تجذب خطابات القس جون هاغي، راعي كنيسة كورنرستون في تكساس، الانتباه لما تحمله من لغة إقصائية. فهاغي لا يقتصر على توجيه رسائله إلى أتباعه فحسب، بل يستند إلى نبوءات دينية تشجع على العداء لبلاد وأديان أخرى، مثلما ادعى أن الله أرسل هتلر لتسهيل تأسيس إسرائيل.

نفوذ هاغي في السياسة الأمريكية

القس هاغي هو رئيس منظمة “مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل”، التي تؤثر بشكل كبير في السياسة الأمريكية، وبلغ عدد أعضائها 10 ملايين في عام 2022، مما يجعلها أكثر من عدد اليهود في إسرائيل وأمريكا.

أفكار دينية وتأثيرها على العلاقات الدولية

الحوار حول إسرائيل في الولايات المتحدة ليس مبنيًا على الحجج العقلانية، بل يتأثر بأفكار دينية تحفز على التفاسير المثيرة لنبوءات الحرب. بالنسبة للكثير من الإنجيليين، فإن عودة المسيح مرتبطة بإسرائيل وضرورة السيطرة على كامل الأراضي الفلسطينية.

مجيء المسيح وحياة الفلسطينيين

يرى الإنجيليون، بما في ذلك هاغي، أن النبوءات المتعلقة بحرب هرمجدون ستتحقق فقط من خلال سيطرة اليهود على فلسطين. يؤمنون أن مجيء المسيح لن يحدث إلا عند استكمال هذه النبوءات.

التمييز بين الطوائف

بينما تركز الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية على البعد الروحي للنبوءات، يفسر الكثير من الإنجيلين الأحداث بشكل حرفي مما يعزز من دعمهم لإسرائيل. هاغي يدعو إلى تفسير الأحداث وفق نصوص التوراة، ويقدم تبريرات دينية لحق إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.

النبوءات وتأثيرها على السياسة الأمريكية

يؤكد هاغي على أن أي دعوة لحل الدولتين هي مجرد “حل مجنون”، عازياً ذلك إلى نبوءاته الخاصة. ويعتبر أن دعوات التفاوض تعارض الإرادة الإلهية التي منحَت الأرض لبني إسرائيل.

تاريخ النبوءات الأمريكية

الاهتمام بالنبوءات الدينية في الولايات المتحدة بدأ منذ السبعينيات، حيث تنبأ الكاتب هال ليندسي بنهاية العالم. يعتبر هاغي جزءًا من هذا التقليد الذي يؤثر في المجتمع الأمريكي، رغم فشل الكثير من التنبؤات.

القدرة على التأثير المباشر

يستخدم هاغي أساليب مثيرة لجذب الانتباه ويدعم معتقداته بنجاح، ويتبرع بمئات الملايين لدعم الاستيطان، بينما يستمر في استخدام التأويل الديني لدعم موقفه.

قضايا جديدة تطرح في المجتمع الإنجليزي

رغم تأثير هاغي، تظهر استطلاعات الرأي أنه قد يكون هناك تغيير قادم في المواقف بين الشباب الإنجيلين، مما قد يسهم في إعادة تقييم الموقف تجاه قضايا فلسطين.

الصورة الغربية السائدة قد تظهر العرب والمسلمين كغير عقلانيين، بينما تحقُق هاغي وتأثيره في السياسة الأمريكية يشكك في هذه الفكرة، إذ يدفع نحو سياسات مناوئة للعدالة الأخلاقية مدعومة بأفكار دينية.