الحكومة الانتقالية في بنغلاديش تلتزم بحماية صناعة النسيج وضمان تصديرها
تولت حكومة مؤقتة، برئاسة الحائز على جائزة نوبل محمد يونس، المسؤولية عن محاولة استعادة الاستقرار وتنشيط أحد أهم قطاعات الاقتصاد.
أهمية صناعة الملابس في بنغلاديش
تشكل صناعة الملابس حوالي 85% من إجمالي صادرات بنغلاديش التي تصل قيمتها إلى 55 مليار دولار سنوياً، وفقاً لبيانات بلومبيرغ.
يعتمد الاقتصاد البنغلاديشي بشكل كبير على هذه الصناعة، حيث يعمل فيها أكثر من 3500 مصنع تلبي احتياجات كبرى الشركات العالمية في مجال التجزئة.
وقد أدت الاضطرابات السياسية الأخيرة إلى تهديد هذه الصناعة، مما دفع بعض الشركات العالمية إلى تحويل جانب من طلباتها إلى دول مثل كمبوديا وإندونيسيا وتركيا.
استعادة الثقة
مع إعادة فتح المصانع واستئناف الشحن والنقل، تبين أن صناعة الملابس في بنغلاديش تتمتع بمرونة واضحة؛ حيث عادت حركة الشاحنات والسكك الحديدية وتم استئناف العمليات في الموانئ والمطارات، مما ساعد على استقرار سلاسل الإمداد، وفقًا لما ذكرته صحيفة مترو البريطانية.
مع ذلك، تبقى التحديات موجودة، حيث تواجه المصانع تأخيرات في الإنتاج وتسعى لتعويض ذلك من خلال زيادة ساعات العمل والاعتماد على الشحن الجوي لتوصيل البضائع في الوقت المحدد.
جهود الحكومة
تعهد محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة، بالعمل على استعادة النظام ودعم صناعة الملابس كأولوية. وفي خطاب له، أكد على استمرار دعم بلاده للاجئين الروهينغا وأهمية الحفاظ على دور بنغلاديش الحيوي في سلسلة توريد الملابس العالمية.
وأعلن يونس بشكل صارم: “لن نتسامح مع أي محاولة لتعطيل سلسلة التوريد العالمية التي نحتل فيها دورًا رئيسيًا”.
استجابةً للضغوط، أنشأت الحكومة المؤقتة فرقة عمل جديدة لحماية المنشآت الصناعية ونشرت الجيش لحراسة المصانع، في خطوة تهدف إلى استعادة ثقة المشترين الدوليين.
كما أكد يونس على ضرورة إصلاح المؤسسات الأساسية مثل نظام البيروقراطية والقضاء لمكافحة الفساد وجعل قطاعات التصدير في بنغلاديش أكثر تنافسية على المدى الطويل.
تحديات وثقة حذرة
رغم بعض علامات الاستقرار التي تظهر، إلا أن المشترين الدوليين لا يزالون مترددين في الاعتماد الكامل على الموردين في بنغلاديش.
تأخرت عمليات تسليم الملابس والأحذية إلى أوروبا وأميركا الشمالية لموسم الشتاء بسبب الاضطرابات، وأسفرت عن حبس البضائع في الموانئ والمطارات. ورغم الجهود المبذولة، اتجه بعض تجار التجزئة العالميين إلى البحث عن موردين في دول أخرى لتلبية احتياجاتهم في الوقت المحدد.
مع ذلك، تظل بنغلاديش تميز نفسها بوفرة العمالة ذات التكلفة المنخفضة، وهو ما يعتبر عقبة يصعب على المنافسين تجاوزها.
ومع عودة المصانع تدريجياً للعمل وزيادة الإنتاج، رحب بعض أكبر تجار التجزئة العالميين بالخطوات التي اتخذتها الحكومة المؤقتة لاستعادة الاستقرار، معربين عن تفاؤلهم الحذر بشأن المستقبل.
رابط المصدر