وزير مالية الجزائر: الانضمام إلى بنك البريكس يعزز مكانتنا الإقليمية
الجزائر- أعلنت وزارة المالية الجزائرية عن موافقة رسمية على انضمام الجزائر إلى بنك البريكس في ختام الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي البنك الجديد للتنمية “إن دي بي” (NDB)، الذي عُقد يوم السبت 31 أغسطس/آب في كيب تاون بجنوب أفريقيا.
وقالت وزارة المالية الجزائرية إن هذا الانضمام يعد خطوة كبيرة نحو الاندماج في النظام المالي العالمي، مما يجعل الجزائر الدولة التاسعة التي تنضم إلى عضوية البنك الجديد للتنمية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ناقش وزير المالية الجزائري لعزيز فايد في واشنطن مع ديلما فانا روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد، تقدم عملية انضمام الجزائر إلى هذه المؤسسة المالية الدولية، كما تم بحث إمكانيات التعاون بين البنك والجزائر في تمويل المشاريع التنموية الاستراتيجية والهيكلية.
وكشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال زيارته للصين العام الماضي أن الجزائر طلبت رسميا الانضمام إلى البنك، بمساهمة أولية قدرها 1.5 مليار دولار.
اعتراف دولي بقدرات الجزائر الاقتصادية
وفي تعليقه على الانضمام، أكد وزير المالية الجزائري لعزيز فايد أن قبول الطلب يعد خطوة حاسمة لتعزيز علاقات الجزائر مع المؤسسات المالية الدولية. واعتبر هذا الإنجاز تتويجا لجهود استراتيجية تهدف إلى توسيع آفاق التعاون المالي والاقتصادي.
وأضاف أن دعم مجلس محافظي البنك لطلب انضمام الجزائر يُعتبر تأكيدا على ثقة البنك في قدرات الجزائر الاقتصادية، مما يفتح آفاق جديدة للتعاون مع دول الجنوب والدول النامية الأخرى.
التوجه نحو التعاون المالي العالمي
وأوضح وزير المالية الجزائري أن الانضمام لا يعد فرصة لتعزيز التمويل المالي فقط، بل يمثل أيضا رغبة الجزائر في الاندماج في بنية مالية عالمية تسهم في تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات الدول النامية.
وأشار إلى أن الجزائر تطمح من خلال هذه العضوية إلى التفاعل مع نماذج تنموية جديدة والبحث عن خيارات مرنة تتناسب مع التحديات الاقتصادية المتزايدة.
مكانة الجزائر الإقليمية
وأكد فايد أن انضمام الجزائر لبنك التنمية الجديد يمكن أن يعزز مكانتها الإقليمية، حيث يمكّنها من أن تصبح جسرا استراتيجيا بين مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول النامية، مما يسهم في تحقيق تكامل اقتصادي أفضل مع شركاء متنوعين.
كما أشار إلى أن هذه العضوية تسمح للجزائر بأن تكون من بين الدول التي تدعم الابتكار المستدام من خلال تقديم مشاريع نموذجية في هذا المجال.
تأثير جيوسياسي
اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمن هادف أن انضمام الجزائر رسميا لبنك البريكس يحمل بعدا جيوسياسيا، حيث يمكنها اكتساب مكانة في آلية مالية قد تكون لها تأثيرات كبيرة على النظام المالي الدولي في المستقبل.
وأضاف هادف أن هذا الانضمام سيساهم في تسريع تحقيق أهداف التنمية في الجزائر، مستفيدة من خبرات الدول الأعضاء وإقامة شراكات جديدة تعزز الاندماج في سلاسل القيم العالمية.
تمويل المشاريع الكبرى
أفاد هادف أن الانضمام للبنك سيمكن الجزائر من إبرام شراكات مع دول تتوافق رؤاها مع الجزائر، بالإضافة إلى الحصول على تمويلات لمشاريع كبرى مثل الطرق والموانئ.
وبخصوص الإيجابيات، أكد الخبير الاقتصادي أبو بكر سلامي أن انضمام الجزائر للبريكس يعني توافر مزايا كبيرة مثل القروض بشروط مريحة، ما يعود بالنفع على البلاد ويعكس صحة الاقتصاد الجزائري.
قرار المشاركة في رأسمال البنك
وأشار سلامي إلى أن مشاركة الجزائر في رأسمال البنك ستكسبها حق إبداء الرأي في قراراته، مما يعزز من دورها في توجيه مسارات تطور البنك.
واعتبر أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه الجزائر يكمن في رفع حصتها في رأس المال، مما يتطلب الحفاظ على وضع مالي قوي يضمن تماشيها مع سياسات البنك.
رابط المصدر