يواجه قطاع الطاقة الشمسية في الصين، الذي يمثل حوالي 80% من الإنتاج العالمي، تحديات جسيمة، حيث من المتوقع أن يشهد تحولاً كبيراً بعد سلسلة من الخسائر الضخمة التي تعرضت لها الشركات الكبرى في الربع الأول من عام 2024.

وفقًا لمصادر بلومبيرغ، فإن 6 شركات رئيسية، من ضمنها “لونغي غرين إنرجي”، تكبدت خسائر مجمعة بلغت ملياري دولار، وذلك نتيجة الفائض الكبير في القدرة الإنتاجية الذي أدى إلى انخفاض الأسعار لمستويات لم يسبق لها مثيل.

الأسباب وراء التراجع

يمكن إرجاع الأزمة الحالية إلى الزيادة التي حدثت قبل ثلاث سنوات في الطلب على الألواح الشمسية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وشجع الشركات على تنفيذ خطط توسع طموحة، مما أسفر في النهاية عن تحول كبير في القدرة الإنتاجية.

تؤكد بلومبيرغ أن قدرة إنتاج الألواح الشمسية في نهاية عام 2023 بلغت 1154 غيغاواتاً، بينما كان الطلب المتوقع لهذا العام يقارب 593 غيغاوات فقط حسب تقديرات “بلومبيرغ نيف”.

توقعات بعودة توازن السوق

على الرغم من التحديات الحالية، تشير بعض التقارير إلى وجود بوادر أولية على تحسن الأوضاع. توقع بنك “غولدمان ساكس” حدوث موجة من إغلاق المصانع قد تساعد في إعادة التوازن إلى السوق، بينما اعتبر بنك “مورغان ستانلي” أن أسعار المعدات قد تكون قد وصلت إلى أدنى مستوياتها.

وقد قامت شركة “لونغي” -وفقا لما ذكرته بلومبيرغ- برفع أسعار ألواحها الشمسية كخطوة للخروج من حلقة المنافسة على الأسعار المنخفضة، وهو ما يتماشى مع خطوات شركة “تي سي إل زونغ هان إنرجي”، وهما من الشركات الرائدة في هذا المجال بالصين.

ضغط المنافسة العالمية

تضاف إلى ما سبق تحديات جديدة من تزايد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وأوروبا.

حيث تخطط الولايات المتحدة لمضاعفة الرسوم الجمركية على المعدات الشمسية المستوردة من الصين إلى 50%، في حين تتزايد الخلافات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الدعم المُقدم للشركات المحلية.

دور الحكومة الصينية

في ضوء هذه الظروف، يتفاوض بعض المسؤولين التنفيذيين في الشركات الصينية مع الحكومة المركزية من أجل التدخل لدعم هذه الصناعة.

تشمل الاقتراحات تنظيم بناء مصانع جديدة، اتخاذ إجراءات صارمة ضد المنشآت غير الكفؤة، تحديد سقف لأسعار الألواح، وتعزيز عمليات الاندماج بين الشركات.

من المتوقع أن يحتاج السوق من 6 إلى 12 شهراً لاستعادة مستويات الأسعار التي تتيح للشركات تحقيق التوازن المالي.

وفي الختام، تُشير بلومبيرغ إلى أن قطاع الطاقة الشمسية في الصين سيظل يمر بمرحلة تعديلات كبيرة قد تسهم في إعادة هيكلته لضمان استدامته على المدى الطويل.