أزمة مستمرة في غزة
على مدار شهور، تسعى الولايات المتحدة لتحقيق ما يبدو أنه هدف بعيدا: “صفقة لتحرير الرهائن في غزة وإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين وإيقاف القتال بين إسرائيل وحركة (حماس)”. على الرغم من هذه الجهود، فإن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن، أصبحت بعيدة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ الهجمات التي شنتها (حماس) في السابع من أكتوبر وبدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وذلك كما نقلت شبكة “سي إن إن”.
أهمية المصداقية الأميركية
عندما تعلن إدارة أميركية عما تعتبره أهدافاً في سياستها الخارجية، لكنها تفشل في تحقيقها، كما هو الحال مع وقف إطلاق النار في غزة، فإنها تخ risk تدمر مصداقيتها. إدارة بايدن تواجه الآن عواقب ذلك، حيث يبدو أنها تعمل في سياق مختلف تماماً عن نتنياهو. في حين تتحدث واشنطن عن توافق تقريباً على 90% من اتفاق وقف إطلاق النار، فإن نتنياهو ينفي اقتراب التوصل إلى أي اتفاق.
الاستمرار في المفاوضات رغم التحديات
أسباب استمرار الإدارة الأميركية في هذه المفاوضات لا تزال قائمة، على ما تشير “سي إن إن”، ولذلك لن تستسلم. ضغوط بايدن تتزايد من أجل ضمان الإفراج عن الأميركيين المحتجزين في غزة، خاصة بعد وفاة هيرش غولدبرغ بولين، الذي كان من بين 6 رهائن وجدوا جثثهم مؤخراً.
أيضاً، هناك رغبة ملحة لدى الإدارة لمنع تصاعد النزاع إلى مستوى إقليمي، مما يحفزها على مواصلة جهود إنهاء الحرب. البيت الأبيض مدفوع بأسباب سياسية وإنسانية لإنهاء معاناة الفلسطينيين، حيث أن الغضب من استمرار النزاع قد يؤثر سلبًا على حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس الانتخابية خصوصًا في ولاية ميشيغان المهمة.
إذا لم يتم تحقيق وقف لإطلاق النار في الفترة القادمة، فإن ذلك سيؤدي إلى احتمال تسليم بايدن لخليفته إرثاً يعتبر فشلاً في هذا الملف. وقد أشار مسؤول ديمقراطي قريب من بايدن إلى أن تركيزه على الشرق الأوسط تزايد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، مما جعله “مهووساً” بالقضية.
الضغط على نتنياهو
رغم الإحباط الذي يساور البيت الأبيض، إلا أنه لم يستخدم جميع أدوات الضغط المتاحة على نتنياهو حتى الآن. بايدن يتمسك بدعمه القوي لإسرائيل، ولم يكن مستعدًا حتى الآن للامتثال لمطالب تقييد مبيعات الأسلحة الأميركية لإسرائيل، ولم يكن من الوارد تحميل نتنياهو مسؤولية الفشل في المفاوضات، حيث من شأن ذلك أن يعرض واشنطن لانتقادات بالانحياز لـ (حماس).
تبين الفجوة بين الموقفين عندما صرح بايدن بأن نتنياهو “لا يبذل جهدًا كافيًا لضمان الإفراج عن الرهائن”.
على الرغم من استعداد هاريس لنبرة أكثر حدة في تعاملها مع نتنياهو، فإن الأجواء السياسية في الولايات المتحدة تبقى عائقاً أمام اتخاذ خطوات قد تضر بالعلاقات مع إسرائيل، خصوصاً إذا أصبحت رئيسة.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}