كابوس في سدي تيمان: القصة الخفية لإبراهيم سالم

Photo of author

By العربية الآن



كابوس في سدي تيمان.. القصة غير المروية لإبراهيم سالم

Ibrahim Salem now lives in a tent in Khan Younis. He suffers from severe PTSD and avoids being close to fences. (Photo: Hassan Islieh/Sahat)
إبراهيم سالم يعيش الآن بخيمة في خان يونس يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة الشديد ويتجنب الاقتراب من الأسوار (مواقع التواصل)
عانى إبراهيم سالم، الذي احتجزته قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة 8 أشهر، من كابوس مرعب تمثل في 52 يوماً من التعذيب الشديد، بما في ذلك الصعق الكهربائي والضرب والحرمان من الطعام، في مركز سدي تيمان المعروف بسمعته السيئة.

وتحدث موقع “موندويس” الأميركي في مقابلة حصرية مع سالم عن معاناته منذ أن اعتقلته القوات الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2023 من مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، حيث كان مع أطفاله في وحدة العناية المركزة بعد أن استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزله، مما أدى إلى مقتل بعض من أشقائه وأبناء أخيه وبناته.

عراة في مكان مجهول

خلال المقابلة التي أجريت معه في 11 أغسطس/آب 2024، تحدث سالم عن نشأته في مخيم جباليا للاجئين عام 1989، مشيراً إلى أنه رفض الامتثال لأمر الجيش الإسرائيلي بالانتقال إلى الجنوب. وتعقب ذلك قصف مباشر لمنزله قبل يومين من اعتقاله، أسفر عن استشهاد إحدى شقيقاته وإصابة أطفاله.

في اليوم التالي، جاء جيش الاحتلال إلى المستشفى واستدعى جميع الرجال للنزول إلى الطابق السفلي، لكن سالم لم ينزل، فعقب ذلك انتقل الجنود إلى الطابق العلوي وسألوه عن سبب وجوده، فأخبرهم بقصته وعرض عليهم التقرير الطبي لحالة أطفاله. وعندما قرأ الجندي التقرير، قرر اعتقاله.

خلال الاحتجاز، جُرد سالم ورفاقه من ملابسهم لمدة يومين واحتُجزوا في مكان غير محدد، ثم نُقلوا إلى سجن النقب، حيث عانوا من ظروف قاسية، بما في ذلك الحرمان من النوم. كان يتم منحهم بطانيات ملوثة، وعندما يشتكي أحدهم من التأخر في الاستجابة، يتم فرض عقوبات صارمة.

تعذيب جسدي ونفسي

ذكر سالم أنه تعرض لأنواع متعددة من التعذيب، بدءاً من الضغوط النفسية إلى الإذلال الجسدي، مشيراً إلى أن الجنود كانوا يهينونه بشكل متكرر. وفي إحدى المرات، أخبره ضابط بأن ابنه قد توفي، مما زاد من آلامه النفسية.

كما عانى من حرمانه من استخدام الحمام، حيث كان يُعامل بوحشية في ظروف قاسية. كان الطعام المقدم في السجون غالباً ما يكون فاسداً وغير نظيف، حيث اختلط أحياناً مع أعقاب السجائر، مما زاد من معاناته الصحية والجسدية.

جردونا من كرامتنا

تمكن سالم من التواصل مع بعض السجناء الآخرين أثناء احتجازه، وأشار إلى الصورة الشهيرة التي التقطت له بينما كان متجرداً في سدي تيمان، معبراً عن شعوره بالتعذيب والإذلال. أعرب عن أن كرامة السجناء كان يتم انتهاكها بشكل يومي، من خلال الضغوط والعقوبات القاسية التي تعرضوا لها. كان الشهود يخبرونه بأن العقوبات كانت تتضاعف يوماً بعد يوم.

بعد إطلاق سراحه، عاش سالم في خيمة في خان يونس، حيث يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة ويتجنب الاقتراب من الأسوار، ليواجه في كل مرة صورة من ماضيه المؤلم.

المصدر : العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.