أسباب المواجهات بين العشائر العربية وقسد في شرق سوريا
وقد صرح إبراهيم الهفل، أحد شيوخ قبيلة العكيدات، بأن “جيش العشائر لن يتراجع عن السلاح والأرض حتى تحريرها من عصابات قنديل”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
طالت الهجمات التي قادتها العشائر في بدايتها مناطق واسعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وشملت الصبحة وذبيان والرغيب ومناطق أخرى، مما أدى إلى السيطرة على قاعدة تابعة لقسد، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في الأرواح بين الطرفين والمدنيين.
مع ذلك، بفضل التعزيزات العسكرية والدعم الجوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تمكنت قسد من استعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها، مما forced fighters من العشائر على الانسحاب إلى الضفة الغربية الخاضعة لنظام الأسد.
بداية الأزمة
أسباب النزاع تعود إلى سبتمبر/أيلول 2023، عندما اعتقلت قسد أحمد الخبيل، قائد المجلس العسكري لدير الزور، مما أثار غضب المكونات العربية في المنطقة. بينما تبرر قسد الاعتقالات بسبب ارتكاب انتهاكات، يتهمها نشطاء عرب بمحاولة استهداف الخبيل لأسباب سياسية.
التوترات تصاعدت بعد عمليات دهم استهدفت قبيلة العكيدات، وظهرت دعوات للقتال ضد قسد من قبل الهفل، مما أدى إلى موقف مائع للمكونات العربية في المنطقة.
وقد أوضح معهد واشنطن للدراسات أن الاستياء من حكم القوات الكردية كان مستمرًا، وأن ما دفع العشائر في النهاية للتحرك هو الغضب من الخسائر المدنية خلال العمليات العسكرية.
التعاون مع النظام الإيراني والسوري
أبرز ما لاحظ في الهجوم هو انطلاقه من مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري، حيث اتهمت قسد استخبارات النظام بالتورط. ورغم عدم الإشارة المباشرة إلى إيران، تشير مصادر عديدة إلى دورها في تنظيم العشائر وتدريبهم.
أواخر عام 2023، تم الكشف عن إنشاء إيران مراكز تجنيد لأبناء شرق سوريا وكانت هناك تعليمات بشن هجمات ضد القوات الأمريكية.
وفقًا لتقرير مركز جسور، كان الهجوم الأخير من تنظيم غرفة عمليات تضم مستشارين من الحرس الثوري الإيراني. وفي محاولة للدفاع عن نفسها، فرضت قسد حصارًا على المربعات الأمنية للنظام السوري في شمال شرق سوريا.
توقعات المستقبل
رغم توقف المواجهات، وصول تعزيزات من دمشق يشير إلى احتمال تجدد النزاع، خاصة في ظل غياب الوساطة الفعالة بين جميع الأطراف.
تعتبر الفصائل العشائرية في دير الزور أداة تستخدمها إيران، حيث قد تكون هناك خطط لتصعيد العمليات ضد الولايات المتحدة دون تعريض الأوضاع في العراق للاضطراب.
كما عبر وزير الخارجية العراقي عن رغبة الحكومة في تجنب النزاعات، مما يضع المزيد من الضغوط على إيران للنظر في الوضع عن كثب، خاصة في ظل الوساطة الروسية.
إذا استمرت المواجهات فلن يكون هناك شك في أن الولايات المتحدة قد تركز أكثر على شرق سوريا كاستجابة، الأمر الذي قد يتطلب إعادة تقييم استراتيجيتها العسكرية.
رابط المصدر