لماذا لا ينبغي الثقة في الذكاء الاصطناعي في القرارات المهمة مثل الاستثمارات؟
أشار تقرير نشره موقع “ساينتفيك أميركان” إلى أهمية توخي الحذر من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الهامة مثل الاستثمارات، موضحاً أن العديد من الصناديق المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لم تحقق العوائد المرجوة، مما يعكس نقاط الضعف العميقة في هذه التكنولوجيا المثيرة.
دهشة الملايين عند ظهور الذكاء الاصطناعي
ذكر الكاتبان سام وايت وجاري ن. سميث أنه عند إطلاق “شات جي بي تي” في 30 نوفمبر 2022، اندلع رد فعل مندهش تلاه ضجة إعلامية كبيرة. وصف مارك أندريسن، رائد الأعمال ومهندس البرمجيات، أن المنتج الجديد كان “سحرًا خالصًا”، بينما اعتبر بيل غيتس أنه يساوي أهمية الكمبيوتر الشخصي والإنترنت. بل وذهب سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة “ألفابت”، ليصف الذكاء الاصطناعي بأنه “أعمق تقنية عملت عليها البشرية”.
الإخفاقات تعكس عدم الاعتمادية
على مدار العقود الأخيرة، قدم مؤيدو الذكاء الاصطناعي وعودًا مبالغًا فيها، بينما لم يتحقق الكثير منها. من الواضح أن “شات جي بي تي” ونماذج التعلم الآلي الأخرى لا تمتلك الذكاء بالمعنى الحقيقي ولا يمكن الاعتماد عليها في صنع قرارات هامة مثل التوظيف وإصدار الأحكام والموافقة على القروض.
الصناديق الاستثمارية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
يجذب الاستثمار بواسطة الذكاء الاصطناعي أنظار الكثيرين، حيث تم إطلاق أول صندوق استثمار متداول مدعوم بالذكاء الاصطناعي في 18 أكتوبر 2017، تحت إشراف منصة “إيكوبوت”. ادعى الصندوق، المعروف برمز التداول “آيك”، أنه أول تطبيق رائد لثلاثة أنواع من الذكاء الاصطناعي.
وأفاد شيدا خاتوا، الرئيس التنفيذي لشركة إيكوبوت، بأن آيك “يمتلك القدرة على محاكاة مجموعة من محللي الأبحاث بشكل مستمر على مدار العام، مما يساعد على تقليل الأخطاء البشرية والتحيزات.”
نتائج غير مرضية للصناديق المدارة بالذكاء الاصطناعي
في 2017، أطلقت شركة “هورايزنز” صندوق الأسهم العالمي “مايند” باستخدام تقنية ذكاء اصطناعي خاص بها. ومع ذلك، تشير البيانات حتى 31 ديسمبر 2023 إلى أن أداء الصندوقين قد كان أقل بكثير من مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، حيث حقق صندوق “آيك” عائدًا إجماليًا قدره 63% مقارنة بـ108% لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، بينما حقق “مايند” 12% في حين حقق المؤشر 65%.
نتائج التحليل غير مشجعة
استعرض الكاتبان نتائج تحليل غير مُراجع حول صناديق الاستثمار التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت أن 11 صندوقًا تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي، بينما استخدم 43 صندوقًا آخر الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي. النتائج تشير إلى أن 10 فقط من بين 43 صندوقًا نجحت في تجاوز أداء مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، وأن الصناديق الكاملة لم تكن ذات جدوى مالية.
تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي تحديات كبيرة، فبغض النظر عن قدرتها على اكتشاف الأنماط، تفتقر إلى القدرة على تقييم تلك الأنماط من حيث المصداقية أو المعقولية. لذا، حتى تفهم الخوارزميات المعاني الحقيقية، ستبقى غير موثوقة في اتخاذ قرارات استثمارية جادة.
رابط المصدر