وأسيل محمد أبو القمصان، وهما توأمان لم يتجاوز عمرهما أربعة أيام، حيث استشهدا مع والدتهما “جمان” وجدتهما في قصف الاحتلال الذي استهدف شقة سكنية في دير البلح وسط غزة.

تقرير المرصد الأورومتوسطي عن أطفال غزة

كشف تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن إحصائيات مروعة، حيث أكدت أن قوات الاحتلال قتلت حوالي 2100 رضيع فلسطيني ممن تقل أعمارهم عن عامين منذ بداية جرائم الإبادة التي تقوم بها “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. العدد الكلي للأطفال الذين فقدوا حياتهم وصل إلى نحو 17 ألف طفل، وهو ما يُعتبر رقماً غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديثة.

تشير البيانات إلى نمط منهجي يقوم على استهداف الأطفال بشكل متعمد ودون توقف، وهو ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان. كما أكدت التقارير على تفشي حالات تعذيب للأطفال، حيث تعرض العديد منهم لبتر الأطراف أو موتهم نتيجة القصف العشوائي المستمر الذي يستهدف الأحياء السكنية ومرافق الإيواء.

واستذكر المرصد الأورومتوسطي حادثة مقتل الرضيعين آسر وأسيل، اللذان قضيا في هجوم على منزلهما أثناء ذهاب والدهما لاستخراج شهادة الميلاد. هذا الحادث يشير רק إلى حجم الفزع والخراب الذي يعاني منه المواطنون في قطاع غزة تحت الاحتلال.

يُظهر تقرير المرصد أن استهداف المدنيين في غزة لا يمت بصلة إلى أي من قواعد الحرب المتبعة، بل على العكس، هو ينطوي على مستوى عالٍ من التدمير المتعمد. ومع تكرار تلك الهجمات، تظل أعداد الضحايا من الأطفال في تزايد مستمر، مما يطرح تساؤلات حول النزاهة الإنسانية للقوات المعتدية وقلقاً عميقاً تجاه الفئات الضعيفة.

ما نشهده من حرب إبادة في قطاع غزة هو خير دليل على جرائم الاحتلال وإرهابه المنظم، دون وازع من رحمة، مما يجعل الضحايا من الأطفال والنساء يزدادون يومياً.

تنكُّر الاحتلال للقانون الدولي

تاريخ الاحتلال مليء بالجرائم، بدءًا من السبعينيات وصولًا إلى الآن، حيث أصبح استهداف الأطفال والنساء نقطة رئيسية في سياسة الحرب الممنهجة. هذه الأفعال تمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي ولقواعد وأعراف الإنسانية، مما يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلاً.

لعل مما يبرز القيم الإنسانية المتناثرة في عالمنا اليوم، أن هناك ضرورة ملحة لوقفة فعلية ضد العنف الممنهج الممارس على الشعب الفلسطيني. دون ذلك، يبقى المدنيون، وبشكل خاص الأطفال والنساء، عرضة للمخاطر بينما يتنكر الاحتلال لكل المعايير الطبيعية للسلام.

تبقى الحقيقة التي يجب على الجميع إدراكها أن الشعب الفلسطيني سيبقى متجذرًا في أرضه، وأنه سيواصل السعي نحو الحرية والتحرير، بالرغم من كل محاولات الإبادة والتخويف التي يواجهها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.