بنغلاديش: من الاحتجاجات إلى صراع التأثيرات بين الهند وباكستان

Photo of author

By العربية الآن



بنغلاديش.. من الاحتجاجات إلى دوامة التجاذبات الهندية الباكستانية

1724074807 700 بنغلاديش من الاحتجاجات إلى صراع التأثيرات بين الهند وباكستان
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (يمين) ورئيسة وزراء بنغلاديش السابقة حسينة واجد (رويترز)
أفادت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن رئيسة وزراء بنغلاديش، الشيخة حسينة، قدمت استقالتها بعد 15 عامًا من الحكم، وذلك في أعقاب الاحتجاجات ضد حكومتها. وقد استخدمت مروحية عسكرية للهروب إلى الهند، حيث استقبلها مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، وقد يُسمح لها بالحصول على اللجوء هناك، مما قد يؤثر على العلاقات مع الحكومة الجديدة في بنغلاديش.

لا يعتبر استقبال الهند للشيخة حسينة بالأمر الجديد، حيث حافظت حكومتها على علاقات جيدة مع نيودلهي على حساب النفوذ الباكستاني. ورغم ما ذكرته الصحيفة أن هذا الاستقبال قد يؤثر على العلاقات الهندية مع الحكومة المقبلة، إلا أن الهند غالبًا ما تولي اهتمامًا أكبر لمستقبل العلاقات الثنائية بدلاً من الأسماء التي تتولى الحكم، وهذا يعود لمصالح الهند القومية المرتبطة ببنغلاديش.

يُظهر استقبال الهند للشيخة حسينة أن العلاقة بين البلدين ليست مبنية على تحركات دبلوماسية فحسب، بل هي علاقة استراتيجية تشكل جزءًا من صراع النفوذ بين الهند وباكستان.

هربت الشيخة حسينة بعد أيام من الاحتجاجات التي انطلقت بسبب الأوضاع الاقتصادية، حيث كانت الشعارات المرفوعة تطالب بتصحيح السياسات الحكومية المسببة للفقر. ورغم أن المطالب قد تبدو للوهلة الأولى اقتصادية، إلا أن المجلة تشير إلى أن هذه الاحتجاجات تتعدى ذلك لتدخل في صراع دولي أوسع، مما يعكس انقسامًا أكبر بين الفرقاء على الساحة.

استقبال الهند للشيخة حسينة يحمل دلالة واضحة بأن العلاقة بين البلدين ليست مجرد تبادل دبلوماسي، بل هي تتعلق بالصراع الاستراتيجي بين الهند وباكستان.

المشاهد التي جرت في دكا، من إطلاق نار على المتظاهرين إلى اقتحامهم مقر الحكومة، تشير إلى تراجع النفوذ الهندي في بنغلاديش، خاصة بعد حل البرلمان وتعيين الرئيس محمد شهاب الدين لمحمد يونس، الحائز جائزة نوبل، لقيادة حكومة مؤقتة، مما يعد تحولًا مفاجئًا يمكن أن يشكل تحديًا للهند.

تاريخيا، ترتبط الهند وبنغلاديش بعلاقات راسخة، حيث لعبت الهند دورًا بارزًا في استقلال بنغلاديش عن باكستان عام 1971. وقبل الاحتجاجات، كانت نيودلهي مستعدة لدعم بنغلاديش بمساعدات اقتصادية وعسكرية بسبب مخاوفها من وصول الإسلاميين المرتبطين بباكستان للحكم، حيث تعتبر كلا الدولتين ذات أغلبية مسلمة في جنوب آسيا.

هل ستستغل نيودلهي الصراعات الدينية الناتجة عن الانفلات الأمني تجاه الأقليات، وتتدخل عسكريًا مثلما فعلت روسيا في أوكرانيا تحت حجة حماية الهندوس هناك؟

مع استقالة حسينة، تثير الهند مخاوف بشأن طبيعة الحكومة القادمة، خاصة أن حزب “رابطة عوامي” قد لا ينجح في استعادة السلطة خلال الانتخابات القادمة بسبب قمع الحكومة السابقة. هذا الوضع يفتح المجال لدخول البلاد في صراعات نفوذ إقليمي، بين باكستان الساعية لتقليص النفوذ الهندي، ونيودلهي التي يقودها زعيم قومي هندوسي.

لا يخفى على أحد أن الهند تطمح لتحقيق دور إقليمي واضح، حتى تصبح جزءًا من صناع القرار عالميًا. في ظل الظروف الحالية، تواجه نيودلهي تحديات جديدة، خصوصًا إذا فقدت حليفًا مثل بنغلاديش، مما سيعكس سلبيًا على طموحاتها الإقليمية ويتيح لأعدائها استغلال الفوضى لإعادة تشكيل المشهد في البلد.

دخلت بنغلاديش في حالة فوضى سياسية بعد سقوط الحكومة، مما جعلها عرضة للتدخلات الإقليمية والدولية. ومن المحتمل أن لا يتوقف التدخل عند الحدود الهندية، خاصة بعد هروب الشيخة حسينة الذي يعد نكسة في الاستراتيجية الهندية.

فهل ستستغل نيودلهي الصراعات الدينية الحاصلة بعد انفلات الأمن بشكل غير مسبوق بحق الأقليات، وتتدخل عسكريًا كما فعلت روسيا في أوكرانيا تحت شعار حماية الهندوس؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.