قرطبة العربية والأدوار التي مرت بها!
بأربعٍ فاقت الأمصار قرطبة.. وهُنَّ قنطرة الوادي وجامعها
هاتان ثنتان، والزهرا ثالٍثه.. والعلم أكبر شيء وهو رابعها.
نبذة عامة عن قرطبة
تقع قرطبة على سفح جبل قرطبة الجنوبي (جبل العروس)، على الضفة الشمالية للوادي الكبير. اسمها القديم هو “كردبا”، وهو الاسم الذي لا يزال يُستخدم في الإسبانية. التاريخ يشير إلى أن الإمبراطور الروماني “مارسيليوس” احتلها عام 152 ق.م وجعلها عاصمة إسبانيا السفلى. ظلت المدينة تتبع الرومان قبل أن تسيطر عليها قبائل الوندال، ثم بيزنطة، إلى أن استولى عليها الملك القوطي “لوفيجليد” عام 571 م، مما أدى إلى تدهور أهميتها وأصبحت تبعًا لطليطلة.
كانت قرطبة من أولى المدن الإسبانية التي شهدت دخول الإسلام، حيث افتتحها مغيث الرومي -مولى الوليد- في أواخر عام 92هـ، وفي عام 98هـ اتخذها المسلمون عاصمة للأندلس بدلاً من إشبيلية. مع بداية ولاية السمح بن مالك الخولاني في رمضان سنة 100هـ، بدأت قرطبة عهداً جديداً.
يذكر مؤرخو الأندلس أن أكتبيان (ثاني قياصرة الروم قبل الميلاد بـ38 سنة) قد أسس المدن العظيمة في الأندلس مثل قرطبة وإشبيلية وماردة وسرقسطة. انتزعت قرطبة من يد الرومان، وافتتحها المسلمون، وقد غدت مع الزمن مركزًا مهمًا وتأثيرها اختلفت مواقع الحكم.
قال ابن القوطية في “تاريخ افتتاح الأندلس”: وشدّ موسى بن نصير، حصون الأندلس، واستخلف ابنه عبد العزيز، وأسكنه إشبيلية. ثم ذكر بعد ذلك حادثة مقتله فيها، بمسجد ربينة (رفينة) ثم جرى نقل مقر الإمارة إلى قرطبة سنة 98هـ.
اختطاط قرطبة حاضرة للأندلس
منذ بداية ولاية عبد العزيز بن موسى بن نصير، اختار المسلمون إشبيلية كقاعدة لأندلس المسلمين بدلاً من طليطلة، وهذا بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي. ومع تولي أيوب بن حبيب اللخمي الحكم، تم تغير العاصمة إلى قرطبة نظراً لموقعها الآمن بعيدًا عن المخاطر البحرية.
قال ابن القوطية: لم يستسغ أيوب بقاءه في إشبيلية بسبب قربها من المحيط الأطلسي، فقامت الانتقال إلى قرطبة تحت إشراف الحر بن عبد الرحمن الثقفي.
امتدح السلطان الموحدي يوسف بن عبد المؤمن اختيار قرطبة كحاضرة للأندلس، مشيداً بمدنها الكبيرة والشوارع الواسعة.
لماذا قرطبة؟
- لماذا اختار المسلمون قرطبة لتكون عاصمة الأندلس بدلاً من طليطلة أو إشبيلية؟
قرطبة كانت موقعًا مثاليًا نتيجة قربها الجغرافي وإستراتيجيتها كحلقة وصل بين مدن الشمال والجنوب، مما يساعد الحاكم في إدارة البلاد بشكل فعال.
كما أن الموقع الجغرافي للمدينة على نهر الوادي الكبير، مع ساحله الواسع، أعطاها ميزة تجعلها تستحق أن تكون العاصمة. وقد شهدت المدينة ازدهاراً على يد السمح بن مالك.
كان لقرطبة وضع خاص أهلها لتكون عاصمة ولاية قوية، وقد استمرت في كونها مركزًا حيويًا حتى نهاية القرن الرابع مع الفتنة وسقوط الخلافة.
الأدوار التي مرت بها قرطبة
مرت قرطبة على مدى تاريخها بثلاثة أدوار من الازدهار ودور واحد من الانحدار. دور الإنشاء تحت قيادة السمح بن مالك، الذي أسس العديد من المنشآت الهامة، مما جعل المدينة تتبلور كعاصمة لدولة قوية.
أما الدور الأخير، فقد شهدت المدينة تدهورًا تدريجيًا وفقدت مكانتها السياسية والثقافية إلى أن سقطت بيد النصارى في شوال 633هـ.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.
رابط المصدر