تعافت عملة الدولار اليوم الأربعاء قليلاً من خسائرها بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها هذا العام أمام اليورو، حيث يترقب المتعاملون تحديثات مهمة حول بيانات الوظائف في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى خطاب جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وقد زاد اليورو إلى مستوى 1.1132 دولار، وهو الأعلى منذ ديسمبر/كانون الأول، حيث زادت توقعات المستثمرين بشأن قيام البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة هذا العام، مما أدى إلى تقليص عوائد سندات الخزانة الأمريكية وضغط على الدولار.

وفي أحدث التقارير، تم تداول اليورو بضع نقاط بانخفاض 0.04% ليصل إلى 1.1124 دولار في ظل تعزيز الدولار.

تأثير المخاوف

تشير بعض التحليلات إلى أن انخفاض عوائد السندات يعود إلى المخاوف حيال الاقتصاد والقلق من تعديل بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية، مما يجعل سندات الخزانة أقل جذباً ويؤثر سلباً على الدولار.

سيقوم مكتب إحصاءات العمل بنشر بيانات معدلة من أبريل/نيسان 2023 إلى مارس/آذار 2024، في وقت لاحق اليوم، اعتمادًا على بيانات الضرائب.

هبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، إلى أدنى مستوياته منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول مسجلاً 101.30 نقطة، قبل أن يستقر عند 101.44 نقطة وقت إعداد هذا التقرير.

من جهة أخرى، ارتفع الجنيه الإسترليني إلى قيمته الأعلى منذ يوليو/تموز 2023 عند 1.3054 دولار، ولكنه تراجع قليلاً ليصل إلى 1.3041 دولار.

يترقب المستثمرون خطاب باول الذي سيعقد يوم الجمعة خلال ندوة جاكسون هول الاقتصادية التي ينظمها مجلس الاحتياطي الاتحادي في كانساس سيتي، بحثًا عن أي إشارات تتعلق بخفض أسعار الفائدة المحتمل في الاجتماع التالي، وما إذا سيكون هناك تخفيض في تكاليف الاقتراض في الاجتماعات القادمة.

شهد الدولار تقلبات أمام العملة اليابانية، حيث انخفض بمعدل 0.21% إلى 144.945 ين، ثم ارتفع بنسبة 0.39% ليصل إلى 145.82 ين، وقت إعداد هذا التقرير.

أما الدولار الأسترالي فقد تراجع من أعلى مستوى له منذ شهر والذي بلغ 0.6749 دولار أمريكي أمس، ليتداول في أحدث المعاملات عند 0.674 دولار أمريكي.

الذهب

في سياق متصل، تراجعت أسعار الذهب اليوم، بعد أن وصلت أمس إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، فيما يتطلع المستثمرون إلى الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الاتحادي وخطاب رئيسه جيروم باول للبحث عن إشارات محتملة لتوجهات خفض الفائدة.

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.17% ليصل إلى 2510 دولارات للأوقية (الأونصة)، وهبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.18% إلى 2546 دولاراً.

ورغم تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته الحالية والنزول الذي شهدته عوائد سندات الخزانة الأمريكية، لم يصل الذهب إلى ذروته السابقة، حيث تراجع من أعلى سعر قياسي له البالغ 2531.60 دولاراً والذي سجله يوم الثلاثاء، لكنه استقر فوق مستوى 2500 دولار للأوقية.

قال ريكاردو إيفانجليستا، كبير المحللين في أكتيف تريدز: “العامل الرئيسي وراء هذا الهدوء النسبي في الأسواق هو حالة الانتظار والترقب بين العديد من المتداولين قبيل ندوة جاكسون هول”.

وأضاف “يتوقع الكثيرون أن يكون خطاب جيروم باول يوم الجمعة نقطة انطلاق محتملة لدورة خفض الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي”.

تشير أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، إلى توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي في سبتمبر/أيلول، حيث يُرجح بنسبة 71% أن يكون الخفض بمقدار 25 نقطة أساس.

يتجه الذهب لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ عام 2020، إذ ارتفع بحوالي 470 دولارًا، أي بنسبة 22% خلال عام 2024، ومن المتوقع أن تدعم التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة واحتمال خفض أسعار الفائدة، هذا المعدن النفيس في بلوغ مستويات أعلى.