## محمود الرحبي: الكتابة من أجل الإبداع وليس الجوائز يُعتبر الكاتب محمود الرحبي من أبرز الأصوات الأدبية في سلطنة عمان. ورغم أن بعض رواياته لا تتجاوز 60 صفحة، فإنه يركز على “التكثيف والجمالية”، مشجعًا القراء على أن يكونوا جزءًا فعالًا في النصوص. من أبرز أعماله الروائية والقصصية “المموِّه” و”صرخة مونش” و”أرجوحة فوق زمنين” و”حديقة السهو”. كما أن روايته “طبول الوادي” وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة “كتارا” في نسختها الحالية. هذا الحوار يتناول تجربته الأدبية وأفكاره. ## استحضار الأصوات في “طبول الوادي” في رواية “طبول الوادي”، يستعيد الرحبي الخصوصية المجتمعية للقرى العمانية التي تُعانقها الجبال. وقد اختار وادي السحتن، المعروف بثروته من الفواكه، لتجسيد تفاصيل حياتية مهمة. تبرز الرواية الصراعات الداخلية للشخصيات، مثل اختيار “سالم” بين الحرية والجاه، مصورًا ضغوطات الحياة القروية من جهة، وصراعات النفس من جهة أخرى. اهتم الرحبي بالتحقق في التفاصيل كعوامل سردية، مثل الطرقات الصعبة والوعرة، والنقاشات الاجتماعية التي تتفاعل بمجال الصوت والموسيقى. تبرز الأغاني والأناشيد التي ينتمي بعضها إلى الثقافة السواحيلية، مما يعكس التنوع الثقافي الذي تعيشه عمان. ## مفارقات الحياة في سلطنة عمان أشار الرحبي إلى أن الحياة في عمان ليست مثالية، بل تضم تناقضات اجتماعية وصراعات. فبالرغم من الثروات النفطية، إلا أن هناك فقرًا مدقعًا ومعاناة يومية لأشخاص مثل قريب له، فقد خسر عمله واضطر للعمل في التهريب ليعول أسرته. هذه الصورة تُظهر عمق المشاعر الإنسانية والتحديات التي تواجهها المجتمعات. ## الفسيفساء الاجتماعية في عمان التنوع الاجتماعي والثقافي في عمان يثري الأدب، كما يرى الرحبي. التاريخ الغني للأسواق العمانية ومظاهر الحياة اليومية يتجلى في كتاباته. وفي حديثه عن الأدب الروسي، ذكر الرحبي كيف تتيح طريقة الكتابة الإبداعية عرض الواقع دون تفاصيل دقيقة، مما يضيف عمقًا إلى النصوص الأدبية. ## تأثير حجم العمل الأدبي تحدث الرحبي عن مفهوم الحجم في الأدب، مشيرًا إلى أن الحجم ليس مقياسًا للنجاح. وقدم مثالاً على رواية دوستويفسكي “الليالي البيضاء” التي تحمل قيمة كبيرة رغم قصرها. واعتبر أن بعض القصص يجب أن تُروى بإيجاز متعمد، لكونها تعتمد على التجارب والدلالات المعنوية. ## حذر في تناول القضايا الشائكة بينما تتناول روايته “المموه” قضايا معقدة مثل تجارة المخدرات، أوضح الرحبي أنه يتعامل بحذر مع القضايا الحساسة. يعتبر أن الأدب يجب أن يخدم إمتاع القارئ وألا يتحول إلى أداة للنقد المباشر للواقع دون مسحة إبداعية. ## رحلة الكتابة القصصية بدأ الرحبي مسيرته الأدبية ككاتب قصص قصيرة، مما أثر على أسلوبه في الروايات التي يقوم بكتابتها. أشار إلى أنه رغم نجاح مجموعته القصصية الأولى، كان منشغلاً أكثر بالقراءة خلال السنوات التي تلتها. وتفاصيل الكتابة في دكان والده تكشف عن تأثير البيئة المحيطة به في تشكيل أفكاره الأدبية. في النهاية، يعكس حوار محمود الرحبي روح الإبداع والعمق الفكري في الأدب العماني، ويؤكد أن الكتابة تظل وسيلة للتعبير عن الأحوال الإنسانية والمجتمعات المتنوعة.
[featured_image]
رابط المصدر