لماذا يميل البعض إلى الإفراط في البوح بتفاصيل حياتهم؟
25/8/2024
هل وجدت نفسك يومًا تشارك تفاصيل كثيرة من حياتك مع أشخاص غير مألوفين؟ أو ربما ذهلت حين تدفقت اعترافاتك خلال حديث مع زملاء العمل أو أشخاص لا يتناسب الحديث معهم؟
قد تكون قد مررت بتجربة مشاركة مفرطة في مرحلة ما، وهي سلوك شائع يسعى كثير من الناس من خلاله إلى التعبير عن أنفسهم أو مجرد التفريغ النفسي. ورغم أنها ليست حالة طبية، إلا أنها قد تكون شائعة في ظروف معينة مثل القلق والاكتئاب.
ما الإفراط في المشاركة؟
يعرف الإفراط في المشاركة بأنه الإفصاح عن معلومات شخصية وحساسة بشكل مبالغ فيه، بما في ذلك تفاصيل عن العلاقات والمشكلات الحياتية. غالبًا ما يُقدم هذا النوع من المعلومات في سياقات غير مناسبة، مما قد يسبب إحراجًا للشخص ذاته.
تقول الكاتبة إليزابيث بيرنشتاين في مقال لها في صحيفة “وول ستريت جورنال” إنه غالبًا ما نندم على ما كشفنا عنه، مما يدفعنا للقلق بشأن آراء الآخرين، وقد نقوم بتقديم المزيد من التصريحات لتعويض ذلك، مما يخلق حلقة مفرغة.
لماذا يفرط البعض في مشاركة أسرارهم؟
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي للشعور بالحاجة للإفراط في المشاركة. يشير الباحث غاري براون إلى أن بعض الأفراد قد ينشأون في أسر تميل إلى الثرثرة، مما يؤثر على سلوكهم في التواصل. بالإضافة إلى ذلك، قد يسعى البعض إلى بناء علاقات أقرب خاصة في المراحل الأولى، بينما يعاني آخرون من صعوبات في تحديد الحدود وإدارة علاقاتهم.
تنجم الوحدة أيضًا عن إفراط البعض في تبادل التفاصيل الشخصية. أظهرت دراسة حديثة أن كبار السن يميلون للمشاركة بمعلومات غير ذات صلة أكثر من الشباب، مما قد يؤثر على علاقاتهم وطبيعة تواصلهم.
وفقًا لبيرنشتاين، غالبًا ما يكون التوتر دافعًا رئيسيًا وراء الإفراط في المشاركة، إذ يسعى الناس للتحكم في قلقهم بشكل غير واعٍ.
منصات التواصل الاجتماعي
تقول غوناي فيليسيس، الباحثة في مجال العافية، إن منصات التواصل الاجتماعي قد أثرت بشكل كبير على سلوك الإفراط في المشاركة، حيث أصبحت مشاركة المعلومات الشخصية شبه طبيعية. يعبر الأفراد بشكل متزايد عن آرائهم وخصوصياتهم بمستوى غير صحي، مما قد يؤدي إلى تعدد الانتقادات والمشاكل المتعلقة بالصحة النفسية.
أظهرت دراسة نشرت عام 2004 أن النشر من خلف الشاشة يقلل من تحفظات الأشخاص، مما يسهل الإفراط في التعبير عن الأفكار والمشاعر. لذا يوصي بتحديد فترات راحة من الهواتف الذكية لتقليل الرغبة في مشاركة كل التفاصيل.
نصائح للحد من الإفراط في المشاركة
تعتبر مشاركة تجارب الحياة من الأمور الهامة، لكن يجب أن يتم ذلك بعناية لتجنب العواقب السلبية التي قد تترتب على الإفراط في المشاركة.
إليك بعض النصائح المفيدة من “ماريدج” و”لاف هيل جرو”:
- ممارسة التأمل الذاتي: خصص وقتًا للتفكير في أسباب ميلك للإفراط في المشاركة هل هي مرتبطة بتجارب سابقة؟ أم نتيجة للخوف من الرفض؟
- تحديد الحدود في العلاقات: من المهم تحديد المعلومات التي تشعر بالراحة عند مشاركتها، مما يساعدك في الحفاظ على مساحتك الشخصية.
- قراءة الإشارات الاجتماعية: لاحظ ردود فعل الآخرين، إذا بدوا غير مرتاحين، فقد يكون عليك ضبط مستوى مشاركتك.
- الكتابة الشخصية: تعتبر الكتابة وسيلة للتعبير عن المشاعر دون إفراط في المشاركة مع الآخرين.
- الاستماع النشط: حاول التركيز على الآخرين خلال الحوارات واطرح الأسئلة لخلق توازن في التواصل.
رابط المصدر