تفجير تل أبيب يعيد إسرائيل إلى هواجس “العمليات الاستشهادية”
واعتبرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الحادث “عملية عدائية”، مشيرة إلى أنه تم استخدام عبوة ناسفة تزن 8 كيلوغرامات من المتفجرات تم نقلها على ما يبدو من منطقة نابلس في الضفة الغربية. وقد استشهد المنفذ الذي كان يحمل العبوة في حقيبة ظهر، بينما لقي إسرائيلي مصرعه وأصيب آخر بجروح متوسطة.
تزايدت المخاوف الأمنية بعد إعلان حركتي حماس والجهاد الإسلامي تبني عملية التفجير، الأمر الذي يعزز المخاوف من عودة العمليات الاستشهادية إلى داخل التجمعات الإسرائيلية.
تأهب أمني
وفي تعليقه على رفع حالة التأهب الأمني، قال قائد شرطة منطقة “أيالون” حاييم بوباليل، “إنه من المعجزة ألا يحدث الانفجار في كنيس أو مركز تجاري قريب، حيث كان من الممكن أن ينجم عنه سقوط عشرات القتلى”.
وأضاف أن استخدام العبوة الناسفة يعد أسلوباً لم يشهدوه منذ سنوات، وأن الحادث كان يمكن أن يتحول إلى كارثة أكبر لو كانت العبوة قد انفجرت في وقت آخر.
يتفق المحللون الإسرائيليون على أن فصائل المقاومة الفلسطينية تسعى في ظل تصاعد الحرب على غزة إلى توحيد الساحات في القطاع والضفة الغربية، مما يثير القلق من تصعيد العمليات في الضفة الغربية.
من جهته، اعتبر المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوآف زيتون، أن تفجير تل أبيب يظهر إمكانية عودة العمليات التفجيرية إلى قلب المدن الإسرائيلية، مشيراً إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً في المسار الأمني.
استذكر زيتون الحوادث السابقة مثل انفجار حديقة “اليركون” في تل أبيب، مما أثار مخاوف من عودة العمليات التفجيرية بشكل خطير في مناطق الخط الأخضر.
وحدة الساحات
من جانبها، أشارت مراسلة القناة الإسرائيلية 12، سبير ليفكين، إلى أن تبني حماس والجهاد الإسلامي للعملية قد زاد من المخاوف من عودة العمليات الانتحارية، مشيرة إلى أن ذلك يحظى بدعم شعبي فلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفقاً لتقييمات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ترى ليفكين أن حماس والجهاد الإسلامي تحاولان توحيد الجبهات بين غزة والضفة، مع سعيها لتصعيد شامل في الضفة الغربية، تحت ضغط من إيران.
تكمن رغبة طهران وفصائل المقاومة في جعل الوضع أكثر تعقيدًا على كيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال فتح ساحات جديدة للصراع.
حول تهديد كتائب القسام، لفتت ليفكين إلى استخدام مصطلح “العمليات الاستشهادية”، مما يعيد للأذهان فترة الانتفاضة الثانية حينما كانت حماس والجهاد تتعاونان في تنفيذ هجمات معقدة داخل إسرائيل.
قرارات بطيئة
في ضوء هذه المعطيات والتهديدات بتنفيذ عمليات تفجيرية، يرى مراسل الشؤون الأمنية في موقع “زمان يسرائيل”، أرييه أغوزي، أن على إسرائيل اتخاذ خطوات سريعة لمنع تلك العمليات.
أوضح أغوزي أن تفجير تل أبيب يذكر الأذهان بفترات سابقة شهدت فيها مدن مثل القدس وتل أبيب تفجيرات أودت بحياة العشرات.
لمنع حدوث تفجيرات أخرى داخل الخط الأخضر، يعتقد أغوزي أن إسرائيل بحاجة إلى فرض طوق أمني وحصار كامل على الضفة الغربية. وعبّر عن قلقه من “الإجراءات البطيئة وغير المرضية” التي تتخذها السلطات رغم التصعيد الأمني المستمر.
أضاف أن الجيش وقوات الأمن الأخرى مشغولون حاليًا بتحديات على جبهات متعددة، مما يزيد من احتمالية وقوع هجمات داخل العمق الإسرائيلي.
يرى أغوزي أن حرية تنقل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى المناطق الإسرائيلية تشكل تهديدًا إضافيًا، مما يتطلب اتخاذ قرارات مشددة من الحكومة الإسرائيلية.
رابط المصدر