صحفية فلسطينية شابة تغطي دمار غزة وتواصل تعليمها في لبنان

Photo of author

By العربية الآن

Young Palestinian journalist who reported on Gaza’s destruction now continues education in Lebanon "/>

صحفية فلسطينية شابة تتابع الأحداث من بيروت

بيروت (AP) — تتابع الصحفية الفلسطينية الشابة بلاستيا العقاد، التي حققت تغطيتها للدمار الواسع والأزمة الإنسانية في قطاع غزة شهرة واسعة، الحرب من بعيد في لبنان.

تجربة العناق مع الشاشة

تبلغ العقاد من العمر اثنان وعشرون عامًا، وكانت قد تخرجت حديثًا في الصحافة عندما وجدت نفسها في منطقة حرب. ارتدت خوذة وسترة صحفية زرقاء لتجري مقابلات مع العائلات في مخيمات اللاجئين والمستشفيات، وشاركت مقاطع الفيديو على إنستغرام.

وقالت العقاد لوكالة أسوشيتد برس في مقابلة يوم الثلاثاء في بيروت: “لا أستطيع مجرد النظر إلى ما يحدث دون فعل أي شيء”.

من غزة، حيث كانت تعيش، كانت العقاد واحدة من عدد قليل من الصحفيين الشباب والعاملين في وسائل الإعلام الذين يشاركون ما رأوه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لم يكن بإمكان الصحفيين الخارجيين الوصول إلى المنطقة الفلسطينية. لديها الآن أكثر من 4.5 مليون متابع على إنستغرام.

منحة دراسية وأمل في التعليم

وصلت العقاد إلى لبنان الشهر الماضي لمتابعة دراستها العليا في الإعلام في الجامعة الأمريكية في بيروت بعد أن حصلت على منحة دراسية تحمل اسم الصحفية الفلسطينية-الأمريكية الشهيرة شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت في عام 2022 أثناء تغطيتها لغارة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

معاناة الحرب في غزة

اليوم، تقضي أيامها في الحرم الجامعي الهادئ المليء بالأشجار في AUB أو في المقاهي في شارع الحمرا في بيروت، لكن ذهنها لا يزال معلقًا في غزة.

قالت العقاد: “أنت صحفي وفلسطيني إنسان يشهد على ما يحدث”، وهي جالسة في فناء أحد تلك المقاهي، مرتدية الكوفية التقليدية باللونين الأسود والأبيض. وأوضحت أن تحقيق التوازن بين هذين الدورين “كان الجزء الصعب”.

تداعيات صراع أكبر من الحروب السابقة

كانت العقاد قد عاشت بالفعل ثلاث حروب في غزة عندما تخرجت من الجامعة، لكن الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر كانت “على نطاق مختلف”.

وفقًا لوزارة الصحة، أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية والهجوم البري الناتج عن الهجوم القاتل الذي قامت به حماس في إسرائيل الجنوبية عن مقتل أكثر من 40,000 فلسطيني، مع دمار هائل في البنية التحتية.

إعادة سرد القصص الإنسانية

وتابعت: “كان قلبي يتفطر عندما أرى الأطفال يقفون في طوابير لساعات فقط لشراء الخبز أو لملء خزانات المياه”.

من خلال تغطية تأثير الأزمة الإنسانية نتيجة حصار إسرائيل على غزة وصعوبة وصول وكالات الإغاثة إلى السكان المدنيين، كانت تأمل في مواجهة ما اعتبرته “تجريد إنسانية” الفلسطينيين في وسائل الإعلام الأوسع.

قالت العقاد: “كنت أريد أن أتواصل مع الناس، وأتعرف عليهم على مستوى أعمق ليتذكر الناس أسمائهم وبسماتهم ومن هم”.

التجربة الشخصية خلال التغطية

غالبًا ما كان من الصعب قيامها بالتغطية في الوقت الذي كانت تعتني فيه بنفسها وسلامة عائلتها. كانت الانقطاعات في الكهرباء والاتصالات تجعل شحن المعدات وتحميل المحتوى تحديًا. في بعض الأحيان، كان يتعين عليها إيقاف العمل لتأمين المواد الأساسية، بما في ذلك الطعام.

قالت: “كنت أفكر في شخصيتي ‘ما هذا التراجع’ — لماذا أقضي ثلاث ساعات من يومي بحثًا عن البيض؟”

الرحيل إلى الأمان

بعد ما يقرب من شهرين من تغطية الحرب، قالت العقاد إنها تم تهجيرها عدة مرات، حيث تنتقل بين المنازل والمستشفيات قبل أن تتجه إلى الجنوب للبقاء مع أقربائها في خان يونس.

في ليلة واحدة، أخبرتها والدتها بأن عمها في أستراليا قد تأكد لهم تأشيرات مؤقتة للإخلاء، وأن العائلة وضعت على قائمة المغادرة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. كانت العقاد مترددة في مغادرة غزة لكنها شعرت بأن الاستمرار في التغطية قد يكون بمثابة حكم بالإعدام، وهكذا غادرت إلى أستراليا في أواخر نوفمبر.

الكارثة المستمرة ونداء للصحفيين

أعربت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء العدد الكبير من الصحفيين الذين لقوا حتفهم في غزة منذ 7 أكتوبر. أكدت لجنة حماية الصحفيين أن 111 صحفيًا وعاملاً في الإعلام في غزة قد قُتلوا.

قالت العقاد: “أنت إما تُهجَّر قسراً من بلدك، أو ستصبح مستهدفًا وتُقتل”.

منذ مغادرتها، تم تدمير المزيد من غزة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية. إن غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون شخص قد تم تهجيرهم ولم يعد بإمكانهم الوصول إلى معبر رفح.

التطلع إلى المستقبل

قالت العقاد إن مشاهدة دمار المدارس والجامعات في غزة أعطى أهمية أكبر لدراستها. وتأمل في العودة لتغطية إعادة إعمار غزة بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. “يمكنك مغادرة غزة، لكنني أعتقد أن غزة لن تغادرك أبدًا”، أوضحت العقاد.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.