كشف التلوث النحاسي للعلماء عن العمر الحقيقي لهرم خوفو

Photo of author

By العربية الآن



التلوث النحاسي يكشف عن العمر الحقيقي لهرم خوفو

هرم خوفو (ويكيبيديا)
هرم خوفو (ويكيبيديا)

رغم كثرة الأدلة الأثرية التي تؤكد تاريخ بناء هرم خوفو في الجيزة، فإن هناك من يسعى إلى التشكيك في هذا التاريخ. ولكن دراسة جديدة نشرتها دورية “جيولوجي”، قادها باحث مصري من جامعة إكس-مرسيليا، قدمت دليلاً قوياً يدعم صحة تلك الأدلة الأثرية، حيث تم العثور على تلوث نحاسي في الصخور التي تشير إلى النشاط البشري في الفترة المحيطة ببناء الهرم.

يقول الدكتور جمال العشيبي، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن الأدلة تشير إلى أن الهرم بُني حوالي 2500 قبل الميلاد. وقد وُجد مستوى مرتفع من التلوث بالنحاس والزرنيخ في رواسب قريبة من ميناء خوفو، ما يدل على وجود عمليات مكثفة لصناعة الأدوات النحاسية التي استخدمت في بناء الهرم.

باحثون يحفرون في المنطقة التي كانت في السابق ميناء خوفو (جمال العشيبي)
باحثون يحفرون في المنطقة التي كانت في السابق ميناء خوفو (جمال العشيبي)

إنشاء إطار زمني

استخدم المصريون القدماء النحاس المخلوط بالزرنيخ لصنع أدوات مثل المثاقب والشفرات، حيث تمكن الباحثون باستخدام تقنيات حديثة من تحليل رواسب المنطقة وتحديد تاريخ النشاط المعدني. أظهرت النتائج أن بداية التلوث النحاسي كانت قبل 765 عاماً من بناء الهرم، حيث تعود إلى حوالي 3265 قبل الميلاد، مما يعد أقدم تلوث معدني مكتشف في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإنه من المرجح أن النشاط البشري بدأ في المنطقة في هذه الفترة، مما يتوافق مع نشأة الحضارة المصرية القديمة وظهور مدينة ممفيس.

الدكتور جمال العشيبي أثناء إجراء التحاليل الجيوكيميائية للرواسب  ( جمال العشيبي)
الدكتور جمال العشيبي أثناء إجراء التحاليل الجيوكيميائية للرواسب (جمال العشيبي)

التكيف مع التحديات البيئية

أظهرت الدراسة أن المصريين القدماء تكيفوا مع التغيرات المناخية والبيئية، حيث كان النيل المصدر الرئيسي للحياة بعد تراجع الأمطار. وفقًا للدكتورة هدير شعيشع، الباحثة المشاركة في الدراسة، أُقيمت الأنشطة التعدينية حول منطقة ميناء خوفو بالقرب من النيل، الذي كان يمثل مصدراً حيوياً خلال تلك الفترات التاريخية.

تأثرت مصر بتغيرات مناخية أخرى أدت إلى نقص في مستوى النيل، مما أثر على ميناء خوفو، ولكن رغم ذلك، استمر النشاط المعدني عالياً خلال هذه الفترات.

تشير شعيشع إلى أن تراجع مستوى النيل كشف عن أراض خصبة، مما ساعد على استمرار الأنشطة الرعوية والتعدينية حتى عام 1000 قبل الميلاد.

الدراسة تشير إلى موقع للبناء بالقرب من الهرم الأكبر استمر لمدة نحو 765 عامًا
الدراسة تشير إلى موقع للبناء بالقرب من الهرم الأكبر استمر لمدة نحو 765 عامًا (سام فالادي)

حضارة المعدن والحجارة

أكد بسام الشماع، كاتب في علم المصريات، أن الدراسة تبرز أهمية صناعة المعادن في مصر القديمة، إذ تشير إلى عصر نحاسي يمتد من 3265 إلى 1000 قبل الميلاد. كما توضح أن المصريين قد اتقنوا طرق صهر النحاس واستخدامه في مختلف الصناعات.

تُعزز هذه الدراسة أيضاً من موقف الحضارة المصرية القديمة، حيث تقدم الأدلة على الأوقات التي قضتها في بناء الهياكل العظيمة كهرم خوفو، مما يدحض فكرة أن بناء الأهرامات لم يكن ممكنًا دون معرفة سابقة بتقنيات النقل والتقطيع.

المصدر : الجزيرة



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.