التحديات التي تواجه الأمة وحركة الأهلة الخضراء!
استغل المواطنون هذه الفكرة، بقيادة الممثل الكوميدي بيبي غريللو ورجل الأعمال جيانروبرتو كاساليجيو، واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لنقل هذه الفكرة وإيصال صوت الطبقات المهمشة التي ازدادت في المجتمع بسبب السياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة.
تظل أولويات السياسات الوطنية عقبة أمام تحقيق هذه الوحدة أو التكامل، حيث قد تتعارض مصالح بعض الدول مع مصالح الدول الأخرى، وحتى تتسبب، كما يرى السياسيون، في المساس بأولويات الأمن الوطني واستقلاليته.
وبعيدًا عن الصراعات الأيديولوجية، اعتمدت الحركة الأسس المشتركة كميثاق يجمع مختلف شرائح المجتمع، فأطلقت أهدافًا تسعى لتحقيقها تتمثل في الشفافية والحوكمة. فالحركة في جوهرها تعارض الفساد السياسي وتسعى نحو إدارة وطنية أكثر شفافية. هذه المطالب تحظى بالإجماع، إذ تسهم الشفافية في تعزيز الرقابة الذاتية وتحقيق متابعة دقيقة من الشعب، بينما تساهم الحوكمة في تقويض الفساد من جذوره.
كما سعت الحركة إلى حماية البيئة وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والحفاظ على الموارد الطبيعية، إضافة إلى رفع كفاءة الاقتصاد المحلي وتنمية المشاريع الصغيرة وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا. ومن أبرز أهدافها تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال مكافحة الفقر وتعزيز الرفاه الاجتماعي.
لقد كانت محاولات الاتحاد بين البلدان الإسلامية محل بحث، بسبب الإخفاقات التي واجهتها في كل نمط تأسس بين دولتين أو أكثر، ناهيكم عن العوائق على المستوى المنظمات على مدى المئة عام الماضية، وهي قضايا تشمل مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
وجود الجماعات التي تعتمد العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها يعزز من احتمالية فشل أي مشروع يهدف للوحدة أو النهضة بين الدول الإسلامية.
وعلى ما يبدو، فإن أولويات السياسات الوطنية تشكّل عقبة أمام هذا التكامل، حيث إن مصالح بعض الدول قد تتنافى مع مصالح الآخرين، بالإضافة إلى الضغوط الدولية والتدخلات الخارجية التي تعاود تعقيد جهود الوحدة، وهو ما يؤثر سلبًا على التكامل الاقتصادي ويعمق من فجوة التنمية بين الدول الغنية بالموارد وتلك التي تعاني من نقص فيها، إلى جانب التبعية الاقتصادية، كما هو الحال مع “البترودولار”.
تعتبر التحديات الأمنية من أبرز العوائق التي تحول دون تحقيق الوحدة، حيث تعاني العديد من الدول الإسلامية من صراعات داخلية وإقليمية، تؤسس لنزاعات حول حدود وضعتها الاستعمار. علاوة على ذلك، فإن وجود الجماعات العنيفة يعزز من فشل أي مشروع للوحدة أو النهضة بين الدول الإسلامية.
إضافة إلى ذلك، يواجه ضعف القيادة ونقص الإرادة الحقيقية لمعالجة هذه القضايا تحديات إضافية تحول دون تحقيق الوحدة. كما أن عدم وجود رغبة صادقة لخوض المعارك ضد هذه التحديات يعد عقبة رئيسية أمام تحقيق الأهداف المنشودة.
على الرغم من ذلك، تبقى الوحدة حلمًا يتطلع إليه كل من يشعر بالانتماء لأمته ويسعى من أجلها، رغم وجود العديد من النماذج التي فشلت في تجسيد هذا الحلم. وقد قدمنا شرحًا وافيًا للتحديات التي تعيق الوحدة، وبالتالي سيكون من غير المجدي التوقف عند أمثلة عديدة لفشل هذه المحاولات.
لنبدأ بصناعة نواة صلبة تمهّد الطريق لمشروع الوحدة الذي ننشده، إذ تُعد هذه الخطوة واحدة من أهم الخطوات نحو تحقيق هذا المشروع.
لذا، فإن التجارب الرسمية التي لم تنجح يجب ألا تعيق الحلم، مادام الحالم يمتلك الإرادة الحقيقية لتحقيق ذلك، والجديّة في مواجه التحديات. هذه التجربة الفريدة تنطوي على حلاوة لا يدركها إلا من لا يرضى بما هو أقل من الرفعة، ويعتبر أن التحدي وسيلة للوصول إلى غايات ترتقي إلى مستويات أسمى.
نموذج حركة النجوم الخمسة الذي تناولناه في بداية المقال يظهر بسهولة على المستوى المحلي والإقليمي، وصولاً إلى فكرة التكامل الشعبي الإسلامي، بعيداً عن مصالح الحكومات والضغوط الخارجية.
إن إنشاء النواة الصلبة لمشروع الوحدة يمثل خطوة بالغة الأهمية، لذا يجب أن تكون الدعوة مبنية على مبادئ جامعة تجذب الأفراد وتنمو حولها الكيانات. ويجب على القائمين على هذه المبادرة التأكيد على عدم التورط في الأيديولوجيات السياسية أو العقائدية، حتى لو كانت رياضية، مع ترك النزاعات التي مزقت الأمة والتركيز على الأهداف المثلى للمشروع، ليظهر كيان حقيقي يحمل الفكرة وينشر نورها، حتى يهل الهلال على أمتنا حاملاً الخير والنماء، إيذانًا بميلاد “الأهلة الخضراء” لمشروع وحدة الأمة.
رابط المصدر