تتزايد الاعتداءات والأعمال الاستفزازية التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بإشراف جماعات “قومية متطرفة” من الحكومة الإسرائيلية، مما قد يؤدي مع غياب رد فعل فعال من السلطة الفلسطينية إلى احتمالية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.

دعوات لتوحيد الصفوف

أشار زيفي بارئيل الكاتب في صحيفة هآرتس، إلى ضرورة أن تسعى منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة حركة فتح، إلى معالجة الوضع الراهن من خلال توحيد الجبهات والاستراتيجيات مع حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المستمرة على غزة والضفة.

الخوف من التصعيد

حذّر الكاتب من أن عدم توحيد الصفوف لمواجهة الأعمال الإرهابية التي تقوم بها العصابات “اليهودية المتطرفة” في الضفة، بالإضافة إلى المساعي الحثيثة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للسيطرة على المسجد الأقصى، قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة على غرار الانتفاضتين السابقتين.

الانقسامات الداخلية وتأثيرها

وفقًا لحركة فتح، فإن الخوف من تكرار الظروف المأساوية في غزة هو ما يمنع سكان الضفة الغربية من الانتفاض؛ حيث تشير الحركة إلى أن الدمار الذي تسببت فيه إسرائيل والقتل العشوائي للمدنيين له تأثير كبير. كما ترى بأن الأحداث في غزة تُعتبر صراعًا بين حماس وإسرائيل.

وتضيف الصحيفة أن فتح ومنظمة التحرير تعانيان من انقسامات داخلية واختلافات في الآراء بين مؤيد ومعارض للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مبينةً أن هذه الخلافات تعيق أي تخطيط استراتيجي فعال للجهود الدبلوماسية لتسوية النزاع.

الأوضاع المعيشية والاحتجاجات المحتملة

يعاني المواطنون في الضفة منذ بداية الحرب من ظروف اقتصادية صعبة وقيود على الحركة، حيث فقدوا حوالي 10,000 وظيفة في إسرائيل. ويخشى الكاتب أن تكون التصعيدات الأخيرة هي الشرارة التي ستؤدي للاحتجاجات واسعة النطاق.

واعتبر الكاتب أن اندلاع الاحتجاجات في الضفة سيؤثر سلبًا على مصالح إسرائيل، داعيًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أخذ تحذيرات الوضع في الضفة على محمل الجد وتحويل جهوده تجاهه.

العمليات العسكرية الإسرائيلية

وفقًا لما ذكرته الجزيرة، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية كبرى في شمال الضفة الغربية يوم الأربعاء الماضي، وهي الأوسع منذ عام 2002، حيث تسببت العمليات العسكرية منذ بداية الحرب في استشهاد 679 فلسطينيًا في الضفة، بينهم 150 طفلًا، وإصابة أكثر من 5600 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 10,400 شخص.