ضجيج لا يهدأ.. كيف غير البشر من سلوك عالم الحيوان؟
قدمت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ديكين في أستراليا، ونُشرت في دورية “ساينس“، أدلة إضافية حول الآثار السلبية للضوضاء المرورية على الطيور، وخصوصاً على البيض والطيور الصغيرة.
اقرأ أيضا
list of 4 items
الأسماك تقع فريسة للإدمان.. كيف وصلت المخدرات إليها؟
تلوث الهواء يهدد النحل والفراشات بشكل غير مسبوق
المينا الهندي.. طائر عدواني شرس يغزو العالم العربي
التلوث الضوئي يهدد مدننا بشكل لم نتصوره
end of list
في دراسات سابقة، اختبرت تأثير الضوضاء على الطيور الصغيرة ووالديها، وثبت أن تلوث الضوضاء يسبب ضغطاً وتوتراً ويؤثر على تواصلها. لكن لم يكن واضحاً ما إذا كان هذا الضغط بسبب الضوضاء نفسها أو بسبب تعطيل البيئة المحيطة بها.
صحة الطيور ونموها منذ أن كانت أجنة.
مخاطر على صغار الطيور
تظهر النتائج أن الآثار السلبية لا تتوقف عند حد تعرض الطيور للضوضاء، بل تؤثر سلباً على نموها ولياقتها في مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى احتمالية موت الجنين أثناء التعرض للضجيج.
ألمانيا أكدت أن الضوضاء تؤثر على مستويات هرمونات التوتر لدى الطيور، حيث كان هناك انخفاض كبير في مستويات الكورتيكوستيرون خلال فترة التكاثر عند الطيور التي تعيش في بيئات مزدحمة.
المزيد عن الآثار السلبية
تشير دراسة سابقة أجريت عام 2015 أيضاً إلى أن الضوضاء الناتجة عن حركة المرور تؤثر على عدد الطيور وتنوعها، حيث كانت توجد علاقة واضحة بين الضوضاء والطيور بالقرب من الطرق المزدحمة.
أظهرت النتائج أن الطيور تتجنب المناطق الصاخبة، بينما لم يكن هناك تأثير كبير على الأنواع المختلفة التي تعيش بعيداً عن الضجيج.
آثار على نطاق أوسع
يؤثر الضجيج البيئي على التواصل الصوتي بين الكائنات الحية، حيث يمكن أن تتداخل الضوضاء الناتجة من الأنشطة الصناعية مع الاتصالات الحيوية، مما يؤدي إلى عدم نجاح عمليات التزاوج وهجرة الأنواع البحرية.
تتسبب الضوضاء في صعوبة التواصل كمثل الأصوات المميزة التي تستخدمها الحيتان زرقاء الطرق لتشتيت بعض الطيور البحرية، فضلاً عن تعرضها لحوادث نتيجة تداخل السفن مع مسارها.
حتى على اليابسة، فإن الطيور تتأثر بالضجيج، حيث يمكن أن يتسبب التلوث الضوضائي في اختفاء الأصوات اللازمة لجذب رفاقها ودفاعها عن أراضيها.
بالإضافة إلى ذلك، يُشير الضغوط الناتجة عن الضوضاء إلى أن الحيوان يصبح أكثر عرضة لمخاطر الأمراض وضعف المناعة. في عام 2021، أظهرت دراسة عن عصافير الحمار الوحشي أن الضوضاء تؤثر على قدرة الطيور الصغيرة على التعلم في فترات نموها الحساسة.
طبيعة التغريدات الخاصة بالطيور تحتاج إلى التعلم المبكر، حيث يتأثر أداؤها بالجودة البيئية. قد تظهر الفجوات والتأخيرات في تطور الأغاني بسبب الضجيج في المناطق الحضرية، مما يؤثر على تطور الطيور على مدى الأجيال.
تشير الأدلة إلى أن التلوث الضوضائي أقرب إلى مصادر القلق بالنسبة للحياة البرية، مما يؤكد ضرورة اتخاذ التدابير الضرورية للحد منه.
هذه النتائج تدعو صناع السياسات إلى التفكير في أهمية إدارة الفضاءات الصوتية ومعالجة القضايا البيئية بجدية. يحتاج البشر والبيئة البرية إلى العمل معًا لحماية التنوع البيولوجي.
في الختام، تبقى هناك حاجة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تطرحها الضوضاء على البيئة، مثل سياسات تشجع على استخدام وسائل النقل المستدامة والتخطيط الحضري الذي يجعل الحياة البرية جزءًا من استراتيجيات التنمية.
رابط المصدر