### سحر الرقم سبعة في السرديات البحرية لطالما ارتبط الرقم “سبعة” بسحر خاص في سرديات البحار، حيث تنعكس حكايات السندباد البحري وأسفاره المتعددة، مما يشير إلى غموض البحار وعجائبها المدهشة. في إطار روائي جديد، تأتي رواية “أميرة البحار السبعة” للكاتب المصري محمد عبد الجواد لتستكشف آفاق جديدة من الغموض والأساطير المتأصلة في البحر. ### الأسطورة كوسيلة لفهم القدر تتحدث الرواية الصادرة عن دار “المرايا” للنشر في القاهرة عن سكان قرية “سيدي العوام”، الذين يعتبرون الأسطورة طريقة لتفسير مجريات القدر. حيث يعتقد أهل القرية أن “أميرة” هي “ابنة البحر”، مما يخلق تصوراً لديهم بين أنها هبة إلهية أو لعنة. ويُروى أن “أميرة” وُلدت لأم غجرية، دون وجود أب يُعرف، مما جعلها محط حديث أهل القرية، الذين ينظرون إلى ميلادها على أنه نتيجة لـ”حب محرّم”. ### ميلاد الأمل والألم لا تستمد الأسطورة قوتها فقط من قصة ميلاد “أميرة” الغريبة، بل من العواقب الاجتماعية والاقتصادية في القرية. فعند ولادتها، تنفتح الأبواب أمام فترة جديدة من الازدهار، حيث يُفرج البحر عن كميات كبيرة من الأسماك بعد سنوات من القحط. لذا، يعتبر ميلادها فاصلاً بين عصور الشقاء والرخاء. ### الحب غير الممكن يُهدي عبد الجواد روايته إلى غابريال ماركيز، مُشيراً إلى تأثير الواقعية السحرية في سرد الأحداث. تتقاطع قصة حب “يحيى العازف” و”أميرة الزفرة” مع أحداث رواية “الحب في زمن الكوليرا”، مع مراوغة بين الحب المستحيل والانتظار المثير. حب “يحيى” لأميرة يتجاوز رائحتها التي ينفر منها الناس، ويشكل نقطة التحول في سرده الطويل. ### عائلة “أميرة” ومعضلة الحب يُخصص الراوي مساحات مطولة لتفاصيل حياة “أسماء”، والدة “أميرة”، الغجرية الجذابة التي لا تكترث بنميمة الآخرين. تربطها قصة غرامية عابرة مع “مصطفى أحمد شعبان”، صانع الدمى، لتدخل في تجارب معقدة تتراوح بين الحب والفقد، مما يعكس تلك اللعنة التي تحيط بميلاد “أميرة”. تتداخل تلك العناصر جميعًا لتنسج سرداً غنياً بالرموز والمعاني، يثير تساؤلات حول الحب، المقدّر، والسردية الشعبية.
[featured_image]
رابط المصدر