تحقيق في مزاعم التحايل ببرنامج الأغذية العالمي
أطلق برنامج الأغذية العالمي تحقيقاً شاملاً مع اثنين من كبار المسؤولين العاملين في السودان، يتعلق بمزاعم حول وجود تحايل وإخفاء معلومات عن المانحين بشأن قدرته على توصيل المساعدات الغذائية للمدنيين. تشمل التحقيقات أيضاً شبهات حول إخفاء معلومات تتعلق بدور محتمل للجيش السوداني في عرقلة وصول هذه المساعدات، وذلك في ظل أزمة الجوع الشديدة التي يعاني منها البلد، وفق وكالة «رويترز».
تسريب المواد الإغاثية إلى الأسواق
في بورتسودان، العاصمة المؤقتة التي اتخذتها الحكومة الموالية للجيش، تداولت التقارير بوجود «تسرب مواد الإغاثة» إلى الأسواق. وظهرت صور لسِلع إغاثية تعرض في المتاجر، رغم أن العبوات تحمل عبارة «ليست للبيع». ويشير مؤيدو الحكومة إلى أن بعض المستفيدين يضطرون أحياناً لبيع حصصهم للحصول على نقود لشراء سلع أخرى غير مشمولة. التحقيق الجاري يتزامن مع جهود البرنامج الكبيرة لتوفير المساعدات الغذائية لملايين الأشخاص في السودان، الذي يشهد واحدة من أسوا أزمات نقص الغذاء منذ عدة سنوات.
تحقيقات مستمرة والقلق يزداد
ووفقاً لوكالة «رويترز»، أكد 11 مصدراً وجود تحريات فعالة حول مزاعم التحايل، وأشارت إلى أن خمسة من هذه المصادر تفيد بأن المحققين يحققون في ما إذا كان موظفو البرنامج قد حاولوا التستر على دور الجيش السوداني. وأُفيد أن نائب مدير البرنامج (خ عثمان) ومساعده (م علي) يخضعان للتحقيق، مع وجود اتهامات تتعلق باختفاء نحو 200 ألف لتر من وقود البرنامج.
تسريب الإغاثة للجمهور
في شهاداتها لـ«الشرق الأوسط»، أفادت بعض النازحات بوجود سلع إغاثية تُعرض للبيع علناً، مشيرات إلى وجود فساد وتلاعب بالمساعدات. تقول إحدى النازحات: «بينما نعاني من الجوع، نرى المساعدات تظهر في الأسواق». وأكد تقرير عن «عاين» أن تسرب السلع الإغاثية لم يعد سراً، حيث تظهر مواد مثل الأرز والسكر معروضة للبيع رغم أنها مخصصة للإغاثة.
برنامج الأغذية العالمي تحت المجهر
يأتي هذا التحقيق في وقت حرج للبرنامج، الذي يعتبر أكبر منظمة للمساعدات الإنسانية في العالم وحائز على جائزة نوبل للسلام. ويسعى البرنامج لجمع 22.7 مليار دولار لتقديم المساعدات لأكثر من 157 مليون شخص، مما يثير قلق العاملين في المجال الإنساني والدبلوماسيين من سوء الإدارة الذي يؤثر على تسليم المساعدات اللازمة للمحتاجين. في ظل هذا الوضع، ذكرت «رويترز» أن بعض الأشخاص في السودان اضطروا إلى تناول أوراق الشجر للبقاء، وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية ازدياد مساحات المقابر نتيجة انتشار الجوع والمرض.
